القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من بلاد لأبي عبد الله التميمي pdf

 تحميل كتاب المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من بلاد لأبي عبد الله التميمي بصيغة إلكترونية بدف pdf

معلومات توثيقية

العنوان: المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من بلاد 
المؤلف: عبد الله التميمي الفاسي 
الناشر: منشورات كلية الآدب والعلوم الإنسانية تطوان 
عدد الصفحات : 282 ص
صيغة الكتاب :PDFelement 

مقتطف من الكتاب

" من بين القضايا التي مايزال يلفها الغموض بخصوص موضوع التصوف بالمغرب هناك مسألة تحقيب تطوره بشكل مقتنع ودقيق، وطبيعة التيارات الخارجية التي أترث فيه أو أثر فيها سواء بالنسبة للمشرق أو الأندلس، وليس هدفنا في هذا المدخل استجلاء هذه القضايا الشائكة، وإنما نروم التذكير فقط ببعض مصادر التأثير والقنوات التي تسربت منها تيارات التصوف لبلاد المغرب.

تميل الكثير من الدراسات المتخصصة إلى ربط انتشار ظاهرة الأولياء والمتصوفة بالمرحلة الأخيرة من العصر المرابطي حين تجذرت الأزمة في مختلف شرايين الحياة العامة، إلا أن هذا التحديد لا ينبغي أن يجعلنا نتغاضى عن الرصيد التاريخي الذي سبق هذه الفترة ومهد لها، والمتمثل في تيار الزهد وما يقتضيه من انعزال عن المللذات الدنيوية والاعتكاف على العبادة والتردد على الربطات... إلخ. فالأمر يقتضي منهجيا التمييز بين الثبوت وجود السلوك الزهدي منذ فترة مبكرة نسبيا وما رافقه من مظاهر عكستها المواقف الخاصة للزهاد، وبين التصوف باعتباره مذهبا ونسقا فكريا وسلوكيا يعبر عن آراء ومواقف فئة اجتماعية تشترك في خصائص ومقومات محددة.

فإزدهار التصوف واكتساحه للنسيج الاجتماعي المغربي والأندلسي في القرن السادس هجري خاصة، يجد جذوره في الحضور المستمر للميولات الزهدية بالأندلس، وهو تتويج للتطورات التي عرفتها القرون السابقة، خاصة مع انتشار مختلف مؤلفات الزهد والرقائق، ومجهودات بعض العلماء أمثال ابن عمر الطلنكي،  الذي كان اهتمامهم بأصول الدين والتصوف مترابطا جدا، وحاولو استيعاب التصوف وإدماجه داخل نسق الإسلام السني.

وبالنطر إلى المعلومات المتوفرة المشتتة فيما يخص الفترة المبكرة، يبدو أن التصوف قد دخل المغرب عن طريق ثلاث قنوات متزامنة: الإفريقية والأندلسية والمشرقية. وهذا الأمر يفترض القول إن ظهور التصوف بالمغرب كان متأخرا بالنسبة لبلاد المشرق وكذا بالنسبة لبلاد إفريقية والأندلس. ولكن نميل إلى افتراض ان هذا التأخير مرتبط بتأخر الآثار الكتابية الشاهدة لا بتأخر الظاهرة نفسها، ويبدو أنه عدم وجود مقياس معياري  واضح للتصنيف بين الأشخاص وعدم الفصل بين صفات الخير والعلم في تراجم الفترة المبكرة، قد فوت علينا فرصة التعرف عن قرب على جذور التصوف المغربي في بواكيره الأولى، خاصة وأن هناك مؤشرات عن بعض المغاربة الذين يوصفون بالصلاح أو النسك منذ بدايات الفتح الإسلامي لبلاد المغرب.

ومن الطبيعي أن تكون القناة المشرقية هي مصدر تأثير مباشر باعتبار الشرق الإسلامي مجال التصوف ومنطلقه، وإليه كان يهرع المغاربة لأداء فريضة الحج أو الاستزادة من العلم والنهل من معين الثقافة الإسلامية، أو للتجارة والتكسب، ومنه يعودون محملين بأفكار وتعاليم وسلوكات ومؤلفات صوفية يعملون على نشرها في الوسط المغربي.  ويزخر كتاب المستفاد متله متل كتاب التشوف بأسماء عدد من المغاربة الذين يمموا وجودهم شطر المشرق واخذو عن شيوخ التصوف هناك.  ويكفي بهذا الصدد التذكير أنه عن طريق هذه القناة بالذات دخل المذهب الغزالي مبكرا إلى المغرب. وخاصة إلى مدينة فاس، وربما عن طريق ابي محمد بن حرازهم الذي تتلمد مباشرة على يد الغزالي. "

                  Lien de téléchargement en PDF

الجزء الأول 


الجزء الثاني


تعليقات