القائمة الرئيسية

الصفحات

التاريخ والانتروبولوجيا وجدلية التاريخ الجديد مقاربة في المفاهيم pdf

تحميل التاريخ والانتروبولوجيا وجدلية التاريخ الجديد مقاربة في المفاهيم بصيغة إلكترونية بدف pdf

معلومات توثيقية

العنوان: التاريخ والانتروبولوجيا وجدلية التاريخ الجديد مقاربة في المفاهيم
المؤلف: عمر رمضان حمودة
المصدر :مجلة الجامعي/ العدد 25/ سنة 2017
الناشر: النقابة العامة لأعضاء هيئة التدريس الجامعي
صيغة الكتاب : PDFelement
عدد الصفحات: 31 ص

اقتباس من المقال

" إن النقطة الفاصلة بين في تطور مفهوم التاريخ عند العرب والمسلمين وربما العالم هو ما أضافه المؤرخ العربي المسلم عبد الرحمن ابن خلدون في مقدمته التي اعتبرت بحق إضافة نوعية مهمة للفكر التاريخي حيث عرف التاريخ قائلا :" إنه خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال مثل التوحش والتآنس والعصبيات، وأضف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ من ذلك من الملك والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال ". والتاريخ بهذا المفهوم يوحد في مجاله بين الكثير من المعارف والعلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والانتروبولوجيا والسياسة والفلسفة. ويتأكد ذلك من خلال أن ابن خلدون يرى أن التاريخ بحث اجتماعي وتجب لكتابته وفهمه  معرفة المجتمع البشري. كما أن اهتمام إبن خلدون بفهم المجتمع من أجل فهم التاريخ يوضح بعده الأنتروبولوجي في عمله كمؤرخ، بل اهتدى إلى علم العمران من خلال دراسته للتاريخ. والجذير بالذكر أن ابن خلدون من خلال علم العمران لم ينحصر  في العمران باعتباره صفة حضرية بل أشار أيضا إلى العمران البدوي الذي يؤءس إلى العمران الحضري. كما أن التاريخ عند ابن خلدون هو فن من الفنون المتداولة بين الأمم والأجيال، كما يذكر في مقدمته وهو بذلك يجعل منه ضروري بماهيته بعد وجوده للحياة عموما، ولكل مستويات البشر، المرجعية التي يلجأ إليها في الأزمات والمصائب والانتكاس للتزود بالمعرفة الناتجة عن التجربة للاستمرار وتجاوز العوائق.

ويمكن القول إن التاريخ خلدونيا وبعلاقته العضوية بعلم العمران والاجتماع الإنساني عموما، والثقافة على وجه الخصوص باعتبارها صورة هذا الاجتماع وجوهره، يتحد مع علم الأنتروبولوجيا وعلم الآناسة في تجاوز لفكرة أن يكونا علميين مساعدين لبعضها البعض،  والدليل أنه قد ناقض الأساس الاعتقادي للمؤرخي نهاية القرن العشرين، وذلك في طريقة فهمه للتدافع والصراع البشري والحركة على الأرض من خلال مرجعيات النسب والثقافة ونقده للعصبية. كما أن ظهوره في حد ذاته اعتبر دليلا على تاريخية الحضارة الإسلامية في فترتها الأولى.

وإذا رجعنا إلى الغرب الأوربي مواصلة لهذا التتبع النقدي لمفهوم التاريخ وتطوره، نلاحظ أن التاريخ لم يكن علما مستقلا عن العلوم الأخرى حتى القرن التاسع عشر ، حيث اعتبارا من هذا التاريخ  بدأت المأسسة لهذا العلم، وتم بعث أقسام تاريخ في الجامعات والمجلات المتخصصة، وجمعيات تعنى بعلم التاريخ. السبب أن الثورة الفرنسية عام 1789 جاءت بفكرة مفادها أن التحولات المجتمعية أمر ضروري وحتمي وعادي لذلك نشأ علم التاريخ والعلوم الإنسانية الأخرى لدراسة هذه التحولات والتحكم فيها، وهو بذلك علم يعنى بالبحث في التحولات المجتمعية باعتبارها أفعالا إنسانية ليكون المؤرخ أنتربولوجيا بالضرورة والعكس صحيح، وقبل الانتقال إلى القرن التاسع عشر وما بعده وما شهدته هذه الفترة من تحولات تاريخية مهمة في مجال الدراسات التاريخية، وتطور مفهوم علم التاريخ  ولا بد أن نؤصل لهذه الفترة بالمرحلة التاريخية التي قادت إليها، أعني عصر النهضة والتي كان من أبرز سماتها الأساسية كما هو معروف التخلص من سيطرة الكنيسة على الحياة الإنسانية عموما والعلوم على وجه الخصوص، فانتقل التركيز في هذه الفترة من الغيبيات باعتبارها الأساس الفاعل في حركة التاريخ، إلى الإنسان الذي أصبح يمثل مركز الاهتمام باعتباره صانع التاريخ حيث ظهرت فكرة الإنسانوية، وبدأ المؤرخ الإنسانوي يشق طريقه منطلقا من الوعي البورجوازي ، وشاهدا على الديمقراطية سياسيا و الراسمالية اقتصاديا. "

           Lien de téléchargement en PDF

تعليقات