لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المصطلحات التاريخية ومفاهيمها حصيلة تجربة - محمد ياسر الهلالي PDF

مقال المصطلحات التاريخية ومفاهيمها حصيلة تجربة للمؤلف محمد ياسر الهلالي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقال :


العنوان : المصطلحات التاريخية ومفاهيمها : حصيلة تجربة.


المؤلف : محمد ياسر الهلالي.


المصدر : مجلة مقاربات.


الناشر : مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل.


عدد الصفحات : 11.


الحجم : 0.4 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من المقال :


"يحبل تاريخ المغرب بالعديد من الإشكالات والقضايا الساخنة، وما زالت مجموعة من حيثياته مبهمة، ومنها مشكلة ضبط مفاهيم مصطلحات هذا التاريخ.


تروم هذه المحاولة الخوض في بعض مصطلحات التاريخ الاجتماعي « للعـــــصر الوسيط » المغربي ذات مضامين ودلالات على واقع اجتماعي معين لا مفاهيم اصطلاحية شكلية أو مفاهيم مجردة لا يحدها زمان ولا مكان. وبما أنه يصعب على الباحث تناول هذا الموضوع في شموليته، ارتأيت قصره على مصطلحين للتراتب الاجتماعي وهما « العامة » و « الخاصة ». فالبحث في مجموعة مصطلحات يتطلب مجهودا أكبر، أطمح أن يكون جماعيا.


قد يكون التأريخ لبعض مصطلحات التراتب الاجتماعي للمغرب خلال « العصر الوسيط » مجازفة، وقد يكون الكشف عن مفاهيمها مغامرة. فهذا الأمر يثير قضايا منهجية ما تزال تتفاعل وتختمر في أوساط المؤرخين، وما تزال المواضيع المنجزة حول مصطلحات ومفاهيم التاريخ الاجتماعي المغربي « الوسيط » نادرة جدا، إن لم أقل منعدمة، على الرغم من أن مصطلحات التراتب الاجتماعي تعتبر مـــــن المصطلحات المحورية التي تخص المجال الاجتماعي العربي - الإسلامي، وتشكل إحدى النقط التي تلازم، ظاهرا أو باطنـا، كـل بـاحـث في تـاريـخ هـذا المجال ومنه التاريخ المغربي.


والملاحظ أن أغلب الدراسات التاريخية، بما فيها « الوسيطية »، لا تولي العناية اللازمة للمصطلحات ومفاهيمها التي تستعملها في كتابتها، مما يجعل هذه الكتابة محاطة بإبهام وغموض كبيرين. كما أنها أغلبها تقفز على المصطلحات ومفاهيمها أو تعتبرها معروفة سلفا اللهم إذا استثنينا دراسات نادرة جدا، وإن همت مجالا غير المجال المدروس، ومنها بحث محمد الحناوي الذي قام بدراسة ميكروتاريخية لمفاهيم الطبقة » في العصر الوسيط الأوروبي من خلال الإسطوغرافيا الفرنسية والأنجليزية المعاصرة..


إن الهدف من تحليل ومناقشة المصطلحين التاريخيين المذكورين، اللذين كثيرا ما قدما على أنهما مسلمات وبديهيات في أغلب الكتابات التي درست « العصر الوسيط » المغربي عموما والقرنين الثامن والتاسع هـ/ XV-XIVم خصوصا، ليس التوصل إلى صفاء الذهن ودقة التعبير وحسب، بل إن نجاعة العمل التاريخي، في اعتقادي، مشروطة بتلك الدقة وذلك الصفاء. إذ أن تحديد المصطلحات التاريخية ومفاهيمها يعد من الأهمية بمكان، فهو يمكن الباحث من الرؤية الواضحة لموضوعه، ومن ضبط منهجه وإطاره النظري، ثم يقيه من آفة الوقوع والتيه والسطحية وذلك لتجنب » ما نشاهده يوميا في أي نقاش بين الأساتذة والطلبة، بل بين الأساتذة أنفسهم، من خلط ولبس وإبهام بسبب عدم الاتفاق مسبقا على المصطلح والتعريف » .. وأيضا لتفادي تقديم هذه المصطلحات ومفاهيمها بطريقة مشوهة، ولتفادي أخطاء ومزالق كثيرة وقعت فيها بعض الكتابات بفعل عامل التعميم نتيجة عدم تسبيق أصحابها لأعمالهم بتحر دقيق عنها في مجمل الأجناس المصدرية بمختلف أنواعها، ودون مراعاة ذهنيـــة المؤلف من ثقافته وتحديد موقعه الاجتماعي، ثم السياق الذي أتى فيه المصطلح لمحاولة استشفاف مفهومه، بل دون أن تراعى الخصوصيات بمختلف أشكالها. ومن شأن تقديم شامل لهذين المصطلحين، واستكناه مفاهيمهما، كالذي حاولت السعي إليه أن يسمح للقارئ - الباحث، بأن يتأكد ويختبر بنفـسـه بعـضـا مـن الخلاصات المتوصل إليها، وأن يتبين خلفيات التحليلات الأخرى غير المتبناة في هذه الدراسة. فلماذا البحث في مصطلحات التراتب الاجتماعي ؟


يبدو لي أن اختيار مصطلحات متصلة بالتراتب الاجتماعي، مـع مـا يلتصق بهـا مـن حركية اجتماعية، شيء أساسي بالنسبة لفهـم قضايا التغيير الاجتماعي، وتوضيح آليات التواصل والتحول في العلاقات الاجتماعية نظرا لما يوجد عادة من تفاعل وتداخل بين نظام التراتبات الاجتماعيـة مــن جهـة، وبين مختلف النظم الاجتماعية الأخرى. ونظرا لما تمارسه الحركية الاجتماعية بدورها من تأثير على المستويات الاجتماعية والفكرية والذهنية عموما، بل حتى على المستويات السياسية والاقتصادية. لهذا تكتسي مصطلحات التراتب الاجتماعي والحركية الاجتماعية أهمية كبيرة في فهم وتفسير كثير من الظواهر الاجتماعية.


لا ينطوي اختياري للبحث في مصطلحات التراتب الاجتماعي ومفاهيمها خلال القرنين الثامن والتاسع هـ / XV-XIV م على أي فكــرة مسبقة حول المفاهيم الإشكالية لدراسة المجتمعات التراتبية، علما بأن مناقشة هذا الموضوع لم تصل حتى في المجتمع المغربي المعاصر إلى درجات من التعمق في البحث، باستثناء بعض الدراسات العامة والمونوغرافية القليلة التي قام بها أنتروبولوجيون، وعلماء اجتماع انطلاقا من دراسات ميدانية وتحريات محلية، لينتبه بعد ذلك المؤرخون المغاربة إلى موضوع التراتب خلال التسعينيات من القرن 20 م.


يصطدم الباحث عن طبيعـ مصطلحات التاريخ الاجتماعي المغربي خلال العصر الوسيط » في علاقاتها بالتراتب الاجتماعي بجملة من العوائق منها صعوبة مقاربة المفاهيم المستخلصة منها مع أشكال التراتب الاجتماعي وحركيته خلال الحقبة المدروسة لا سيما أن دراسة هذا التراتب نفسه يصطدم بطبيعة مصادر المرحلة المفتقدة إلى الأرقام، مما يجعل العديد من الأسئلة في الموضوع تظل معلقة مترددة أو غير حاسمة ومنها أن مرادفات اللغة كثيرا ما تكون متموجة المدلول ومتحولة المعنى، فالمعاني المستفادة منها قد تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان لآخر، كما أنها قد تختلف من مؤلف لآخر، حتى إنها قد تتحول على قلم الواحد منهم من موضع إلى موضع حسب سياق الكلام. وقد تصل هذه الاختلافات والتحولات إلى درجة كبيرة جدا.


ومن المفيد الانتباه إلى أن سوء تفسير المصطلح الواحد، أو العبارة الواحدة، غالبا ما يؤدي إلى أغلاط كبيرة جدا، قد لا يسلم منها هذا البحث نفسه. لكن رغم هذه الصعوبة، حاولت قدر المستطاع إدراك المصطلحين المعروضين على البحث ومفاهيمهما مكتملة، في أفق فهم بعض مظاهر المجتمع المغربي خلال الحقبة المدروسة على الأقل.


قد تكون المطابقة بين المصطلح ومفاهيمه والواقع جزئية فقط، إلا أنها مفيدة علما وعملا حسبما أعتقد . لأن من بين أهداف هذا البحث أن يلتصق الباحث بمصطلحات عـصـره مــا أمـكـن، ويستعملها بــوعي وتبصر، ويسمي الأشياء بمسمياتها حتى لا يسقط في لا تاريخية (Anachronisme)  بحثه.


ولتناول الموضوع، استفدت من أصناف مصدرية مختلفة القيمة والطبيعة من كتب المناقب، والتصوف والنوازل، والبدع، والجغرافيا والرحلات والبلدان، والتراجم، والفهارس والحوليات التاريخية، والآداب السلطانية، والأمثال الشعبية وغيرها المخطوط منها والمطبوع. وقد عرفت هذه الأجناس طفرة كمية ونوعية إلى حد ما خلال القرنين الثامن والتاسع هـ/ XIV - XV م مقارنة مع الحقب السابقة لتاريخ المغرب خلال « العصر الوسيط ».


تناولت مصطلحي » العامة» و« الخاصة» عبر أجناس المصادر المغربية خلال الحقبة المدروسة مع الانتباه إلى ماهية كل جنس والقصدية من وراء تأليفه. وقامت هذه المحاولة على ما يشبه الجرد لمختلف الإشارات عن المصطلحين في كل جنس مصدري على حدة، مع محاولة قراءتها وتصنيفها، وكشف النقاب عن مفاهيمها للخروج بنظرة أولية حول الموضوع، متجنبـا استعمال مفاهيم إيديولوجية جاهزة."


تحميل المقال :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب