تحميل مقال أنتربولوجية المغرب بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من المقال
حضور الريف المغربي والمغاربي بشكل عام في حياة بيرك باد في كتاباته وأبحاثه، فمنذ الثلاثينات بدأ بارك يسبر أغوار المغرب مقدما الريف على الحواضر، حيث استهل أعماله بفحص العقود الرعوية عند بني مسكين سنة 1936. ثم أصدر فيما بعد دراسات عن تاريخ الريف المغربي سنة 1938. اتجهت اهتمامات بارك فيما بعد إلى الحواضر لكن مدخله هذه المرة لم يكن العمران بحد ذاته إنما كان الفقه، حيث درس نوازل المزارعة لميار الوزاني ينة 1940 وأصدر فيما بعد سنة 1944م دراسة المسماة محاولات في منهاج الفقه المغاربي.
إن اهتمام بيرك بالفقه في الأربعينات وليس الحواضر مباشرة يرجع إلى أهمية المدونة الفقهية في ترتيب الانتقال من البدو إلى الحضر، فهي الشرط الضامن لاستمرار التمسك بالاسلام عندما تتم هذه العملية. لذلك اختص بالفقه العلماء بالمدن بينما بقي العرف من نصيب الأرياف والبوادي، ضمن هذا المنظور يمكن ترتيب أعمال بيرك على النحو التالي، الريف. الفقه. العمران.
على مستوى الحواضر بدا اهتمام بيرك أولا بمدينة فاس حيث كتب سلسلة من المقالات افتتحها بملاحظات حول جامع القرويين عنونها بدور الجامعة الإسلامية بالمغرب الجديد. في سنة 1938م واختتمها بعد مرور ثلاثين سنة بمقال فاس أو مصير مدينة. وفي سنة 1949 كتب المدينة والجامعة نظرة حول تاريخ مدينة فاس، ثم أطروحته حول البنى الاجتماعية لسكان الأطلس الأعلى. إن اهتمام بيرك بالحواضر والمدن تزايد في الحقيقة مع نهاية الخمسينات، أين كانت هذه الفضاءات مجالا مفصلا للحرب مع المستعمر ومع بناء الهوية الوطنية.
إن إسهامات بيرك على العموم تعد جد هامة بالنسبة للنظرية الحضرية وللتحقيق الإثنوغرافي. حيث يمكننا تلخيص النظرية الباركية ضمن ثلاثية المدينة العثيقة/ المدينة الجديدة / بيوت الصفيح).
كل اهتمام بيرك فيما يتعلق بالجانب العمراني يبدأ بالتساؤل الذي يبحث فيه عن الحدود الفاصلة التي تميز المدينة الريفية الصغيرة عن المدينة الكبيرة. فالنسبة لبيرك لا يمكن التعويل على المتغير الديموغرافي وحده في تحديد مسمى المدينة بمعنى الحديث، فملاحظاته المباشرة على مستوى النطاق المغاربي جعلته يفرق بين نمطين مرفولوجيين يختلفان من حيث الشكل والمضمون، فيعرف النموذج التقليدي من السكن على أنه تجمعا اجتماعيا بدائيا ذو شكل ريفي مركزه السوق يتقاطر عليه أهل القبيلة واقتصادياته تعتمد على الزراعة الرعوية وفيه يعاد تشكل العصبيات بصفة غير مكتملة، هذا الصنف من التجمع السكني لا يمكن أن يطلق عليه اسم مدينة حتى لو اشتملت ساكنته على 4000 شخص".
Lien de téléchargement en PDF
تعليقات
إرسال تعليق