لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أوضاع تطوان خلال القرن الثامن عشر من خلال مصادر أجنبية معاصرة - محمد بوكبوط pdf

مقالة أوضاع تطوان خلال القرن الثامن عشر من خلال مصادر أجنبية معاصرة - محمد بوكبوط - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن المقالة :


العنوان : أوضاع تطوان خلال القرن الثامن عشر من خلال مصادر أجنبية معاصرة.


المؤلف : محمد بوكبوط.


المصدر: اعمال ندوة تطوان خلال القرن الثامن عشر.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان.


عدد الصفحات: 10 ص.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من المقالة :


"أحوال تطوان خلال فترة الأزمة (1727 - 1757)


 من المعلوم أن سنة 1727 تعد محطة بارزة في تاريخ المغرب الحديث، ففيها توفي السلطان المولى إسماعيل لتندلع بعده حرب أهلية طاحنة دامت ثلاثين سنة، إذ اندفعت القوى الاجتماعية والسياسية المختلفة إلى تصفية حساباتها وتناقضاتها المتراكمة لما ينيف عن نصف قرن من حكم المولى إسماعيل.


 وكانت تطوان من أولى المدن التي تمهدت أحداثا دامية مع بداية الأزمة، إذ بادر أهلها إلى الثورة على الباشا أحمد الريفي بمجرد بلوغ نبأ وفاة المولى إسماعيل.


ومن أهم الكتابات التي أرخت لأحداث هذه الثورة كتاب جون برايتوایت John Brathwaite الذي صحب القنصل جون راسل J.Russel المعين خلفا لهاتفيلد المستقيل سنة 1727. فمع وصول البعثة الدبلوماسية إلى تطوان بلغ خبر وفاة السلطان في بداية مارس من سنة 1727، فاضطرت الأحداث أعضاء البعثة على الإقامة مدة شهرين بالمدينة، مما مكن المؤلف من الوقوف على كثير من تفاصيل أوضاعها قبل السفر إلى مكناس العاصمة للتفاوض حول الأسرى. وقد دون برایتوایت شهاداته وانطباعاته في مؤلف عنوانه «تاريخ ثورات إمبراطورية المغرب منذ وفاة الإمبراطور الأخير مولاي إسماعيل...». وينفرد هذا المصدر بإيراد تفاصيل دقيقة مبنية على مشاهدة عيانية لأحداث تطوان وأوضاعها في بداية أزمة الثلاثين سنة.


وقبل التعرض لأهم هذه الأحداث مع برايتوايت، يجدر بنا أن ندعه يصف مدينة تطوان الممتدة على مسافة «ميل طولا ونصف ميل عرضا، ويمنحها موقعها المطل على المنطقة المجاورة رسما جميلا. وتشكل اهتمام وحرص المورسكيين والإسبان على التقيد بالعادات القديمة تناسقا دقيقا بين المنازل والرياض والازياء ». ويضيف « سأعطي وصفا موجزا لهذه المدينة التي وجدتها أرقى بكثير من كل المدن التي رأيناها في رحلتنا، ومما يدعم هذه الميزة إمكانيات البلد المحيط بها والذي يعتبر أحسن منطقة فلاحية على الصعيد المغربي. نضيف إلى ذلك تجارة شعب أكثر روحانية وحضارة في هذه الإمبراطورية». ويعترف الدبلوماسي الإنجليزي أن حكمه السابق قد أعقب صورة سيئة كونها ورفاقه عن أهل تطوان أثناء مقامه بين ظهر اينهم، ولم يتراجعوا عن أحكامهم المسبقة إلا بعد معاينتهم لسكان بوادي ومداشر داخل البلاد على طول طريقهم نحو مكناس حيث يقول « كلما ابتعدنا عن البحر كلما وجدنا الشعب فظا ومتوحشا.


ولاغرابة في إطراء بريتوايت على سكان تطوان - خاصة بعد مقارنتهم مع أبناء القبائل - حيث أن أولئك هم سليلو مجتمع حضري أندلسي متقدم، كما أن تطوان كانت خلال القرن الثامن عشر العاصمة الدبلوماسية للمغرب، وميناء تجاريا نشيطا، مما جعل عددا هاما من الأوربيين يستقرون فيها، فأصبح منظر الأوروبي المختلط مع المسلمين عاديا ولا يثير أي ردود فعل تتحكم إلى حد بعيد في رسم صورة الآخر وإطلاق أحكام القيمة. أما عن أوضاع المدينة في سنة 1727 ، فقد تميزت بتدهور الأمن بعد الثورة على الباشا وطرده مع أتباعه من أهل الريف من المدينة، فظلت الحرب سجالا بين أهل تطوان والباشا أحمد. ويشير بريتوايت إلي أن أهل تطوان حذوا حذو أهل فاس في الثورة على عاملهم. كما يورد أن أول من ثار على الباشا جبالة أرباض تطوان  وذلك بزعامة بوليز Bollize القوي في الجبال بفضل نفوذه الكبير وسمعته، وهو سليل أسرة عريقة قدمت من الأندلس.


ولم يغفر الباشا إرغامه على تأدية جبايات ثقيلة بقساوة. مع اندلاع العنف في الجبال المحيطة بتطوان انتشرت اللصوصية وأعمال التخريب والنهب والإغارة على طرق المواصلات»، خاصة طريق تطوان - فاس، كما وجدت القبائل والأحلاف المختلفة الفرصة مواتية لتصفية حساباتها. وهنا يورد بريتوايت تفاصيل عن نهب وسلب وقتل أهل الريف الذين كانوا شيعة للباشا أحمد، والمستقرين في تطوان وهوامشها. وبعد رفض أهل تطوان مساندة الباشا في حملته الانتقامية ضد جبالة بعذر خشيتهم من سهولة إغارة الجبليين على المدينة عند خروجهم منها، بدأ أحمد الريفي في تجنيد قواته لتأديب الثوار، ويشير المؤلف إلى أن الباشا عجز عن استخبار التحالف الذي عقد سرا بين أبي الليف وأعيان المدينة.


يتضح ذلك التحالف في استئساد أهل تطوان على أخ الباشا وخليفته على المدينة بعد خروج الأول على رأس قواته قاصدا جبالة الثوار، ويرسم بريتوايت الوضعية بقوله « بمجرد خروج الباشا، وجد أخوه صعوبة في جعل أوامره مطاعة بل أكثر من ذلك، أرغمه الشعب على أن يعلن في المدينة أن على جميع الريفيين أن يخرجوا منها في أجل معين تحت طائلة الإعدام في حالة العصيان.."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب