لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب أمير المؤمنين.. الملكية والنخبة السياسية المغربية - جون واتربوري PDF

كتاب أمير المؤمنين.. الملكية والنخبة السياسية المغربية للمؤلف جون واتربوري أونلاين بصيغة PDF.






معلومات عن الكتاب :


العنوان : أمير المؤمنين.. الملكية والنخبة السياسية المغربية.


المؤلف : جون واتربوري.


ترجمة : عبد الغني أبو العزم - عبد الأحد السبتي - عبد اللطيف الفلق.


الناشر :مؤسسة الغني للنشر.


الطبعة : الثالثة 2013.


عدد الصفحات : 458.


حجم الكتاب : 13.67 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب :


"انقسام النخبة الوطنية


سوف يجد القارئ في الفصول التالية من هذا الكتاب تحليلاً للخطوط العريضة للحياة السياسية بالمغرب خلال العقد الأول من الاستقلال. لن أتعرض الجميع أحداث هذه الحقبة، فقد اخترت بعض الأوضاع المتعلقة بنشأة أو انقسام الأحزاب السياسية، إذ تبرز هذه الأوضاع دينامية الصيرورة الانقسامية، وسوف تتركز هذه الدراسة حول التبعية السياسية المتبادلة للنخب، وبالأخص ما تعرضت له من مناورات القصر ومداوراته.


لقد أصبح انشقاق حزب الاستقلال سنة 1959 أمراً فعلياً، بعد أن ظل مخفياً طيلة ثلاث سنوات. كان الحزب خلال عدة سنوات نقطة تجمع الوطنيين، فجاء انفجاره ليــــدق ساعة تفرقهم، ومن آثار أزمة الحزب أنها أفرزت مجموعات لها استعداد بأن تقع في قبضة القصر وتحت تصرفه وشكل هذا التطور بداية تمكن الملك من النخبة. لكن الانشقاق جاء، على الخصوص تتويجاً لمرحلة طويلة دعي خلالها المغاربة للاختيار بين مجموعــــات وقــــادة متنافسين، وبين سياسات متعارضة، وبين معارضة النظام أو الخضوع له، فبقدر أهمية الرهان، خلت المواقف من أشكال التراضي، إلا أن ما حاول المغاربة تفاديه يحدد في هذا النوع من البديل الحاسم، ودراسة مواقفهم خلال هذه الأزمة يقدم مثالا دالا على تعقد السلوك السياسي لديهم.


حينما كان يصرح قادة حزب الاستقلال قبل سنة 1956 إن الحزب يمثل مجموع المجتمع المغربي، كانوا دون شك لا يدركون مدى صحة ذلك التصور. وبعد خمس سنوات من الاستقطاب المكثف (47-1952) وبعد نفي أو اعتقال معظم قادته بين سنوات 1952 و 1955. لم يكن حزب الاستقلال قبيل استرجاع السيادة الوطنية سوى تجمع لفئات مبعثرة تجهل قدرتها الحقيقية، ويسيء الظن في بعضها الآخر. وقد برز في الواجهة زعماء جدد خلال السنوات الثلاث من النشاط السري، وفقد القدماء الاتصال بالقاعدة، بينما رخص الفروع كاملة أن، تقوم بنشاطات مستقلة، بجانب منظمات جديدة لم ترتبط نشأتها بحزب الاستقلال. وفي نهاية سنة 1955 كانت القوى الموجودة، أشبه بشكل مركب ومعقد تتكون من حركات المقاومة وجيش التحرير، والاتحاد المغربي للشغل الحديث التأسيس، و حزب الاستقلال الذي تتميز في إطاره اتجاهات متعارضة لا تتفق لا على استعمال العنف، ولا على مؤتمر إيكس - لي- بان' (Aix-les-Bains)، ولا على رجوع الملك. وخلال عدة أشهر قبل وبعد الاستقلال ظلت الهجومات وتصفية الحسابات في جدول أعمال التشكيلات السياسية المغربية، بما فيها حزب الاستقلال. وقد نجح الاستقلاليون، رغم خلافاتهم، في الحفاظ على وحدة هشة بغية الدفاع عن السيادة المغربية ووضع حــد للحماية، وظلوا موحدين فيما بعد على أمل الحصول على حكومة منسجمة. كان الحزب يبدو قوياً في الظاهر، لكن سرعان ما انكشف ضعفه الداخلي لما استطاع الملك أن يعاكسه بنجاح عند تكوين أول حكومة. كان بالإمكان أن تنجح شخصية ما في توحيد الفصائل المتنافسة فتجعل من الحزب قوة تعارض العرش، أو تفرض نفسها عليه، وتنتصر بالتالي على نزاعاته الداخلية : هناك كانت تكمن في الغالب تخوفات القصر. فمن الواضح أن الملك فهم منذ البداية أن له مصلحة في تشجيع الشقاق بين قادة الحزب بهدف تقليص عدد أتباعه.


انفصل جزء هام عن حزب الاستقلال في 25 يناير من سنة 1959، وتمت القطيعة في سبتمبر التالي مع الإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. لم يكن القصر بعيداً عن الحدث، إلا أن دوره كان هامشياً. لأن الانشقاق في واقعه يعود إلى مسلسل انقسامي عفوي. لقد كان لانقسام الحزب الوطني الكبير أثره الفاعل لا مثيل له في الحياة السياسية للمغرب المستقل، ولذلك استوجب منا فحصاً تفصيلياً.


من المعتاد بالمغرب، أن تحدث التراعات المؤدية إلى القطيعة على مستوى رؤسـاء من الفصائل. وعلى الرغم من تصريحاتهم اللاحقة، نجد أن هؤلاء لم يتصرفوا تحت ضغط أتباعهم. وهناك ظاهرة أخرى، تميز المغرب، تكمن في عدم الإعلان رسمياً عن التراع إلا بعد أربع سنوات من المناورات والمناوشات ولولا حدوث نزاع حاد سنتعرض له فيما بعد، لاستمرت الصراعات الداخلية مدة طويلة بعد تلك السنوات الأربع.


لقد فهم المغاربة، قبل إعلان الاستقلال، أن الحركة لم تكن حزباً موحداً، بل ائتلافاً يضم الاتحاد المغربي للشغل، والمقاومة والسياسيين الذين نظموا حزب الاستقلال غداة الحرب العالمية الثانية. وكان هؤلاء يتمنون وضع الاتحاد المغربي للشغل والمقاومة تحت مراقبة اللجنة التنفيذية، لولا أن ذلك لم يعد ممكناً في سنة 1955، بعد ثلاث سنوات اختلت طوالها قيادة الحزب. وبالإضافة إلى ذلك كان بعض القادة، مثل علال الفاسي، يرغبون في تعزيز الطابع الثالوثي للحزب، بدلا من تخفيف حدته.


يصعب تحديد الأسباب الأساسية للانشقاق، أو تحديد نصيب الأشخاص الذين لعبوا فيه دوراً ما. تتعدد أسباب الانشقاق وتأويلاته بتعدد المسؤولين عنه. ومن الشائك أيضاً محاولة اتخاذ معايير موضوعية في هذا التحري. ولا يجوز استبعاد الخلافات الإيديولوجية وصراعات الأجيال، لكن يجب أن لا نهمل أيضاً أهمية التراعات الشخصية والأحداث العارضة. كثيراً ما أخطأ الناس في تأويل موقف الفرقاء الرئيسيين، وخاصة علال الفاسي والمهدي بن بركة. رمزاً "للعمائم القديمة" و "شباب تركيا الفتاة"، لم يكن علال الفاسي في الواقع ذلك المحافظ المتزمت كما ورد في وصف البعض. كما أن المهدي بن بركة لم يكن رجـــل اليسار الصارم الذي حيته صحافة اليسار الفرنسية. من المؤكد أن بعض المناضلين الشبان في الحزب اعتبروا أن الاتحاد المغربي للشغل والمقاومة يمثلان المستقبل، لكن علال الفاسي آمن هو الآخر بذلك في فترة معينة. وصحيح كذلك أن قادة الجيل القديم لم يكونوا مهيئين لمشاكل الاستقلال، إذ لم يكن لهم أي برنامج ملموس وظلوا مطمئنين إلى التنظيم الأوليغارشي للحزب. لكن معظم الأطر العليا لحزب الاستقلال لم تقلق لذلك، طالما احتفظت بالأمل في الانتماء إلى الأوليغارشية نفسها أصبحت مراقبة الحزب، فيمــا بــين سنوات 1955 و 1959، محال صراع بين ائتلافين هشين يعتمد أحدهما على الاتحاد المغربي للشغل والمقاومة، ويعتمد الآخر على مؤسسي الحزب. ولم يكن بين المجموعتين حــدود فاصلة، لذلك عمل الخصوم على استغلال مختلف البراهين لدفع المتمردين إلى الاختيار النهائي، ومن ضمن تلك البراهين : الديمقرطة الداخلية للحزب، ووضع برامج جديدة... الخ..


ظهرت المجموعات المتميزة داخل حزب الاستقلال خلال اجتماعات مدريد، في شتاء سنة 1955–1956، التي شارك فيها قادة المقاومة والاتحاد المغربي للشغل والحزب، وكذلك خلال المؤتمر الذي انعقد بالرباط في 2-3-4 ديسمبر / كانون الأول 1955. أتيح في تلك الفترة لزعماء تلك المجموعات ولأول مرة منذ رجوع محمد الخامس، أن يقدروا قوتهم. وعقدت سلسلة من جلسات العمل بحضور أعضاء من اللجنة التنفيذية، وممثلين عن الاتحاد المغربي للشغل، والمقاومة لإعداد برنامج يحظى بموافقة كل الاتجاهات، كي يقدم إلى المؤتمر الأول للحزب، إلا أن قرارات مؤتمر سنة 1955، شأنها شأن قرارات المؤتمر الاستثنائي ل 29 - 20 غشت آب لم تكن سوى تدابير للتراضي اتخذت للحفاظ على وحدة الحزب.


لقد أدت تلك المواجهات إلى نشوء جو الأزمة داخل الحزب، واتخذ هذا الأخير أكثر فأكثر طابع ائتلاف سياسي، وأصبح أعضاؤه يشعرون بالانتماء إلى حزب. وقد برزت في تلك الفترة مجموعات مستقرة. فمن جهة يوجد عبد الرحمن اليوسفي والفقيه البصري، وهما يمثلان المقاومة الحضرية، ويعملان في معظم الأحيان بتنسيق مع المحجوب بن الصديق ومحمد عبد الرزاق، وعبد الله إبراهيم، لمعارضة "العمائم القديمة"، أي أحمد بلافريج، وعمر بن عبد الجليل، ومحمد اليزيدي، وأحمد مكوار، ومحمد الفاسي. ومن جهة أخرى، ظلـت بعــض الشخصيات المؤثرة داخل الحزب متحفظة، ولم تتحالف مع أحد، بل أثارت بعض الشبهات: ويتعلق الأمر بعلال الفاسي والمهدي بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد، وأبوبكر القادري، وعبد الكريم بنجلون. وفيما يتعلق بمحمد الغزاوي وادريس المحمدي، فقد حــدا من نشاطهما داخل الحزب قبل صيف سنة 1956، وظهرا بصفة غير مباشرة في التراعات الداخلية للحزب."


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب