تحميل كتاب الحركة النقابية المغربية 1943 /1948
معلومات عن الكتاب
العنوان: الحركة النقابية المغربية. 1943/1948
المؤلف : ألبير عياش
الجزء : الثاني
ترجمة: نور الدين السعودي
الناشر: دار الخطابي
عدد الصفحات : 202 ص
مقتطف من الكتاب
" هؤلاء المناضلين كانوا في أغلبهم شيوعيين، إذ مع مغربة المنخرطين، ثمة تاني حدث بارز في تاريخ الحركة النقابية خلال هذه المرحلة، الا هو المكانة التي احتلها الشيوعيين ضمن حركة كان يحركها إلى حدود 1939 اشتراكيون. فالتغيير الذي أشرنا اليه في يونيو 1943، كان بإمكانه ان يكون عديم الجدوى. لكن الأمر لك يكن كذلك، بل على العكس، فإن عددهم ونفوذهم تعاظما من مؤتمر لآخر. في سنة 1943 كان عددهم 9 من بين 26 من الهيئات القيادية لاتحاد، بما فيهم الكاتب العام بريدوم والأمين العام فرنان شاسيو، وفي عام 1944 و 1945 بعد المؤتمرين الثاني والثالث، احتلوا نصف مقاعد اللجنة التنفيذية وحظو بالاغلبية في المكتب. كما عينوا في كتابة فيدراليات كبرى، مثل فيدرالية البريد والإنارة والقوات الحركة، وكتابة النقابات الكبرى مثل البناء، الجلد، والمعادن التي بدأت في استعادة نشاطها وتطعيم صفوفها، لكن ثمة عدد من الفيدراليات والنقابات والاتحادات المحلية كان يرأسها اشتراكيون او ببساطة مناضلون من ع. ش.
وظهر ان الشيوعيون هم أقدر الناس على العمل ضمن الاوساط العمالية الأوروبية، وفي الاوساط المغربية أكثر، وذلك بفضل قناعاتهم اولا، بحيث مهما كانت الترتيبات التكتيكية لسياساتهم ضمن المستعمرات، فإنهم كانوا يعتبرون أن مهمتهم بصفتهم حزب الطبقة العاملة، تتمثل في توعية الجماهير الكادحة وتنظيميها وجرها النضال من أجل الدفاع عن مصالحها المادية والحصول على حرياتها.
وأخيرا ظهر المغاربة بصورة تدريجية في الاجتماعات النقابية وهم يأخذون الكلمة إما للترجمة او للتدخل، أو نودي عليهم لحضور جلسات المكاتب النقابية. أما الاشتراكيون فإنهم كانوا يظهرون تحفظا كبيرا عند نهاية 1943 وبداية 1944 وأعيد تأسيس فيدرالية الحزب الاشتراكي الفرنسي للمغرب وحافظ جان ليونيتي على منصبه كأمين عام. ونظرا لتحفضهم مما كانوا عليه قبل الحرب، إذ انسحب من صفوفوهم اليسار الشوري، فإن اشتراكي الدار البيضاء رفضوا عدة انخراطات للمغاربة المسلمين وأجلوا انخراطات اليهود المغاربة وكان عددهم كبيرا في الماضي إلى نهاية الحرب.
لأسباب مغايرة ترك وطنيو حزب الاستقلال خلال 1944 و 1945 المجال للمنضالين الشيوعيين على الصعيد النقابي. بعض الوطنيين الشباب الذين كانت لهم معرفة بالماركسية، لم يظلوا مع ذلك غير متأثرين بالمواقف الاجتماعية والوطنية، التي عبر عنها الحزب الشيوعي الفتي سنة 1943، كان الأمر كذلك عند المهدي بن بركة المزاد حوالي 1920 برباط، وعبد الرحيم بوعبيد المزداد سنة بعد ذلك في المدينة المجاورة سلا. كان كلاهما من وسط متواضع إن لم نقل فقير. الأول كان استاذ الرياضيات في ثانوية كورو، وفي المعهد الملكي، وعضو في مجلس الحكومة، والثاني كان معلما بسلا."
Lien de Téléchargement en Pdf