لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب دكالة والاستعمار البرتغالي إلى سنة إخلاء آسفي وأزمو pdf أحمد بوشرب

كتاب دكالة والاستعمار البرتغالي إلى سنة إخلاء آسفي وأزمو - تأليف أحمد بوشرب - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : دكالة والاستعمار البرتغالي إلى سنة إخلاء آسفي وأزمور.


المؤلف : أحمد بوشرب.


الناشر : دار الثقافة - الدار البيضاء.


الطبعة : 1 - سنة 1404 هـ / 1984 م.


عدد الصفحات : 640.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"أوضاع وكالة الاقتصادية


ان اول ما يثير انتباه متتبع كتب الرحلات وخصوصا الوزان ومارمول، هو الفرق الموجود بين دكالة وجاراتها في نوعية الانشطة فبخلاف كل من حاحة والسوس، وهسكورة، والتادلة تسيطر الزراعة وتربية المواشي سيطرة مطلقة بدكالة. ولا تعرف المنطقة انتاجات زراعية ذات مردود مرتفع كبساتين تلك المناطق. ولم يكن الاستغلال الزراعي في مستوى يمكن دكالة من المقارنة مع جاراتها (السقي فواكه... ولم تكن تعتمد على انتاجات صناعية تعرف زواجا كتلك التي كانت بهسكورة (البرنوس وصناعة الجلود (مثلا) ولم يكن أي انتاج دكالي يصل الى فاس او السودان. واكثر من هذا، لم يذكر المؤلفان من الصناعات الدكالية الاحدادة يهود (مائة بئر) ونسيج (المدينة الغربية).


وهذه ظاهرة غريبة جدا، لان دكالة كانت كما سنرى، منطقة مرتبطة بالعالم الخارجي، ومحج التجار الاوربيين منذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر على الاقل. فهل يدل كل هذا على قلة اندماج المنطقة في الاقتصاد المالي ؟ وهل كانت فعلا لا تعيش الاعلى النشاط الزراعي ؟


وتدفعنا اشارات كل من الوزان ومارمول الى الاعتقاد بذلك.


فاذا كان الاول قد اشار الى سك العملة بهسكورة، فانه لم يشر الى ذلك بدكالة واكثر من ذلك، ذكر انها تستعمل العملة الهسكورية أما مارمول، فقد ذكر من بين السلع المصدرة من آسفي عددا مما ينتج خارج دكالة كالنيلة والجلود الطبيعية او المحولة والعسل والشمع... الخ. وبهذا تبدو دكالة كثيرة الشبه بتامسنا، مما قد يدفع الى رد ذلك الى اصل السكان المكونين اساسا من الاعراب والذين قد يظهرون بمظهر اللامبالين بالانتاجات التسويقية. ولقد لخص الوزان ملاحظاته بالتأكيد على أن هسكورة كانت اغنى من دكالة.


ولكن حقيقة الأوضاع الاقتصادية بدكالة كانت على عكس ما قد توحيه قراءة المؤلفين. ولا شك في ان سكوتهما عن جوانب كثيرة من انشطة دكالة الاقتصادية راجع الى الاهتمام الكبير الذي اولياه للاحداث السياسية من غزو برتغالي وحركات وطاسية... وقد يعود اهتمام حاحة وهسكورة والتادلة، وخصوصا اهتمام سكان ضواحي المدن التي تحدث عنها الرحالتان بالزراعة ذات المردود المرتفع كالجنات والبساتين، يعود الى فقر تربة الاراضي المزروعة مما حتم الحصول على مردود مرتفع، الشيء الذي سهله وجود عيون وأنهار. وبما ان دكالة سهل غني وكبير الى حد ما، فانه يضمن عيش السكان من الزراعة وتربية المواشي، ولهذا لم تكن المنطقة تشكو من تفاوت ما بين السكان والموارد تفاوت يحتم البحث عن انشطة غير زراعية، والعمل على رفع مردودية تلك الانشطة الزراعية نفسها.


ويجب ان يؤخذ ما ذكره الوزان بشأن العملة بحيطة كبيرة جدا، اذ لا يعقل ان تكون منطقة مرتبطة بالعالم الخارجي منذ قرون معتمدة في عملتها على منطقة داخلية. ومما يسمح بالشك في هذه القولة كون آسفي وازمور كانتا نهاية احدى طرق التبر، على الاقل منذ القرن 13. ولقد مكن ذلك الذهب أزمور من اعطاء نفسها عملة ذهبية اثر استقلالها السياسي في القرن الرابع عشر. وكان بآسفي حين احتلالها (دارسكة)، وهي التي كانت السبب في وجود كميات كبرى من العملة المحلية التي اوردت بعض الايصالات مقادير مهمة منها حقيقة ان دكالة ارض زراعة ومواشي، ولكن هذا لا ينفي وجود اقتصاد يعتمد الى حد ما على الاستهلاك الداخلي وكذلك على التصدير.


والسؤال الذي يفرض نفسه هو التالي: ما هو اثر وصول التجار الأوربييين وتزايد اعدادهم مع السنين على المنتجات الدكالية؟.


مما لا شك فيه ان تزايد الطلب على قمح دكالة، واعتماد البرتغال كثيراً عليه أثر على الكميات المعروضة بآسفي وأزمور، وبالتالي على الانتاج والاثمان؛ ودفع بعدد من الدكاليين الى العمل على الاستفادة من المعطيات الجديدة.


وما ينطبق على القمح ينطبق على سلع اخرى.


وباختصار تؤكد عدة قرائن اهتمام الدكاليين بالرواج الذي اصبحت تعرفه بعض السلع، وبوصول سلع اخرى الى الموانىء الدكالية. ويتجلى ذلك في اعداد الوافدين - من البوادى ـ يوميا على آسفي.


لقد اصبح الطلب مهما على انتاجات لم تكن تسوق كالشمع او الشابل أو كان الاقبال عليها قليلا كالجلود والانسجة الصوفية وغيرها وظهر لذلك عدد من الوسطاء اصبحوا يجمعون الانتاجات الريفية وخصوصا الحبوب، ليعيدوا بيعها بالموانيء. وكان اولئك الوسطاء يدفعون سلعا مستوردة مقابل تلك الحبوب). ورغم الاهتمام الواضح بامكانات السوق الاستهلاكية وبالاثمان، يلاحظ ان دكالة كانت، بخلاف جاراتها لا تهتم بالاسواق الداخلية، فاش، السودان...) ولم يكن التجار الدكاليون ينقلون سلعهم الى مناطق مغربية اخرى، ولم يكونوا يفدون على مناطق اخرى لشراء السلع التي تسمح بربح بآسفي او أزمور. ولعل ذلك راجع اساسا لكون المنطقة متوفرة على موانىء تجلب اليها السلع دون ان يضطر الدكاليون الى الذهاب الى المناطق المنتجة، كما أن الطلب على السلع الدكالية كان مهما بالموانىء، مما اعفى التجار الدكاليين من عناء نقلها الى اسواق اخرى. وكانت دكالة تعرف انشطة متنوعة ومهمة في نفس الوقت."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب