لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا - أبي فارس عبد العزيز الفشتالي pdf

كتاب مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا لأبي فارس عبد العزيز الفشتالي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا.


تأليف : أبي فارس عبد العزيز الفشتالي.


دراسة وتحقيق : الدكتور عبد الكريم كريم.


الناشر : وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة.


عدد الصفحات : 326.


الحجم : 9.5 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"ذكر ما اشتملت عليه هذه الممالك المنتظمة في سلك الايالة العلوية المنصورية من الخصائص والمزايا والمفاخر التي لا توازى


أقول والله ولي التوفيق ان لهذه الممالك من جلالة القدر واصالة الذكر واتساع خطة القدر والاستئثار بمعادن التبر واصناف الرقيق المنيف على الذر والاشتمال على مرافق البر والبحر ما تقصر الاقاليم فيه عن فترها ويتضاءل المشارق والمغارب بسببه لعظم قدرها حتى لو شاءت لشدت وانشدت :


فدع كل صوت بعد صوتى فانني انا الطائر المحكى والاخر الصدى


فهي الكريمة التي تعشوا البلاد الى نارها وتستعبد الاحرار بدينارها والعقيلة التي تانف لصلفها ان تنقاد والخريدة التى لم يخلق مثلها في البلاد طالما خطبت الكفء الكريم وخبطت سمراء الدهر ليحيى أملها الرميم ويذيل لها سعد الجد المنتج اختيال الروضة الغناء تحت رداء العشى الى أن تقبل الله دعاءها واجاب نداءها فاضحت مشرق انوار وروضة ازهار وتنقلت من اطوار الى أطوار واقتضت دينها الممطول في سالف الاعصار فتقلدت سمطى هذه الدعوة النبوية الساطعة الانوار وتشربت بالكف الكريم العالى النجار والملك العزيز الذي دانت لدولتهم القاهرة امهات الامصار والامام الذي تأتم الهدات به كأنه علم في رأسه نار فاستبدلت ثياب اليل بثياب النهار وتعدت خطايا الدهر بالاغتفار وزادت بما تجدد لها من العز والجلالة فخارا على فخار وها هي في دعوى هذه المزايا لابسة ثوبى زور ولا مدليه بحج جبيها على المغلطة مزرور اما انفساح الرقعة وطيب البقعة فهى معظم العالم ومدرج الذر من بني ادم لم ينظم قط وخدوار قال بين طرفيها ولا استنفذت الخطى مسح أديمها بين حادث الاعصار وقديمها تكل عن طى بردتها الشعرى العبور وتلقى الشهب السيارة في عرض الافلاك دون غايتها عصى التسيار * وقد ساجل عليها انواء القيوم يسبح الليل المنساب وفي وهادها وحزونها انسياب الايم مخترقا بسائطها البعيدة منسكب الاتي غامر التيار فنقع صداهـا وشفى امحالها وعم بالخيرات أرضها وجبالها واذا استطردنا الى ذكر النيل فلنلمم ببعض ما قيل في مبداه ومنتهاه ونشرح خصائص هذا النيل السودانى وفضيلته على نيل مصر فنقول ذكر بعض من تكلم على حدود الاقاليم أن نيل مصر يفترق عن نيل السودان في الجزء الرابع من الاقليم الأول وذلك بلاد النوبة ونيل مصر يجرى من الجنوب الى الشمال ونيل السودان يجرى من الشرق الى أقصى المغرب وعليه جميع بلاد السودان او اكثرها ومبدؤهما معا من جبل القمر الذى فوق خط الاستواء بست عشرة درجة وذلك انه يخرج منه من عشرة عيون فتصب خمسة أنهار منها فى بطيحة وتخرج خمسة انهار أخرى فتصب في بطيحة اخرى وتخرج من البطيحتين ثلاثة انهار فتمر بأجمعها الى أن تصب في بطيحة كبيرة جدا وهى فوق خط الاستواء مماسة له وفى أسفل هذه البطيحة جبل معترض شق اكثرها فيمر الى جهة الشمال مغربا فيخرج منه ذراع من النيل فيمر في جهة المغرب وهو نيل السودان ويخرج من فتق الجبل الشرقي ذراع اخر يشق بلاد النوبة وبلاد مصر وهو نيلها فقد تبين لك ان امتداد جرية نيل السودان وسیيحه فى اختراق الارض أطول مدى من نيل مصر في البحر الرومى من الاسكندرية ودمياط ومسقط نيل السودان فى البحر المحيط في أقصى المغرب وبون بعيد بين هاتين المسافتين فنيل السودان على هذا التقدير اوفى عمرانا واكثر امما اذ مسافته بحسب امتداده لمنتهاه ثم خاصيته منيفة شف بها على نيل مصر وخام عن مداه ان الز في مضمار مفاخرته وتميز بها دونه تمييز المجلى السابق على سكيت الحلبة وهو انه يمكن اقتطاع الخلجان والانهار المغلقة المشعبة المذانب والجداول وأعلى البسائط مناسبة الاراقم خلال الاباطح والوهاد التي تقل ضروب المزارع وتنتظم عليها الجداول الغلب من البساتين ومفروش الشجر والثمار والادواح الاشبه ملتفة الاغصان والرياض المفوفة الخمائل الموشحة البرود بضروب الزهر الغض والرياحين الانيقة التي يمكن اتصالها فراسخ وبردا فتعفى على واسطة الاقاليم زكاء نبت وكرم تربة وجموم اقوات وحبوب وفواكه جنية قطوفها دانية واذا انتهت راية الخصب وغزر الحب والاب الى نيل مصر الذي هو بين مد وزجر فما بالك بهذا النيل السوداني الذي ساواه في هذه الخصبة وأناف عليه برتبة شماء ومنصب شامخ وذلك أن نيل مصر ليس الانتفاع بسيحه الا أوان مده فاذا أخذ في الانحطاط وغاص اتيه الفائض تلا ما نضب عنه بالازدراع والفلح واما أوان جزره وغور مياهه في الشتاء فصل البرد مما يليـه فالانتفاع به متعذر فلا يسمح بتماد نزر الا بعلاج من نصب الدواليب على شطئه ينوا بها المضطلع من الجوامس الايده يرمقون العيش في ذلك على برض ويحصلون على علاله بعد عرق الجبين فتبين ان شطر الغلل والانتفاع ناضب المعين مكدر الشرب بهذا العلاج الذي هو قرين النصب لزيم الجهد بخلاف نيل السودان فان مملوك مولانا الامام أيده الله محمود باشي أخذ في انشاء نهر اجتلبه من غمره واقتطفه من تياره ويمكن ذلك من غير ما موضع منه وعن قريب ان شاء الله تعود تلك الامصار تزهوا على جلق وشط الفرات ويطير صيتها في الخصب فتمير القاصي والداني من أقاليم السودان ببركة مولانا الامام المنصور بالله أمير المومنين أيده الله وسعادة الاسلام بايالته الميمونة النقية واما جلالة القدر واصالة الذكر وفخامة الملك فأوضح برهان على ذلك ان السلطان أبا الحسن عظيم ملوك بني عبد الحق من بني مرين ويعسوب دولتهم وبيت قصيدتهم أوان استفحال دولته وشموخ انف سلطانه غاية ما سمت اليه همته مخاطبة ملك مللي من بلاد السودان ومهاداتـه واتحافه وجعله في ذلك اسوة الملوك الاعاظم الثلاثة لعهده الذين هاداهم وتاحفهم وأوفد ارسالـه عليهم وهم الناصر الملك محمد بن قلاون سلطان مصر والشام والطاغية ملك قشتالة ومنسا سليمن بن منسا موسى مالى من بلاد السودان هذه فجهز اليه ارساله و اسنى هديته اليه قال ابن خلدون فانتخب طرفا من متاع المغرب وما عونه من ذخيرة داره وأسناها وعكن رجالا من دولته كان فيهم كاتب الديوان أبو طالب بن محمد بن ابى مدين ومولاه عنبر الخصى وأوعز الى أعراب الفلات من المعقل بالمسير معهم ذاهبين وجاءين فشمر لذلك علی بن غانم امیر اولاد جار الله من المعقل وصحبهم في طريقهم امتثالا لأمر السلطان وتوغل ذلك الركاب في القفر الى بلد مالى بعد الجهد وطول المشقة على ما به مرحلة في القفر من ثغور ممالكه القبلية وليت شعرى اذا استغرب الارسال والاتحاف وتجشم هذا القفر الطويل المديد بالهدية فكيف بالعساكر الجرارة واقتحام البلاد وافتتاحها بالسيف عنوة واقتفاض علرتها بالرماح السمهرية والصفاح المشرقية على بعد هذه المشقة التي لا تتجاوزها الشهب الا بحلية عاطل ولاكن الهمم الامامية الاحمدية المنصورية لاغرو ان ابتدعت في المفاخر هذه البدائع وفرعت هذه الهضاب الشم :


فلا كتب الا المشرفية عندها    ولا رسل الا الخميس العرمرم


وهذا معيار ما بين الدول السالفة في المغرب ودولة مولانا الإمام المنصور بالله أمير المومنين أيده الله وبهذه النسبة تفاوتت هممها اذ تنتهى اليها ارسال ملوك بني مرين واعتدوها منقبة ومفخرة ونزلوا أنفسهم لمنزلة الاكفاء لملوك السودان وأهلا للاتحاف بهداياهم ثم ما راجعهم ملوك مالي بالمكافأة عن هديتهم الا في دولة أبي سالم بعد انقراض أجيال من عهد أبي الحسن قال ابن خلدون وكان يوم وفادتهم يوما مشهودا جلس لهم السلطان ببرج الذهب مجلى العرض ونودي في الناس بالبروز الى الصحراء فبرزوا ينسلون من كل حدب حتى غص بهم الفضاء وركب بعضهم بعضا في الازدحام على الزرافة اذ كان وفد السودان استصحبوها اعجابا يخلقها وأنشد الشعراء في غرض المدح والتهنئة ووصف الحال انتهى قلت فيما بعد ما بين الممدوح على هدية ملك من ملوك السودان وبين الممدوح على استياق الملك كله هدية اليه بسيفه فان مملكة مالي هذا لهذا العهد بعض من ممالك مولانا الامام المنصور بالله أمير المومنين أيده الله التي تناولها هذا الفتح العظيم وجزء من تلك الاقاليم المنتظمة في سلك ايالته العلية والامم التي دانت لدولته القاهرة على رغبة أو رهبة فما من تلك الامم اليوم سودانية أو مدرية أو وبرية الا من ألقى يد استسلام ودان لطاعة مولانا الامام المنصور بالله أمير المومنين أيده الله فهى اليوم مكلوة بعين حياطته نائمة تحت جناح عدله وخفارة سيفه معتجزة فضفاض اللامية الوافية بحول الله من الحوادث الطارفة مشمولة بكنف العناية الكفيلة بالسعادة الدنيوية والأخروية وهـي على ذلك لهذا العهد الكريم وما يتلوها ان شاء الله تعطف الفاء من الفتوح أوسع نطاق وأسلس انتظاما واتساقا لينجز الله وعده الكريم بفضله فهو الذي بيده تصاريف الاقدار وزمام اليل والنهار واما ما لها من الخصوصية بمعدن الذهب الابريز وحـد النضار الذى فغرت اليه أقطار الارض أفواها واستماحت نوالها استماحة المقتر المعسر ورمتها جلائل الامصار بافلاد اكبادها من غير مزاحمة قطر من أقطار الارض لها في ذلك بمنكب ولا مساجلة لها في ذلك المضمار بلن فبحسبك ما قاله ابن خلدون في كتاب العبر له لما ذكر أن مجلبة المال ومثرات الامم انما سببه عراقة الحضارة وامتداد ظل الدول الاماد البعيدة قال واعتبر ذلك بأهل الهند والصين وسواهم حتى ان كثيرا من الناس توهموا أن ذلك لان عندهم معادن الذهب والفضة وليس الامر كذلك لان معدن الذهب الذي نعرفه في هذه الاقطار انما هو بيلاد السودان وهى الى المغرب أقرب قلت ولاكفاء لبلاد استولت على مادة عمارة العالم وقوامهم ومناط معاشهم الذي تهوى اليه افئدتهم من زوايا المعمور على شحط المزار وبعد الدار ويركبون اليه اكوار الاخطار ويمتاحون أوشال البوس حتى يخلصوا اليه بعد جهد جهيد ورمق في الحياة زهيد فهنم الدهر منقطعون من كل اوب وصوب."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب