لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أهمية الوثائق المحلية في كتابة تاريخ المغرب: نموذج فكيك - أحمد مزيان pdf

 مقالة أهمية الوثائق المحلية في كتابة تاريخ المغرب: نموذج فكيك - أحمد مزيان - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن المقالة :


العنوان : أهمية الوثائق المحلية في كتابة تاريخ المغرب : نموذج فكيك.


المؤلف : أحمد مزيان.


المصدر : مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية.


الناشر : جامعة سيدي محمد بن عبداالله - كلية الآداب والعلوم الإنسانية.


سنة النشر : 1985.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"بعض الاهتمامات التي تشغل بال المهتم بدراسة التاريخ المغربي :


تتجه الدراسات المتعلقة بتاريخ المغرب في الوقت الحاضر إلى الاهتمام بما كانت عليه حياة المجتمع المغربي في الماضي، للتعرف على ميكانيزم التحرك الجماعي في مستوياته المتنوعة. وهو ما اهملته المؤلفات التاريخية التقليدية التي انصب اهتمام اصحابها على تسجيل البطولات الشخصية ووقائع الحروب، وما يتعلق بحياة هذا الامير أو ذاك. وازاء ما تبلور من رغبة في إعادة قراءة جديدة للمؤلفات التقليدية، وما تشكله الثورة الوثائقية المكتشفة أو التي لا زال السعي وراء اكتشافها جاريا، اصبح في الامكان توجيه اهتمام الابحاث التاريخية إلى طرح المشكلات وتحديد مفاهيم تناولها. وصار القصد متجها اكثر نحو دراسة المجتمع في مجموع مكوناته، وهو ما اتخذ مصطلح التاريخ الاجتماعي، ويهدف هذا الاخير مثل السوسيولوجيا إلى تغطية شاملة لحياة المجتمع. 


فالنظرة الشمولية لمختلف العلاقات والسلوكات التي تطبع حياة المجتمع : السياسة والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية والثقافية والدينية : .. الخ، لرصد درجة التطور والتغير الحاصلين في تاريخ هذا المجتمع، والكشف عنها هي مطمح كل باحث في التاريخ الاجتماعي اليوم. وفي ذلك يستفيد من جميع العلوم الانسانية، ويحاول استخدام بعض ادواتها في التحليل للوصول إلى القصد المشار اليه اعلاه. وفي هذا السياق اشار «بروديب» إلى انه لم نعد نعتقد في تفسير التاريخ عن طريق هذا العامل المهيمن أو ذاك. ليس هناك تاريخ احادي الجانب ..».


وفي هذا الاطار فان التاريخ يمتد بجدوره مع بقية العلوم الاجتماعية المعنية بدارسة المجتمع إلى ارض واحدة. بل يعتبره البعض هو نفسه «علم المجتمع في الغاية» والمقصد.


غير ان الامكانيات والوسائل المتاحة للسوسيولوجي من حيث سهولة التقصي والاختبار، باعتباره يدرس الحاضر، أو الماضي القريب المعاش، قلما تكون في متناول المؤرخ الاجتماعي أو هي بالاجمال شديدة الضيق، لا سيما اذا تعلق الامر بفترات اکثر توغلا في الماضي. فلا زالت معلوماتنا عن حياة المجتمع المغربي الداخلية في تفاعلاته وتشابك مصالح ،قواه معلومات ناقصة ومشتتة وغير متجانسة. وكلما تزايد الكم المصدري في طبيعته المتنوعة، صار الاخذ بهذا المنهج أو ذاك ايسر منالا واكثر ملائمة وواقعية لتحليل ماضي هذا المجتمع، وتسنى بالتالي في آخر المطاف نعت تشكيلته الاجتماعية بنعت معبر ومتطابق وغير اسقاطي.


واذا كانت كتب الحوليات والتراجم قد انصب معظم اهتمامها على المدن والقواعد المغربية الرئيسية، وهي عادة مستقر السلاطين، ومجتمع النخبة المثقفة ومراكز النشاط السياسي والثقافي والتجاري منذ قرون مضت فان حظ البوادي، والمراكز القروية النائية منها على الخصوص كان ضئيلا، ولم تعر لها الا اهتماما ثانويا. ما عدا في الحالات التي تكون فيها هذه الجهات ميدانا للنشاط العسكري للسلطة المركزية من أجل معاقبة القبائل «المتمردة» وردعها.


ورغم توفر بعض المراكز القروية على خزائن علمية ورجالات علم في مستوى علماء أو فقهاء المدن المعينة، فان اصحاب التراجم لم يعيروا لهم اي اهتمام، وفي احسن الاحوال اشاروا اشارات عابرة لبعضهم كانها سقطة من سقطات القلم. 


فماذا يبقى امام من يروم اقتحام هذا المجهول من تاريخ الاطراف لمحاولة النفخ في هيكل تاريخي لم تمنحه التواريخ العامة حتى التي كتبت عن الفترة المعاصرة الا اشارات عابرة، خصوصا عندما تقوى رغبة الباحث في عدم الاكتفاء بما يمكن ان توفره الوثائق المخزنية من مادة في هذا المجال ؟


ليس لمن يقبل على هذه المغامرة الا التسلح بالصبر، والبحث والتنقيب الدئوبين في هذه الاطراف نفسها وتعتبر تجربة الابحاث التاريخية الجهوية المنجزة في السنين الاخيرة والتي اعتمدت في الاساس على وثائق محلية رائدة للابحاث اللاحقة فهي من جهة انعشت الامال امام المهتمين بدراسة تاريخ جهات مماثلة للعثور على وثائق تخص تلك الجهات ومن جهة اخرى فهي تقيم الدليل على عدم اعتبار الوثائق المخزنية بانها وحدها الأساسية، والتي تبقى لها الكلمة الأخيرة في تجلية الالتباس أو الغموض عن الواقع المغرب في الفترة التي تعنيها هذه الوثائق اذ هي معبرة في جميع الاحوال عن إرادة السلطة المركزية أو نظرة اعوانها في الاقاليم، وهي : ... قلما تفيد، مباشرة، في معرفة ملامح الحياة القروية» فلا بد اذن تكميلها من أو توضيح ماعسى ان تكون قد سكتت عنه، أو الكشف من خلالها عن النوايا الخفية للحكام، أو حتى تصحيح ما يرد فيها من معلومات خاطئة تتعلق بوضعية هذا الاقليم أو ذاك، الطبوغرافية والبشرية التي يجهلها كتاب المخزن، خصوصا منها تلك الاقاليم النائية التي لم تصبح بعد ميدانا للبحث والتنقيب عن ثرواتها الوثائقية. ولا زالت حظوظ عملية التركيم والتقصي متيسرة. اذا بفضل جهود عدد من الباحثين المغاربة عن المصادر المكتوبة حول تاريخ المغرب وتراته الفكري، امكن اكتشاف مجموعة من الوثائق والمخطوطات التي كانت تعتبر في حكم المفقود. وذلك بتوسيع عمليات البحث والتنقيب التي شملت مدخرات الزوايا والمساجد، وخزانات بعض الاسر - خاصة منها التي لعب بعض افرادها دورا ما ثقافيا أو سياسيا – في جهات متعددة من المغرب.


وهذا العمل هو نفسه الذي قام به الهلالي العربي الذي يعيننا كتابه الوثائقي في الموضوع. كنموذج لما تشكله الوثائق المحلية من اهمية في كتابة تاريخ المغرب، اذ رغم عدم . تخصصه في البحث التاريخي، اعتبر نفسه بتواضعه المعهود مجرد مهتم وهاو ليس الا. ومع ذلك، وبدافع الرغبة في البحث العلمي وحبه لمسقط راسه نزل إلى أرض الميدان نفسه باحثا ومتقصيا للاثار المكتوبة عن البلدة الفجيجية الضاربة جذورها في التاريخ، يحفزه ويشجعه ما قد سمعه من روايات شفوية عن علمائها، ومناضليها ضد التسلط الاجنبي الذي لا زالت ذاكرة المسنين في البلدة جاهزة لرواية بعض تفاصيلها، خاصة المتعلقة منها بمجابهة مشاريع التوسع الاستعمارية في المنطقة. ومن اهمها حادث 1903 الذي التحم فيه رجال القصور الفجيجية مع قوات فرنسية متوغلة حضرها الحاكم العام الفرنسي في الجزائر بنفسه، الجنرال جونار. فتمكن عن طريق ذلك من جمع الوثائق المختلفة الطبيعية والقيمة، منها ما يخص البلدة في ذاتها، ومنها ما يهم علاقات ساكنيها افرادا ومجموعات خارج محيطهم المحلي. وقد ضمن مؤلفه بعضا منها."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب