لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب النخبة المخزنية في مغرب القرن التاسع عشر - مصطفى الشابي pdf

كتاب النخبة المخزنية في مغرب القرن التاسع عشر - مصطفى الشابي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : النخبة المخزنية في مغرب القرن التاسع عشر.


المؤلف : مصطفى الشابي.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط.


الطبعة : الأولى سنة 1995 م.


عدد الصفحات : 231.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"امتیاز جامع القرويين بفاس.


جامع القرويين بفاس كما هو معلوم، جامع تاريخي ارتبط بالتعليم الإسلامي بالمغرب منذ أكثر من ألف عام. وهو عنوان التعليم في مستوياته العليا في المغرب ولكنه في الحقيقة ليس من حيث المكان سوى مدرسة من بين المدارس في فاس نفسها.


تخرج من القرويين في القرن الماضي عدد من موظفي المخزن، كتابا كانوا أو قضاة أو غيرهم. ومن أبرز المخزنيين المتخرجين من هذا الجامع علي المسفيوي وزير الشكايات في العهد الحسني، وكان من الذين وفدوا على هذه المدينة لاستكمال دراسته (إتحاف 5 482 و2 : 115 116).


ومن العلامات على مكانة فاس في هذا التكوين وجود عدد من أبناء هذه العاصمة العلمية متفرقين في عدد من المدن الأخرى حيث يشغلون مناصب في التدريس أو في تولي عدد من المهام والخطط المخزنية. ومن الأمثلة على ذلك أن أحد أبناء فاس المشاهير وهو محمد بن عبد الواحد بن سودة قد عينه السلطان مولاي عبدالرحمان في منصب سام بمراكش نفسها ، ولا يستطيع أن يعود إلى فاس إلا في زيارات مأذونة من طرف السلطان، كما يدل على ذلك كتاب موجه من مولاي عبد الرحمان إلى خليفته سيدي محمد بمراكش حيث يأذن لابن سودة في قضاء ثلاثة أشهر بفاس تشمل رمضان والعيدين (إتحاف 4 320).


وفي آخر العهد الذي يهمنا نجد المولى عبد العزيز يوجه ظهائر إلى ناظر أحباس الدار البيضاء تتعلق بتعيين مدرسين من أبناء فاس في هذه المدينة التجارية المتوسعة. وهذا نص أحد الظهائر في الموضوع.


«خديمنا الأرضى ناظر أحباس الدار البيضاء المحروسة بالله الطالب إدريس الفيلالي وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد فقد أصدرنا أمرنا الشريف لقاضي فاس بتعيين فقيهين مدرسين وتوجيههما على يد خليفة العامل ثمة واصلين للثغر المذكور، بقصد بث العلم ونشره وتدريسه به والتمشي على الضابط المبين بطرته. وأمرنا أمناء دار عديل بأن ينفذوا لهما ما ينفذ لامثالهما في جهازهما سلفا عنك لتوجهه لهم من وفر الاحباس المذكورة، بعد بيانه. وعليه، فنامرك أن توجه لهم ما يدفعونه لهما في ذلك عند تبيينهم ذلك لك بفور وصوله إليك، على يد العامل ثمه ليوجهه لهم بواسطة خليفة عامل فاس، فقد امرنا هما، به كما نامرك أن تعين لهما محلا مناسبا لهما للنزول وتنفذ لهما المئونة التي تحصل لهما الكفاية بها من الأحباس بعد اعلام جانبنا العالي بالله بقدرها والسلام في 13 صفر 1316 / 21 نونبر 1898» (إتحاف 1 439 - 440).


يبين هذا المثال وغيره أن فاسا كانت تتوفر على عدد من الطلبة المتخرجين الذين يكلفهم المخزن بمهام التدريس والقضاء وغيرهما من الخطط في حواضر أخرى. 


ومما يستنتج من هذه الوثائق على مكانة كبار القضاة الذين كان يعهد إليهم بتعيين فقهاء ينتدبون لمهام مختلفة في الأماكن التي تتطلب خدماتهم، كما كان للقاضي دور في انتداب المدرسين في الحالات العادية، ولكن بعد موافقة المخزن على تعيين من ينفق عليهم من وجوه يتولى ضبطها.


لكن مراقبة القاضي لم تكن تمتد مع ذلك إلى مضمون الدروس وطرقها. غير أن الأمرين معا موكولان إلى التقليد، ولكن لم يكن يفوت المخزن أن ينبه في هذا الشأن إلى كل انحدار أو انحراف ومن قبيل هذا التيقظ إلى قيمة التعليم ما تفيد به رسالة السلطان مولاي عبد الرحمان إلى قاضي فاس حيث صار تلقين الطلاب لا يزيد عن حشو ذاكرتهم بمعلومات ليس معها بيان ولا تبصير، وإنما هي خلافات عقيمة وأقوال غير مفيدة وتنميقات لفظية، وبذلك تطول مدة الدراسة بما يضيع أعمار الطلاب ويهذر مهج المعلمين. ولعل مضمون هذه الرسالة يعطي أول محاولة رسمية في القرن التاسع عشر لإعادة النظر في التعليم بالقرويين.


الحمد لله وحده. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه (وبعده الطابع بداخله عبد الرحمن بن هشام الله وليه).


ولد عمنا الأرضى الفقيه القاضي مولاي عبد الهادي وفقك الله وسلام عليك ورحمت الله وبركاته وبعد، فقد بلغنا توافر طلبة العلم على العادة، وجدهم في الطلب غير أنه قل التحصيل والافادة، وذلك لمخالفة الفقهاء في إقرائهم عادة الشيوخ وإعراضهم عما ينتج التحصيل والرسوخ، فإن الفقيه يبقى في سلكة سيدي خليل نحو العشر سنين وفي الألفية العامين والثلاثة لكثرة ما يجلب من الأقوال الشاذة، والمعاني الغريبة الفاذة، وكثرة التشعيب بالاعتراضات ،وردها، ومناقشة الالفاظ وعدها، ويخلط على المتعلم حتى لا يدري الصحيح من السقيم، ولا المنتج من العقيم، وفي ذلك تضييع الأعمار التي هي أنفس المتاجر بلا فائدة، وتعمير الأوقات التي يرتجى نفعها بلا عائدة، فتجد الطالب يرحل في طلب العلم من بلاده، ويتغرب عن أهله وأولاده، ويقيم المدة المتطاولة لا يحصل مع كثرة دعويه على طائل، ولا يقف على محصول ولا حاصل فترى الفقهاء يكثرون على المبتدي من نقول الحواشي والاعتراضات، وينوعون الأقوال والعبارات، حتى لا يدري ما يمسك، ولأي سبيل يسلك، ويقوم من مجلس الدرس أجهل مما كان، ولا يجد زيادة مع بلوغه في نفسه الامكان، وهذا يؤدي إلى ضياع العلم الذي هو ملاك الدين، ويحمل على عموم الجهل في العالمين، وما هكذا كان يفعل أهل الافادة والتحرير، الذين يحرصون على نفع طلبة العلم رغبة فيما عند الله من الأجر الكبير، فقد كانوا يسهلون لهم طرق العلم واستفادته، ويرتكبون ما يقرب تحصيل العلم وزيادته، وينتزلون لعقول الطلبة على قدر افهامهم، ويحتالون على حصول الفهم والعلم للمتعلمين بلطيف عبارة ملامهم حتى يحصل اللبيب على مراده في أقرب أوان، ولا يضيع عمره سبهللا من غير تحصيل ولا عرفان، إذ كان مقصودهم في ذلك الله ونشر العلم للعمل، لا التفصح والتمشدق الذي يحصل معه الخلل والملل، ولا ينجح معه لذي أرب أمل، وهذا من الأمر الذي يجب التنبه عليه، ويتأكد في جلب أرباب المناصب الجنوح إليه، إذ في الحديث الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولايمة المومنين وعامتهم ... فـبـوصـول كتابنا هذا إليك، أجمع المدرسين وأرشدهم لما فيه المنفعة العامة، والفائدة التامة. وهو الاقتصار في التقرير على حل كلام المؤلفين، وإفهامه للسامعين المتعلمين مع التنبيه على ما فيه من خطا وتحريف من غير إكثار هذر، ولا تشغيب بترداد اعتراضات وطرر، إذ المقصود هو حصول الفهم والإفادة والمناقشة في الألفاظ إنما هي لغو وزيادة، وليست لأهل التحرير بعادة إلى فهم المنقول، فلا ينبغي في الفقه مناقشة الألفاظ، ولا نقل كل ما سوده الحفاظ، بل ينبغي الاقتصار على بسط المسائل وفصولها، وتقريبها للفهم بتقرير أصولها، فلا يجاوز الفقيه في سلكة خليل العام وإن طال ففي عامين، ولا يجاوز في الألفية الشهر والشهرين، كما كان يفعل ذلك جهابذة العلم من نقاده بل كانوا يسردون خليلا في أربعين يوما والألفية في أقل من ذلك ويحصل الطلبة في ذلك على علوم ،جمة، ومسائل مهمة، لا يحصلونها في هذا التماطل والتطويل، وعمارة الأوقات بما ليس عليه تعويل. ولينظروا في سيرة من قبلهم في التدريس والإلقاء ويسلكون ما هو أقرب للتحصيل وأمس بتسهيل الفهم والإقراء، فبهديهم فليقتدوا . وبأقوالهم فليهتدوا ليستفيدوا ويفيدوا ، ويبدعوا ويعيدوا ، ويحصل الطلبة الغرباء في ذلك على مرادهم ويدركوا ما يسر الله على قدر استعدادهم، والله ولي التوفيق. ومن جملة الأمور الموجبة لقصور فهم المتعلمين وعدم نفعهم تقصير مجلس الإلقاء وخفته فلا يجاوز من أطال من الفقهاء الساعة مع أن من رحل للطلب من بلده ونيته تحصيل العلم يستغرق الأوقات، ويعرض عن الراحة والذات، ولا يكون له غرض إلا في درس أو نظر، ليحصل في مطلوبه على الوطر، ففي الحديث منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا فينبغي حمل الطلبة على ما هو الأليق بحالهم من الدعوب والاطالة ومواصلة الطلب وترك البطالة والسلام في 12 محرم فاتح عام 1261، صح من أصله / 21 يناير 1845.


إن مدارس التعليم بما فيها مدارس الحواضر كالقرويين كانت مقصودة أيضا من طلاب الآفاق البعيدة. وهم لا يقدمون مقابل تعليمهم للمدرسين، بل كان من التقاليد أن تقدم لهؤلاء الطلاب المعونة الضرورية لحياتهم الطلابية من غذاء وسكن. فأما السكن، فكان في معظم الأحوال بالمدارس نفسها، وأما الغذاء فتعين عليه الأوقاف والهبات والصدقات.


ومن بين عدد الطلاب المتخرجين ينبغ بعضهم بمواهب شخصية وجهد فردي أو بالتأثر الروحي ببعض المدرسين الذين لا يعدمون كفاءات خاصة في ميادين أدبية وغيرها. وهكذا نجد في دواوين المخزن نماذج من هذا القبيل يمثلها آل غريط وآل ابن إدريس ممن كانوا يجمعون بين المهارة في تدبير شؤون السياسة وبين القدرة على نظم الشعر والتأليف في التاريخ. وقد كانوا يدعمون عمل المخزن في مناصبهم كما كانوا يقدمون الدعم المعنوي للسياسة إذا مدحوا أعمال السلطان في المناسبات المحتفل بها. وإلى جانب هذا الصنف من الأدباء كان هناك من موظفين المخزن من اغتنوا بتجربة في ميدان الحياة التجارية على الخصوص."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب