لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب بحث في التاريخ - الجزء الثاني - أرنولد توينبي pdf

 تحميل كتاب بحث في التاريخ - الجزء الثاني ل أرنولد توينبي - أونلاين بصيغة إلكترونية pdf







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : بحث في التاريخ.


الجزء : الثاني.


المؤلف : أرنولد توينبي.


ترجمة : طه باقر.


حجم الكتاب : 8.5 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF






مقتطف من الكتاب :


"«نمو الحضارات»


الفصل التاسع الحضارات المتوقفة عن النمو


1 - البولينيزيون والأسكيمو والبدو:


قد يتراءى لنا أنه متى ما جاءت الحضارة إلى الوجود فإن نموها أمر طبيعي، بيد أن الحال ليس كذلك، كما يبرهن على ذلك سجل حضارات خاصة حققت مجيئها إلى الوجود ولكنها أخفقت أن تنمو. ولقد كان نصيب هذه الحضارات المتوقفة عن النموّ أنها قابلت تحدّياً هو في الحد الفاصل بين درجة الشدّة التي تبعث الاستجابة الناجحة وبين الدرجة الكبرى التي تجر إلى الهزيمة. وهناك ثلاث حالات واضحة كان التحدي من هذا النوع ناشئا من البيئة الطبيعية. فكانت النتيجة في كل حالة إنجاز عمل بارع من جانب المستجيبين، استنفذ جميع قواهم بحيث لم يترك منها شيئاً لصرفه في سبيل أي تطوّر أو نمو آخر.


فالبولينيزيون أنجزوا عملهم البارع في أسفارهم المتنقلة من جزيرة إلى أخرى في البحر الهادي. ولكنهم انهزموا في نهاية الأمر فانتكسوا إلى الحياة البدائية في جزرهم المتعددة التي أصبحت منذ هزيمتهم تلك منعزلة الواحدة عن الأخرى.


أما الأسكيمو فقد قاموا بمهارة عجيبة في اتخاذهم الحياة التي تسير بدورات سنوية وتلائم الأحوال الموجودة في سواحل المناطق القطبية.


وحقق البدو دورة حولية ماهرة مماثلة بصفتهم رعاة في السهوب الشبيهة بالصحراوية. هذا وتوجد أوجه شبه كثيرة مشتركة بين البحر بجزره وبين الصحراء بواحاتها ثم حلل نشوء البداوة في أدوار الجفاف. ومما يلاحظ أن الصيادين يصيرون زراعاً قبل أن يسيروا في الخطوة الأخرى من صيرورتهم بدواً. وإن «قايين» و«هابيل» أنموذجان للزارع وللبدوي، كما أن اعتداء البدوي في دخوله إلى الأقاليم التابعة إلى الحضارة يعزى إلى ازدياد الجفاف الذي يدفع بالبدوي من البادية أو إلى تدهور الحضارة المجاورة) الذي يوجد فراغاً يجذب إليه البدوي فيشارك في «هجرة الأقوام».


2 - العثمانيون :


إن التحدّي الذي كان جهاز الحكم العثماني استجابة له كان انتقال جماعة بدوية إلى بيئة صار عليهم أن يحكموا فيها جماعات مستقرة متحضرة. فحلوا مشكلتهم بأن اعتبروا رعاياهم الجدد كأنهم القطعان البشرية، فنشؤوا من البشر ما يعادل كلاب الراعي عند البدو بتكوينهم نظام الرق العائلي (المماليك) حيث كان منه رجال الإدارة وجند الدولة وذكرت أمثلة أخرى على إمبراطوريات بدوية مماثلة، مثل نظام المماليك، بيد أن النظام العثماني فاق جمع الأنظمة الأخرى في الكفاءة والدوام. ولكنه قاسي، مثل البداوة نفسها، من الجمود والتصلب المهلكين.


3 ـ الإسبارطيون :


استجاب الإسبارطيون إلى تحدّي ازدياد السكان في العالم الهليني بأن قاموا بعمل بارع يشبه ما قام به العثمانيون من وجوه كثيرة، مع فرق هو أن الطبقة العسكرية في حالة الإسبارطيين كانت الأرستقراطية الإسبارطية نفسها، ولكن الإسبارطيين صاروا كذلك عبيد) الوظيفة التي اضطلعوا بها وهي الاستيلاء الدائم على سكان هم رفقاؤهم من الإغريق.


4 ـ خصائص عامة :


لكل من الأسكيمو والبدو والعثمانيين والإسبارطيين صفتان بارزتان يشتركون بهما فيما بينهم وهما التخصص ونظام الطبقة أو الطائفة فعند القومين الأولين الكلاب وحيوان الرنة وتكون الخيل والماشية في محلّ الأرقاء البشر مما عند العثمانيين). وفي جميع أمثال هذه المجتمعات ينحط البشر بالتخصص فيصيرون بمثابة البشر القوارب أو البشر الخيل» أو البشر المحاربين فيكونون بمستوى دون المستوى البشري بالمقارنة مع أولئك الرجال المطلقي الاستعداد ممن يكونون المثل الأعلى الوارد في رثاء «بريقلس» والذين هم وحدهم القادرون على إنجاز النموّ في الحضارة وتشبه هذه المجتمعات المتوقفة عن النمو مجتمعات النحل والنمل التي ظلت راكدة منذ أزمان سبقت الحياة البشرية على الأرض. وتشبه كذلك المجتمعات التي تصورها «الطوبائيات». ثم يعقب ذلك نقاش في الطوبائيات برهن فيه على أن «الطوبائيات» هي في الأعم الأغلب نتاج الحضارات المتدهورة وهي محاولات، من حيث احتوائها على منهج عملي، لتوقيف التدهور والانهيار، بتثبيت المجتمع في المستوى الذي بلغه في زمن تلك الطوبائيات.


الفصل العاشر: «طبيعة نمو الحضارات


1 ـ محاولتان باطلتان


يحدث النمو حين تكون الاستجابة إلى تحد معين ليست ناجحة فقط، بل إنها نفسها تثير تحدياً آخر تقابله استجابة ناجحة أخرى. فكيف نقيس مثل هذا النمو؟ هل يجب قياسه بتزايد سيطرة المجتمع على بيئته الخارجية؟ إن مثل هذا الازدياد في السيطرة يمكن أن يكون على ضربين: تزايد السيطرة على البيئة البشرية وتأخذ هذه عادة شكل فتح الشعوب المجاورة وإخضاعها، وتزايد في السيطرة على البيئة الطبيعية ويظهر ذلك في تحسّن الأساليب الصناعية المادية. ثم أوردت الأمثلة التي تبين أن ليس أية واحدة من هذه الظواهر ـ لا التوسع السياسي والعسكري ولا التحسن في الأساليب الصناعية ـ ما يجدر أن يتخذ معياراً ملائماً للنمو. فالتوسع العسكري نتيجة الروح «العسكرية» التي هي نفسها أمارة على التدهور أما التحسّن في الأساليب الفنية الصناعية، سواء أكانت زراعية أم صناعية، فإن علاقته بالنموّ الحقيقي علاقة ضئيلة أو ليس له علاقة به. إذ الواقع يجوز أن يكون الأسلوب في تحسّن في حين أن الحضارة الحقيقية متدهورة.


2 - التقدم نحو تقرير المصير الذاتي


إن التقدم الحقيقي ( نمو الحضارة قوامه عملية أو طريقة سير حددت باصطلاح «الأثيرية»، وفحواها التغلب على الصعاب المادية مما يحرّر طاقة المجتمع وقواه ليستجيب إلى تحدّيات تصير بتدرّج النموّ ناشئة. من الداخل وليست تحديات خارجية إنها تحدّيات روحية (نفسية وليست مادية. ثم وضحت طبيعة هذه الظاهرة المسماة بالأثيرية) من التأريخ الهليني ومن التأريخ الغربي الحديث.


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب