لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس - علي الجزنائي pdf

 كتاب " جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس " للمؤلف علي الجزنائي بصيغة إلكترونية online PDF


 







معلومات عن الكتاب :

 

عنوان الكتاب : جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس.


المؤلف : علي الجزنائي.


تحقيق : عبد الوهاب ابن منصور – مؤرخ المملكة – عضو أكاديمية المملكة المغربية.


الناشر : المطبعة الملكية – الرباط.


الطبعة الثانية : 1411 هـ - 1991 م.


عدد الصفحات : 152 ص.


حجم الكتاب : 13.6 ميجا بايت.


 صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"الباب الثاني


في ذكر من أدارها بالأسوار وزاد فيها الزيادات وذكر جامعيّها العتيقين وما انتهت إليه من الدور والأرحى والحمامات


لم تزل مدينة فاس كلاها الله تعالى من حين أسست ـ دار فقه وعلم وصلاح ودين، وهي قاعدة بلاد المغرب وقطرها، ومركزها وقطبها، وهي كانت دار الأدارسة الحسنيين الذين اختطوها، ودار مملكة زناتة وغيرهم ممن ملك المغرب في الاسلام، ونزلها لمتونة في أول ظهورهم على المغرب، ثم بنوا مدينة مراكش فانتقلوا اليها لقربها من بلاد الصحراء، ثم أتى الموحدون بعدهم فنزلوا مراكش واتخذوها دار ملكهم لقربها من بلادهم، ولكونها في جوارهم وبين قبائلهم، كذا قاله صاحب ) المقباس ) وغيره. 


وما زال الأمراء والملوك في أثناء ذلك يزيدون البناء بفاس الى أن صار الناسُ يبنون بأرباض المدينتين، واتصلت العمارات من كل الجهات الى استقلال أيام زناتة. فأدارَ منهم دوناس بن حمامة بـ بن المعز بن عطية بن زيري الأسوار على جميع أرباضها من كل الجهات، وبنى بها المساجد والفنادق والحمامات وغير ذلك، وصارت مدينة واحدة، الى أن ولي بعده ابناه الفتوح وعجيسة، فحصن الفتوح عدوة الأندلسيين، وبنى بها قصبة لسكناه بالموضع المعروف بالكذان، وفتح بالعدوة باباً سماه باسمه، وحصن أيضاً عجيسة عدوة القرويين، وبنى بها قصبة لسكناه بعقبة الصعتر وفتح هناك باباً سماه باسمه، وكانت بين الأخوين عداوة، وصار القتال بينهما وبين أهل العدوتين، وكان قتالهم بالموضع المعروف بكهف الوقادين، وكثر الهرج بسبب ذلك في أرض المغرب، واشتد الغلاء، الى أن ظهر أمرُ لمتونة في أطراف المغرب، وظفر الفتوح بأخيه عجيسة اليه فقتله. ولما ظفر به كره أن يبقى البابُ باسمه فأمر بتغيير ذلك وترك اضافته، فأسقط الناس حرف العين من عجيسة وأدخلوا عوضاً منها الألف واللام فقالوا باب الجيسة وبقى كذلك الى الآن، وبعد أن ظفر بأخيه أتاه لمتونة فنزلوا عليه وحاصروه، وتخلى عن المدينة فوليها معنصر ابن عمه، الى أن دخلها لمتونة وقتلوا من بها من زناتة.


وفي أيام لمتونة هدمت الأسوار التي بُنيت أيام الأدارسة الفاصلة بين العدوتين وبين أرباضهما، وأصلح السور الذي بأعلا الوادي الكبير بقرب حوض السفرجل، والسور الذي بأسفله حيث هي الرميلة الذي كان بناه دوناس حين أدار الأسوار على سائر أرباضها، وجعل في ذلك أقواساً بشبابيك من خشب الأرز بالعمل المحكم لدخول الماء وخروجه، وكان جعل بين العدوتين قناطر للمجاز من كل عدوة إلى الأخرى. الأولى قنطرة أبي طوبة التي جدد بناءها مولانا أمير المسلمين أبو سعيد رحمة الله، والثانية قنطرة أبي برقوقة والثالثة قنطرة باب السلسلة، والرابعة قنطرة الصباغين، والخامسة قنطرة كهف الوقادين، والسادسة قنطرة الرميلة، وحين جاء السيل العظيم سنة خمس وعشرين وسبعمئة حمل قنطرة باب السلسلة وما والاها، فأمر مولانا أمير المسلمين أبو سعيد رحمه الله ببناء قنطرة باب السلسلة وقنطرة الصباغين فبنيتا على حالتيهما الآن، وبنيت قنطرة كهف الوقادين علي يدي من تطوع بذلك من المسلمين، وبقيت قنطرة الرملية مهدومة إلى الآن، وما زال كبير لمتونة وأميرُها يوسف بن تاشفين يؤكدُ في زيادة المساجد بفاس وسقاياتها وحماماتها وخاناتها وإصلاح أسوارها، وأقدم من قرطبة جملة من صناع الأرحى فبنوا منها كثيراً إلى أن انتهت إلى ما يذكرُ ان شاء الله تعالى. وفي أيامه صارت العدوتان قطراً واحداً، وفي أيام ولده بني سور القوارجة التي بين باب الجيسة وباب يصليتن على يد قاضيه عبد الحق ابن معيشة بمال وظفه على أهل مدينة فاس حسبما ذكره صاحب ( المقباس ).


وفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمئة أمر الأمير عبد المومن بن علي يهدم أكثر أسوار فاس، وقال : إنا لا نحتاج إلى سور، إنما أسوارنا أسيافنا وعدلنا، وبقيت الأسوار كذلك إلى أن بدأ ببناء ما هدم يعقوب المنصور، وكمله ولده محمد الناصر، وبني قصبة الوادي التي بها الآن، وكذلك بنى باب الشريعة على حالته الآن. كما بنى مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين، سور زيتون ابن عطية، وأقام البرج العظيم، هناك وكتب فيه اسمه.


وبفاس الآن من الأبواب : باب الفتوح، وباب الخوخة، وباب بني مسافر، وباب الجيسة، وباب يصليتن، وباب الشريعة، وهو باب يدخله الفارس بالعلم العالي، والرامحُ بالرمح الطويل، من غير أن يميل العلم ولا ينثني الرمح لارتفاعه. وسمي باب المحروق من أجل ان العبيدي القائم بجبال ورغة لما أن ظفر به وقتل علق رأسه على باب الشريعة المذكور وأحرق جسده في وسطه وذلك يوم ركبت مصاريعه بأمر الأمير محمد الناصر بن المنصور سنة ستمئة، وباب المطمر المتصل من أبوابها بالقصبة، وباب الوادي الذي هو لدخول الخلفاء وخروجهم المتصل أيضاً بالقصبة، وباب الحديد، وباب زيتون ابن عطية، وباب الجيزيين، والمفتوح منها الآن خمسة، وسائرها غلق في أيام المجاعة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب