تحميل كتاب أساسيات منهجية التاريخ بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
تتمثل إشكالية المنهج التاريخي في تسليط النقد على الوثيقة لأن الأصل في التاريخ الاتهام وليس براءة الذمة. فالمؤرخ والحالة هذه هو رائد حكمته، ولهذا وجب عليه تطبيق النقد التام على الوثيقة التاريخية التي بين يديه للتعرف على أي جزء منها يمكن أن يوثق به؟ وما هو القدر الذي يمكن قبوله من ذلك الجزء الذي وثق به؟ وإلى أي حد يمكن الاطمئنان إليه ؟
وهذا ما تحاول عملية النقد والتمحيص بمختلف جوانب معالجته - النقد الخارجي والباطني والسلبي والإيجابي - والإجابة عنه انطلاقا من التقييد بقواعد خاصة تتصل بأصول ومراجع ومضامين المادة العلمية.
النقد الخارجي أو الظاهري : يهدف أساسا إلى إثبات صحة الأصل للوثيقة والتأكد من من صحته وسلامته من أي تحريف يكون قد طرأ عليه والتبث من أنه على الحالة التي وضعه عليها صاحبه وهو ينقسم إلى النقد التصحيح : يرمي إلى إثبات صحة الأصل التاريخي للوثائق، ويعمل على إعادة الوثيقة إلى حالتها الأصلية أي ترميمها وإرجاعها إلى وضعها الأول اذا كان قد طرأ عليها تغيير ما، فإذا كان المصدر مكتوب يواجه الباحث والحالة هذه عدة احتمالات حسب أصل الوثيقة الذي أمامه، وتكون النتائج التي يستخلصها من هذه الاحتمالات سلبية في أساسها، لأنها تعتمد على طريقة التخمين والترجيح مادام النص الأصلي لم تتأكد صحته بصفة مطلقة، ولهذا السبب فإن استخلاص الاحتمالات التي يطرحها نقد التصحيح يقوم به عادة المختصون في تحليل الوثائق يستعين بهم الباحث لهذا الغرض.
والاحتمالات الواردة في نقد التصحيح ترتبط بوجود أصل الوثيقة وانعدامه ويمكن إجمالها في الاحتمالات التالية: أولا : احتمال أن يكون أصل الوثيقة موجودا، وفي هذا الحالة يتحتم على الباحث إتباث صحة الأصل التاريخي للوثيقة، بالتأكد من أنه يرجع إلى من نسب إليه، وذلك بتطبيق قواعد نقد المصدر التي تتصل بفحص الورق والخط والحبر والأختام ونوعية الكلمات المستعملة والتعرف على كاتب الوثيقة ومكانته وموقفه من الأحداث، وهذا ما يجعل مهمة الباحث في إتباث أصل الوثيقة تتصل باختصاص علم الوثائق وعلوم اللغة وغيرها من المعارف المساعدة على تحليل الوثيقة.
ثانيا : احتمال أن يكون أصل الوثيقة مفقودا، وليس هناك سوى نسخة واحدة من هذا الأصل يحتمل أن تكون به أخطاء وأغلاط وقعت نتيجة النقل والاقتباس، وهنا يجب أن يلتجئ الباحث إلى قواعد تخمينية تقريبية لحصر التحويرات التي قد تكون طرأت على الوثيقة الأصلية المفقودة، سواء كانت هذه التحويرات أخطاء إدراك مثل عدم إتمام الجمل أو تحوير معنى بعض الكلمات أو الجمل المعنى الإجمالي للوثيقة،أو خطأ تحريف مثل إهمال النقاط وإسقاط الحروف ، ويعتمد عادة في حصر الأخطاء على لغة وطبيعة المعلومات التي تتضمنها الوثيقة. "
Lien de téléchargement en PDF
