لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب تاريخ وقواعد الحضارات pdf

تحميل كتاب تاريخ وقواعد الحضارات بصيغة إلكترونية بدف pdf

معلومات توثيقية

العنوان: تاريخ وقواعد الحضارات
المؤلف: فرناند بروديل
ترجمة : حسن شريف
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات: 676 ص

مقتطف من الكتاب

" لا بد مهما علت أو صغرت حضارة من الحضارات أن نجدها بداية متصلة ومرتبطة بأرض ما وأن جزءا كبيرا من واقعها قد كان رهنا بمتطلبات وميزات اتاحتها تلك الرقعة الجغرافية وبديهي أن هذا الموقع قد شمله ما تصدى له سكان هذا الموقع من تطوير ومن إضافات منذ قرون بل لعل الإنسان سكن بعض المواقع الجغرافية منذ الآلاف القرون. ولذلك فما من وقع سكنه الإنسان إلا فيه أثر مما عمله وتركه شاهدا على ما أنجز من تطوير وتعهد دئوب أدى إلى تحسين ترابه على مر العصور وبإيجاز شديد ما من وقع سكنه الإنسان إلا طرأ عليه تطور ملحوظ وتلمسته يد الإنسان بالتحسين والتغيير إلى ما هو أفضل أو كما قال كارل ماكس إنه هذا النتاج الإنساني بيد الإنسان ذاته.

فإن الحديث عن الحضارة إنما يعني الحديث عن المواقع والأراضي وتضاريسها وعن المناخ والنبات وأنواع الحيوان ونوعيات الألوان النمو والتقدم ومظاهرها سواء ما جاء عن الفطرة أو كان من صنع البشر. وكل ما نجم وينجم لإنسان عن الزراعة وتربية الحيوان واستئناسه فضلا عن الأغذية والبيوت والملابس ومسائل النقل والصناعات حيث يتحكم المسرح الذي تجري فيه هذه المظاهر التي لا تنتهي جزئيا في هذه الانجازات ويفسر إلى حد كبير خصائصها ومميزاتها، فالبشر يجئون ويذهبون وتبقى هذه المظاهر متشابهة.

ما من مجتمع أو حضارة إلا كان نابعا من منجزتها الاقتصادية والتكنولوجية التقنية والبيولوجية والديموغرافية وظروفها المادية عامة، فأما البيلوجية فلها تأثير بلا نهاية له على مصير الحضارة، فانخفاض أو إرتفاع عدد البشر، ازدهار أو تدهور الصحة العامة، انطلاق او ازدهار أو تدهور الاقتصاد أو العوامل التكتيكية تنعكس عبر البنيان الثقافي كما تنعكس عبر البنيان الاجتماعي والاقتصاد السياسي في معناه الشامل هو دراسة كل هذه المسائل الهائلة.

ولقد كان الإنسان هو الأداة الوحيدة التي حركت هذه الأمور، فهو من ثم هو الصانع الأوحد لكل حضارة مادية ومشيدها  صنعها بيديه. وواقع الأمر منذ البداءة أن إرتفاع عدد السكان في المجتمع يؤدي إلى إرتقاء عناصر الحضارة كما وقع لأوروبا في القرون الثالت عشر والسادس عشر والثامن عشر وكذلك القرن العشرين.

وقد ارتبط ازدهار هذه المجتمعات بارتقاء الازدهار الاقتصادي، على حين يؤدي ازدياد عدد السكان مع تدهور الاقتصاد إلى مشاكل المجاعة أو انتشار الأمراض والأوبئة، كما نشهد اليوم في أغلب شعوب العالم الثالثة وما تعارفنا على تسميته اليوم بالعالم النامي، وذلك فضلا عما يصيب هذه المجتمعات من تدن في الأجور وانخفاض العائد من العمل ومن ثم فربما انطلقت الانتفاضات الشعبية الثائرة حيث تشب عديد من الثروات.

وقد شاهدنا أوروبا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر وباء الطاعون الأسود وما أعقبه من مجاعات، جعل المجتمعات التي اجتازت تلك الدورات من الانحسار فعاشت في ظروف افضل وأيسر مما سبقها بما استأنفت من  أسباب الازدهار حيث قلت عدد السكان وظلت تتمتع به امدا غير يسير وكأنما كان ذلك كان دورة حضارية طبيعية من ازدهار ثم تدهور يعقبه ازدهار ومن ثم فلم يكن غير ظهور حركة التصنيع وازدهارها في نهاية القرن الثامن عشر والتاسع عشر قاضيا على تلك الحلقة فمنحت الإنسان أو بالأحرى ردت إليه قيمته وفرصة العمل والعيش، ويوضح تاريخ أوروبا هذه القيمة المتنانية للانسان فكان من نتيجة ذلك الدفع الحضاري والصناعي أن نما اقتصاد تلك المجتمعات التي أدركت ما تتيحه الصناعة التي تقدمت باختراع الآلات المحركة وتطورها. "

          Lien de téléchargement en PDF


عن الكاتب

لمحات من تاريخ المغرب

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب