كتاب "المعرب عن بعض عجائب المغرب" للمؤلف محمد بن عبد الرحيم بن سليمان بصيغة إلكترونية online PDF
معلومات عن الكتاب :
العنوان : المعرب عن بعض عجائب المغرب.
المؤلف : أبي حامد محمد بن عبد الرحيم بن سليمان المازني القيسي الغرناطي.
الناشر : منشورات محمد علي بيضون – دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان.
عدد الصفحات : 160 ص.
حجم الكتاب : 21.6 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"باب
صورة بناء المسجد والاستدلال على نصب القبلة بظل الشمس.
صفة الدائرة الهندية واستعمالها
قال : وإذا أردت ذلك فأطلب موضعاً من الأرض بارزاً للشمس مستوياً لا امت فيه ولا انحراف أو بلاطة رخام تضعها على الأرض بارزة للشمس وضعاً مستوياً ويمتحن بأن يصب الماء عليها فإن وقف الماء ولم يجر إلى جانب دون جانب فقد استوى وضعها.
ثم أدره على ذلك بالفركار دائرة يكون وسعها على قدر شبرين أو نحوه، وتكون هذه الدائرة في وسط تسطيح مربع معتدل التربيع قائمة الزوايا بالأرض مثالا للأرض يتبين فيه المشرق والمغرب.
ثم انصب في مركز الدائرة عوداً مقدار أصبع منخرط على هيئة السلاة معتدل الانتصاب.
ثم أرصد ظله في صدر النهار وفي آخره حتى إذا صار طرفه على خط الدائرة علمت عليه علامة بالغداة وعلامة بالعشي من الجانب الآخر.
ثم أقسم ما بين العلامتين من قوس الدائرة في كلا الجهتين بنصفين مما يلي الجنوب ومما يلي الشمال.
ثم صل إحدى العلامتين بالأخرى بالخط تقسم الدائرة بنصفين وتضربه على نقطة المركز سوى وذلك خط الزوال.
ثم رد العود إلى المركز، واعلم أنه كلما صار ظله على هذا الخط فقد انتصف النهار ومتى كان الظل منحرفاً إلى ناحية المغرب فإن الشمس لم يزل ومتى كان منحرفاً إلى ناحية المشرق فقد زالت الشمس.
وهذا عمل صحيح في جميع أيام السنة لجميع البلدان لا يختلف في شيء من الأوطان.
فإذا فعلت ذلك ثم أردت أن تعرف جهة القبلة فأقسم ما بين حرف الدائرة وبين المركز من هذا الخط على سبعة أقسام متساوية ثم خذ بالفركارة مقدار قسم واحد منها فضع أحد رأسي الفركار على خط طرف الزوال حيث اتصل بخط الدائرة مما يلي المشرق، وهو أحد العلامتين اللتين كنت علمتها قبل، حيث قسمت قوس الدائرة بنصفين وعلم على مبلغ الرأس الآخر بخط الدائرة مما يلي المغرب علامة ثم خط مركز الدائرة إلى هذه العلامة خطاً.
واعلم أنه قوس الدائرة بنصفين وعلم على مبلغ الرأس الآخر بخط الدائرة مما يلي المغرب علامة ثم خط مركز الدائرة إلى هذه العلامة خطاً. واعلم أنه خط القبلة وأنه ينبغي للمصلي أن يتوجه في جهته، إن شاء الله تعالى.
وهذا المعنى لا يتغير في بلاد المشرق أو كانت ناحية غير المشرق واحتج إلى قدر آخر يعمل عليه فافهم ذلك.
ذكر المشارق والمغارب
قال أبو العباس: قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بين المشرق والمغرب قبلة».
حدثنا به محمد بن سعيد قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر وقال: حدثني اسحاق بن جعفر قال: حدثني عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين المشرق والمغرب قبلة».
وقد روي ذلك عن علي وابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم ـ أنهم قالوا ذلك ومعناه عندنا على ما يجب ونصب قبلتنا أن تكون القبلة بين مشرق الشتاء و مغرب الاستواء كما صورته لك لأعلى ظاهر الحديث إذ ليس للشمس مشرق واحد فيحمل على ظاهر الحديث بل هي مشارق ومغارب كما حدثنا الحسين بن محمد قال : حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني قال: حدثنا بشر بن الحسين قال: الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ - في قول الله جل ذكره : ﴿ بِرَبِّ المَشرِقِ وَالْمغَرِبِ ﴾ [المعارج: ٤٠] يعني مطالع الشمس ومغاربها قال: ولها مئة وسبعة وسبعون مطلعاً ومغاربها مثل ذلك.
وقوله تعالى: ﴿ رَبُّ الْمشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغرِبَينِ ﴾ [الرحمن : ١٧] يعني أطول يوم في السنة وأقصر يوم في السنة. وقوله تعالى: ﴿ رَبُّ الْمُشْرِقِ والمغرب ﴾ [المزمل : ٩] يعني أطول يوم في السنة.
قال : وإذا كان كما وصفنا حمل قبلة كل بلد وإقليم كل ناحية على ما يحتمله وكذلك قبلة أهل العراق.
فأما قبلة أهل أرمينية وكذلك الشامات والجزيرة فعلى ظاهر الحديث المشرق على يسارهم والمغرب على يمينهم إن شاءوا اعتبروا ذلك لمشرق الشتاء ومغربه وإن شاءوا اعتبروا ذلك بمشرق الاستواء ومغرب."
رابط تحميل الكتاب
