لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي، د.محمد نجيب بوطالب pdf

 كتاب سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي، د.محمد نجيب بوطالب - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf







معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي.


المؤلف : محمد نجيب بوطالب.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


حجم الكتاب : 6.2 ميغا بايت.


عدد الصفحات : 184 صفحة


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"مؤشر العلاقة بالدولة (المخزن والسيبة)


أ - القبائل المخزنية وجدت القبائل المخزنية في سائر أنحاء المغرب العربي، ففي المغرب الأقصى أُطلق عليها قبائل «القيش»، وتتمثل بالخصوص في الأوادية والشرافة. وفي الجزائر تمثلها الدواير والزمايل. أما في تونس فقد لعبت قبيلة دريد الدور الريادي في العلاقة التوظيفية مع الدولة، مثلما لعبت مجموعتا المحاميد وأولاد نوار الدور نفسه في ليبيا.


وغالباً ما تضع هذه القبائل على ذمة الدولة مجموعة من فرسانها مقابل بعض الامتيازات فهي تمثل مجموعات عسكرية ثانوية تساعد الجيش النظامي «المحلة خلال الجولات الخاصة بجمع الضرائب في فترة الانتفاضات وإذا كان هؤلاء لا يلعبون دوراً أساسياً أثناء نشوب الحروب بين الجيوش النظامية، فإنهم يلعبون الدور الأهم فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الداخلية ضد مجموعات قبلية يجاورونها أو يتحدرون منها.


لكن مفهوم القبائل المخزنية يثير إشكالاً منهجياً وتطبيقياً، فهل أن جميع رجال القبيلة الموصوفة بالمخزنية اندمجوا فعلياً في خدمة الدولة، أم أن الأمر يتعلق ببعض الأسر وبعض الأعيان فقط ؟ وهل أن هذا الدور كان يتحقق في مختلف المراحل ؟ أم أن الخدمة المقدمة للدولة كانت تقتصر على بعض الفترات؟ وما هو المقابل الذي يتحصل عليه أفراد القبيلة المخزنية؟ وهل كانت عملية التوظيف تستوجب بالفعل تقديم خدمات يتمتع بها الأفراد والجماعات المستخدمون؟ إن الأمر لا يزال بحاجة إلى مزيد من التعمق. وفي المقابل فقد قامت بعض المجموعات والأفراد من القبائل المعارضة للقبائل المخزنية بدور مخزني معروف، مثل بعض المجموعات من ورغمة ومن الهمامة والمثاليث وجلاص في تونس.


ب - القبائل الريعية


وهي القبائل الخاضعة لهيمنة الدولة فهي تمثل المصدر التقليدي لتسديد الضرائب، إنها توجد في وضعية متوسطة بين المجموعات المخزنية والمجموعات المستقلة وعادة ما تستقر في السهول والمنخفضات، وتتكون من منتجي الحبوب في المناطق المجاورة لمراكز السلطة. لكن عملية الجباية المرتبطة بالموقع والحالة الاقتصادية والأمنية كانت تفرض درجات مختلفة من الخضوع أو التحالف مع السلطة المركزية . فقد خضعت علاقة الدولة بالقبائل الريعية إلى ظرفيات مختلفة، لذلك كانت المحلة في تونس والحركة في المغرب تقومان بجمع الضرائب من هذا الصنف من القبائل دون حاجة دائمة لاستعمال العنف.


ويشير محمد الهادي الشريف أيضاً إلى التمايزات الطبقية داخل القبيلة خصوصا بين الأعيان والعامة. فالوثائق الجبائية العائدة إلى القرن الثامن عشر تبين أن فئة الأعيان في تونس كانت مميزة من قبل البايات، مثلما يتم التمييز بين فئات الشيوخ والقادة الذين يكونون مجلس ميعاد القبيلة، وبين اللزامة المهتمون بضيعات الباي (والجباة والشخصيات العسكرية (الصبايحية) والشخصيات الدينية من الصلحاء والأشراف وحفدتهم. وفي المقابل فإن العامة، من المزارعين ومربي الماشية وغيرهم، كانت تمثل المجال الأكثر استهدافاً لجمع الضرائب المتنوعة.


ج - المجموعات المستقلة : «قبائل السيبة»


لقد لعبت الأسباب الجيوسياسية دوراً في تفسير استقلالية المجموعات السكانية تجاه المخزن، فالمناطق الجبلية والمناطق المتاخمة للصحراء لم تخضع إلى المخزن بشكل دائم أو كامل حتى أواسط القرن التاسع عشر، وتلك كانت حالة جبل البربر بالمغرب بشكل عام وكذا جبال القبائل والأوراس بالجزائر، والمرتفعات المحصورة بين خمير وجبل وسلات ومطماطة بالبلاد التونسية وصولاً إلى جبل نفوسة بليبيا.


كما أن التركيبة القرابية المرتبطة عادة بالعنصر الجغرافي والأمني لسكان الجبال والمناطق شبه الصحراوية يمكن أن تساهم في تفسير استقلاليتهم. وهذا ما فسره الانقساميون بتوزيع السكان إلى قسمات متشابهة متوازنة، أو بصدد التوازن بما يجعلها في غنى عن الخضوع إلى سلطة عليا. إن الأسس البنيوية لهذه الاستقلالية النسبية لدى المجموعات الريفية مؤكدة، ولكنها مرتبطة بالمتغيرات السوسيوتاريخية، فسلطة الدولة كانت تخضع تلك المجموعات إلى إرادتها السياسية والدينية والأمنية ولو بشكل متقطع. فالوثائق والمراسلات الإدارية والدفاتر الجبائية تثبت أن علاقة الدولة بالأعيان في تلك المناطق النائية كانت تدل على نوع من السيادة الجزئية للنظام المخزني. فقد استطاعت الدولة المغاربية أن تضع حداً لاستقلالية المجموعات الريفية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر. وإذا حصل ضعف في تدخل الدول في القرن التاسع عشر فهو راجع بنظر بعض المؤرخين، إلى التدخل الأوروبي.


إن اختزال الانثروبولوجيين للتاريخ هو الذي أدى إلى اعتماد بهم التصنيف الثنائي. فغيلنر صنف القبائل المغربية إلى قبائل انقسامية وأخرى هامشية. وعلى رغم صلاحية المفاهيم التي استخدمها لتحليل البناء القبلي، وخصوصاً مفهوم «الهامشية الذي مكنه من التخلص من مفهوم «السيبة» ، فإنه لم ينتبه مثل غيره إلى وجود صنف ثالث من القبائل يقع في مرتبة وسطى بين القبائل الهامشية وقبائل المخزن.


وأخيراً فإن التصنيف الماكروسوسيولوجي لقبائل المغرب العربي يذهب إلى حد اعتماد مؤشر الحجم ودرجة الانحلال وهذا ما أكده أحد الدارسين بقوله : ففي المغرب الأقصى نجد وحدات قبلية كبرى كالبربر، وفي الجزائر قبائل قوية كـ (الأربعة» و«أولاد نايل وفي تونس نجد قبائل صغيرة وواهية قد انحلت تقريباً حتى قبل وصولنا بل ذهب انحلالها إلى درجة أنها فقدت أسماءها مثلما هو الشأن بالنسبة لقبائل الساحل. وهذا ما يذكر بالتصنيف الذي كنا قد أشرنا إليه والذي وضعه جاك بيرك حول القبائل الصغرى والقبائل الكبرى."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب