لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب على عتبة المغرب الحديث - فردريك وايسجربر Pdf

كتاب على عتبة المغرب الحديث للمؤلف فردريك وايسجربر أونلاين بصيغة Pdf






معلومات عن الكتاب :


العنوان : على عتبة المغرب الحديث.


المؤلف: فردريك وايسجربر.


ترجمة : عبد الرحيم حزل.


الناشر : دار الأمان.


الطبعة : الثانية 2011 م.


عدد الصفحات : 315.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"المخزن المركزي


صرت بفضل مقامي في صخرة الدجاجة أنفذ إلى دواليب المخزن وأتعرف على أهم ممثليه، باستثناء السلطان نفسه، الذي كانت أول رؤيتي له يوم أن كان يجري طى خيام المعسكر استعداداً للرحيل.


ولد مولاي عبد العزيز في 24 فبراير 1878 ؛ فكان يومها يقترب من العشرين. وقد كان طويل القامة متناسق الهيئة رقيق المحيا مليحه، تمازجه سمرة ويحف به بعض زغب وتزينه لحية ناشئة. لكن ملامحه الرقيقة وذقنه شديد الانحدار تنم عن طبع فاتر قليل حيوية. ومولاي عبد العزيز ابن لأمة شركسية ما جعله يظل على الدوام أكثر أبناء مولاي الحسن الاثني عشر إيثاراً عنده، حتى لقد عينه خليفة له في الملك.


توفي مولاي الحسن في تادلة في 7 يونيو 1894. وقد بقيت وفاته طي الكتمان لعدة أيام بفضل مكيدة دبرها سي أحمد بن موسى. وأسرع البلاط والجيش يخفرون رفات السلطان يحسبونه مريضا في محفة مقفلة وتوجهوا به إلى الرباط ؛ حيث كان مولاي عبد العزيز، وهو يومئذ في السادسة عشرة من عمره ينتظر والده.


ودبر سي أحمد انقلاباً جريئاً، فاعتقل الصدر الأعظم بن موسى واستأثر بمقاليد الحكم، وتم له بفضل الدعم الذي لقيه من الجيش ومن غالبية شرفاء فاس وعلمائها، وبسبب ما كان عليه الأخوان الأكبران للأمير الصغير من افتقار إلى الشعبية، أن يحصل على البيعة لهذا الأخير. وبذلك تأتى له أن يحد من الاضطرابات تطبع في العادة فترة خلو العرش التي تعقب عامة وفاة السلاطين.


لقد صار قياد السطان الشاب بيد هذا الرجل الذي نصب نفسه وصياً عليه. وكان أول فعل مولاي عبد العزيز أن توجه إلى ضريح مولاي إدريس مهد الأسرة الشريفة ومثوى مؤسسها، ثم توجه بعد ذلك إلى مكناس ومنها إلى فاس. فكان حيثما حل تتلقاه الحشود بالهتاف. فلما اطمأن إلى مدن حضوع الشمال وقبائله توجه إلى مراكش التي كانت مقر إقامته الدائمة إلى ذلك العهد. وهناك، وبينما كان سي أحمد يحكم المغرب حكم السيد المطلق أمضى مولاي عبد العزيز السنوات الثلاث الأولى من حكمه في كسل وخمول. فقد لبث منعزلا بين حريمه لا يُنتزع من وسطهن إلا كما يُخرج القديس من مثواه ليعرض على شعبه في الأعياد الدينية. فلم تكن تربطه بالعالم الخارجي غير علاقات رسمية محدودة تخضع لمراقبة شديدة. وقد كان سي أحمد يتلقى أمير المؤمنين وسليل البيت النبوي على مرأى من الناس بآيات الاحترام فيما هو قد أبقى عليه في جهل تام بشؤون الدولة.


أورث مولاي الحسن ابنه إمبراطورية تنعم بالهدوء، في الظاهر على الأقل ؛ فلم يتكلف السلطان الطفل في بادئ الأمر مجهوداً كبيراً ليحفظ عليها هذا الوضع. فقد أوكل إلى بعض القياد من غير ذوي النفوذ ببعض العمليات العسكرية الهيئة، فأفلحوا بها في إعادة الاستقرار الذي اختل بفعل نشوب بعض الفتن المحدودة في بعض المواضع. لكن جاء الوقت الذي رأى فيه الصدر الأعظم ضرورة القيام بشخصه بحملة واسعة النطاق. ولم يشأ أن يغفل عن السلطان الشاب فاصطحبه معه في تلك الحركة. بيد أن مولاي عبد العزيز لم يأت في تلك المناسبة بشيء يذكر، وبقي فاقداً لأي مفعول مثلما كان شأنه إذ هو في مراكش.


أما الصدر الأعظم، وهو يعتبر من الناحية الرسمية، الوزير الأول وموجه السياسة الداخلية للمملكة، فقد كان في واقع الأمر هو سيد المغرب الحقيقي والوحيد . وباحماد هو ابن سي موسى وزير مولاي الحسن أحمد وزير سيدي محمد. وقد كان في مبتدإه عبداً لمولاي وحفيد سي عبد الرحمان ثم صار حاجباً ومؤتمناً لمولاي الحسن، الذي أخذ منه عهداً بأن يولي من بعده ولده الصغير مولاي عبد العزيز.


ولقد رأينا كيف برّ بقسمه. فقد جاء مدينة الرباط يحمل جثمان سيده فكان أول عمله أن اعتقل ولدي السلطان الأكبرين؛ سيدي محمد ومولاي عمر، واعتقل الصدر الأعظم الحاج المعطي الجامعي ووزير الحربية سي محمد الصغير، وجردهما من أموالهما وألقى بهما في السجن. ثم اتخذ لنفسه لقب الصدر الأعظم، واستأثر بالوصاية على العرش، وأسند كل ما عداها من المسؤوليات الوزارية إلى رجال من المخلصين له، أو من غير القادرين على الاعتراض على مشيئته، والذين صيرهم أدوات طيعة يعملها في تنفيذ سياسته.


كان باحماد يتمتع بطاقة لا تفتر، وكان شغيلاً لا يكل أو يتعب، وكان شغوفاً بالسلطة نهماً إلى الثروة، وكان عديم الذمة مع شدة حرص على فرائض الدين، وكان ماكراً قاسياً شديداً على أعدائه، لطيفاً بمن يختص من الأناسي بصداقته. وقد كنت واحداً من هؤلاء.


لم تكن الباحماد معرفة بأوروبا؛ فقد كان يحسب الفرنسيس والنكليز والبروس والطليان والصبنيول والبرتقيز ، إلخ ... لا يزيدون عن قبائل متضاربة في بر النصارى . لكن يمكن لهؤلاء الكفار مجتمعين أن يصيروا مصدر خطر ولذلك ينبغي مداراتهم ومراعاة جانبهم . وقد كان يلجأ إلى وزيره في الشؤون الخارجية ليتدبر ما يطرأ من أمور مع هؤلاء الكفار بما يخدم جانب الإسلام.


وفي المقابل كان باحماد بحكم نشأته في مدرسة مولاي الحسن، خبيراً القبائل والزوايا الدينية وخبيراً بسوس بما بينها من اعتلاف أو اختلاف وقد كان يجيد الإفادة من ذلك كله في حذق ومهارة، بما يضمن له الهيمنة على البلاد.


ولم يكن باحماد بالرجل المحبوب إلا من مجموعة صغيرة من أتباعه المتعصبين له، فيما كان الجميع يرهبونه ويتعملون له. وقد كان يعيش في خوف دائم من أن يتعرض لاغتيال أو تسميم؛ فلم يكن يداوم على النوم في مكان واحد ولا كان يطعم إلا من الأطباق التي تأتيه مختومة من مطابخ أخيه سي سعيد بعد أن يكون حضر بنفسه تهييئها وتذوقها قبل ساعة من حملها إليه.


وأما الموظفون المخزنيون الأربعة الآخرون الذين في مرتبة الوزير فهم وزير البحر، الذي يعود لقبه إلى الفترة التي كان المغاربة يشتغلون فيها بالقرصنة. بيد أنه كان يضطلع بمهام وزير للعلاقات الخارجية، وهو من يُكلف رفقة النائب أو ممثل السلطان في طنجة بالمفاوضات التي تكون مع الموظفين الدبلوماسيين المعتمدين في المغرب، ووزير الشكايات وهو مكلف بتلقي الشكاوى الصادرة عن القبائل أو عن الخاصة في موظفي الدولة والتحقق منها وتبليغها إلى السلطان؛ أي أنه يرفعها في هذه الحالة إلى الصدر الأعظم وأمين الأمناء أو رئيس المتصرفين وهو شبيه بمدير المالية بل أشبه بالخازن العام تقتصر مهامه على تجميع إيرادات بيت المال وتقييد المصاريف من دون اهتمام بوضع ميزانية. ويأتي في الأخير العلاف الذي يخالف الأوروبيون الأصول إذ يترجمون لقبه بوزير الحربية، وما هو في واقع الأمر سوى أمين للصندوق مكلف بتدبير رواتب الجنود الذين يخضعون لسلطة القياد المؤتمرين مباشرة بأوامر السلطان."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب