كتاب مواقع وحضارات ما قبل التاريخ في بلاد المغرب القديم - تأليف د. غانم، محمد الصغير - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : مواقع وحضارات ما قبل التاريخ في بلاد المغرب القديم.
تأليف : د. غانم، محمد الصغير.
الناشر : دار الهدى،, 2003.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"مراحل الحضارة الايبيرو مغربية:
حاول الباحثون الذين درسوا مخلفات الحضارة الايبيرو مغربية أن يقسموها وفقا لتطور الأدوات الحجرية والعظمية إلى ثلاث مراحل هامة تتمثل في المرحلة القديمة والمتوسطة والمتطورة
أ- المرحلة القديمة:
حددت بداية امتداد تاريخ هذه المرحلة حسب التقريب بحوالي منتصف الألف الرابع عشر قبل الميلاد وتواصلت بعد ذلك حتى الألف العاشرة قبل الميلاد. وهذا انطلاقا من تطابق سويات موقع تافورالت بالمغرب الأقصى. وهي بذلك سابقة لظهور الحضارة القفصية. كما تتميز بكبر حجم أدواتها التي تمثلت في المحكات وقلة الأزاميل والنصال المضروبة الظهر.
كذلك يلاحظ في هذه المرحلة ندرة الأدوات ذات المقاييس الهندسية مثل المثلث والمنحرف وبقية الأشكال الأخرى. وقد ترسبت أدوات هذه المرحلة في السويات التاسعة وحتى السادسة (9 - 6) في موقع تافورالت المشار إليه آنفا وكذا في الطبقة السفلى في موقع راسل (Rassel) بجبل الشنوة بالقرب من شرشال وتمرهات بخليج بجاية، بالإضافة إلى موقع المقطع بالقرب من قفصة بتونس.
ب المرحلة المتوسطة
تمتد هذه المرحلة فيما بين عشرة آلاف إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد، هذا وفقا لسويات تافورالت كما أشرت إلى ذلك آنها حيث تتواجد أدوات هذه المرحلة ابتداء من السوية الخامسة وتعرف بالأدوات الميكروليتية ذات الأشكال الهندسية، يضاف إليها بعض الصناعات العظمية. وقد وجدت أدوات هذه المرحلة في كل من موقع الختريرة ومغارة تافورالت بالمغرب الأقصى وموقعي الهامل وكوليمناطة بالجزائر، ثم وشتاتة بتونس.
ويلاحظ على أدوات هذه المرحلة كثرة النصال المضروبة الظهر التي بلغت نسبتها حوالي ما بين 75 و 90% لاسيما في موقعي المويلح وتافورالت.
ج. المرحلة المتطورة:
تلت هذه المرحلة التي سبقتها، ومن الصعب تحديد الفترة التاريخية التي ظهرت فيها بالضبط إلا أن أدواتها المتطورة التي عثر عليها في كل من الهامل وكوليمناطة تظهر مدى التطور الذي وصلت إليه الصناعة الايبيرو مغربية، لاسيما من حيث دقة صناعة نصالها المضروبة الظهر وكثرتها. وقد تداخلت أدوات هذه المرحلة المتطورة مع أدوات الحضارة القفصية المعاصرة لها وهي بذلك تمثل أوج ما وصلت إليه الحضارة الايبيرو مغربية. من حيث التطور في صناعة الأدوات الحجرية والعظمية. وقد تمثلت مواقع هذه المرحلة الأخيرة في كل من مواقع سواحل المغرب الأقصى الأطلسية وذلك مثل موقع تمارا Temara وبوسكورة Bouskoura) وكذا الطبقات العليا من موقع الهامل ومدرجات الحويطة بالقرب من الأغواط بالإضافة إلى موقع جيجل الغربي.
- د التدرج التاريخي :
لقد درست الصناعة الابير ومغربية في بلاد المغرب القديم من قبل كل من ج. جوبير G. Gobert) ول بالو (L Balout وجـ. مورال Morel ) وغيرهم كثيرين. كما حددت أنماط صناعتها كذلك من قبل الباحث ج. تيكسي (J. Tixier) الذي درس باهتمام موقع الهامل.
وتعتبر الحضارة الايبيرو مغربية في حقيقتها حضارة ساحلية في توزيعها، غير أن ذلك لا يمنع من أنها امتدت نحو الداخل بحيث ظهرت لها مواقع في كل من كوليمناطة والهامل. وقد أرخ لأدوات الحضارة الايبيرو مغربية في السوية 17 من موقع هو افتيح بليبيا بحوالي منتصف الألف الرابع عشر قبل الميلاد. واعتبر بالو هذا التاريخ مساويا لذلك الذي قدر للطبقات السفلى (11 و12) الموالية للعائرية في موقع تافورالت بالمغرب الأقصى. وهو ما لاها الباحث الإنجليزي ماك بيرني (M. Bemier) لأن يستنتج بأنه لا يستبعد أن تكون الهجرة الأقوام الحاملة للحضارة الايبير ومغربية نحو الغرب كانت قد تمت في فترة متقدمة من الطبقة 17 من موقع هو افتيح بليبيا. وقد دامت فترة الحضارة الايبيرو مغربية في بلاد المغرب القديم حوالي 6 آلاف سنة، بحيث أنه منذ الألف التاسعة قبل الميلاد تظهر الأدوات القفصية وتنتشر بعد ذلك التقاليد القفصية أكثر من غيرها في منطقة بلاد المغرب القديم.
وعلى العموم، فإن رتابة التدرج التاريخي الخاص بالحضارة الايبيرو مغربية يبدو صعب المنال وكل الذي يمكن أن يلاحظ من تطابق سوياتها في المواقع الأثرية بأنها موالية من حيث الزمن للحضارة العاترية وسابقة لصناعة العصر الحجري الحديث وتحتل مكانة متوسطة صحبة الحضارة القفصية تقريبا. وينطبق هذا الرأي على معظم مواقعها التي تشترك فيها مع القفصية وذلك مثل موقع سيدي منصور بالقرب من قفصة والحويطة غربي الأغواط وكذا كوليمناطة بتيارت حيث يلاحظ أسبقية أدوات الحضارة الايبيرو مغربية للحضارة القفصية.
هـ - التوزيع الجغرافي:
تنتشر مواقع الحضارة الايبيرو مغربية في كامل سواحل بلاد المغرب القديم تقريبا ابتداء من سواحل المحيط الأطلسي غربا وحتى برقة بليبيا شرقا باستثناء السواحل الشرقية التونسية التي تبدو منعدمة فيها تلك المواقع، فيما عدا وادي عكريت بالقرب من خليج قابس. وقد حظي المغرب الأقصى بعدة مواقع هامة نذكر منها على سبيل المثال تافورالت وقد بدا للباحثين الأثريين بعد دراسة أدواتها بأنه لا يستبعد أن تمثل بقاياها أقدم موقع أثري يمثل الحضارة الايبيرو مغربية، لاسيما في سوياته (12 - 11) يضاف إلى ذلك موقع كيفان بلغوماري والحنك ثم عين الرومان وبوسكورة والختريرة.
أما المواقع الجزائرية فتمتد من المويلح غربا حتى جبل ايدوغ بالقرب من عنابة شرقا، ومعظم مواقعها ساحلية وتلية.
وقد توغلت الحضارة الايبيرو مغربية إلى الداخل في منطقة الوسط الجزائري حيث وجدت لها مواقع في كل من كوليمناطة بالقرب من تيارت بالهضاب العليا وكذا موقع الهامل بالقرب من بوسعادة في التخوم الصحراوية.
ومن بين أهم المواقع الجزائرية الساحلية التي تمثلت فيها صناعة الحضارة الايبيرو مغربية نشير إلى موقع المويلح ورأس تنس وراسل بجبل الشنوة بالقرب من شرشال ثم أفالو بوريمال وعلي باشا وتمارهات في ضواحي بجاية يضاف إلى ذلك موقع جيجل الغربي وجبل ايدوغ بالقرب من عنابة.
وتتوافر المواقع التلية الايبيرو مغربية بدورها في الجزائر في المنطقة الغابية التي كانت توفر لأناسها مصادر الغذاء كالصيد والنباتات.
رابط تحميل الكتاب