لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المغرب وأوروبا ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر مسألة التجاوز - عبد المجيد قدوري PDF

 تحميل وقراءة كتاب المغرب وأوروبا ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر مسألة التجاوز للمؤلف عبد المجيد قدوري أونلاين بصيغة PDF.








معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : المغرب وأوروبا ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر مسألة التجاوز.


المؤلف : عبد المجيد قدوري.

الناشر : مكتبة بستان المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع, 2000.


عدد الصفحات : 408.


حجم الكتاب : 35.93 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




Ebook download PDF 




مقتطف من الكتاب :


"النظام التعليمي في المغرب خلال العصر الحديث ومسألة التجاوز


ألا توجد علاقة بين النظام التعليمي والعملية التربوية، حتى لا نقول المشروع التربوي والواقع الاجتماعي ؟ وما الارتباطات الظاهرة أو الخفية الموجودة بين التحولات الاقتصادية والاجتماعية والمشاريع التربوية ؟ وهل نستطيع أن نتحدث عن مشروع تربوي في مغرب ما قبل الحماية ؟


الإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة. وتبقى غايتنا الأساسية منها هي طرح تساؤلات وقضايا ترتبط بعلاقة النظام التعليمي بالتجاوز. ونود في البداية تسجيل الملاحظات التالية:


أولا : يتناول هذا الفصل المسألة التربوية في مغرب العصر الحديث، إذا كان لهذا المصطلح مدلول في تاريخ المغرب ولمزيد من التحديد، نقول إن هذا الفصل يتناول النظام التعليمي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. وحدد اختيارنا لهذه الفترة وجود أدبيات تربوية متميزة: كتاب "القانون" للحسن اليوسي، وكتاب "مواهب المنان مما يتأكد على المعلمين تعليمه للضبيان" للسلطان سيدي محمد بن عبد الله، بالإضافة إلى وجود مرسوم صدر عن هذا الملك تنظم بمقتضاه المواد التي تدرس بجامع القرويين.


ثانياً : فإذا كان كتاب اليوسي يتناول العملية التربوية في إطار عام ونظري وغير ملزم، فإن مؤلّفات محمد الثالث تتضمن دلالات وأهدافاً خاصة نجملها فيما يلي: فهي وثائق رسمية اهتمت بالعمل التربوي وتدخلت فيه وعملت على توجيهه في كل التراب المغربي. إذ خص السلطان أهل البادية بتأليف "مواهب المنان. وأورد فيه المبادئ الأولى الضرورية لكل مسلم. وأما المرسوم. العلماء وجهه فاس وأراد به التدخل في التعليم وفي برامجه بجامع القرويين ومما يزيد من أهمية الأدبيات التربوية التي صدرت عن هذا السلطان كونه اشتهر في جل الكتابات التاريخية والسياسية بأنه كان رجل مشروع تحديثي، واعتبره العروي كما أشرنا إلى ذلك المهندس الحقيقي للمغرب الحديث. واعتمدنا منهج المقارنة؛ ولهذا رجعنا إلى الأدبيات التربوية الأوربية المعاصرة لتلك التي رجعنا إليها فيما يخص المغرب. وكان الهدف هو ضبط المنطق المتحكم في هذا النظام أو ذلك وإبرازه من أجل فهم الإواليات المحركة للعملية التربوية قصد ملامسة دور التعليم في عملية التراجع في المغرب والعمل على دراسة هذه الإواليات من الداخل مع العلم أن مفهوم التراجع يطرح عدة مشاكل. فكيف انبنت العلمية التربوية في الضفة الشمالية للبحر المتوسط ؟ و ما مساهمات التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفتها أوربا في مشروعها التربوي ؟



- 1 - واقع جديد: بناء تربوي جديد مشروع النهضة الإنسان الكامل


 ‏عرفت أوربا منذ القرن الثالث عشر، وخصوصاً بعد الاكتشافات الكبرى، قفزة نوعية أثرت في الحياة اليومية فيها. فقد فجر كريستوف كلومب بوصوله إلى العالم الجديد، وماجلان بدورته حول العالم، ذهنية الإنسان الأوربي؛ إذ صار هذا الأخير واعياً بمؤهلاته وطاقاته، وأدرك أن العالم الذي يعيش فيه أصبح عالماً محدوداً ومعروفاً؛ ولذلك آمن الأوربي بإمكان السيطرة عليه، فأعطيت الفرد مؤهلات خارقة وركزت الحركة الفكرية على إبراز قدرات الإنسان الهائلة الكامنة فيه. واستبدلت مبادئ التربية المسيحية بمبادئ وقيم تربوية جديدة فعوض المحبة المسيحية التي كانت أساس المناهج التعليمية، اعتبرت المناهج الجديدة الإنسان مركز الكون له الحق في أن يختار لنفسه ما يريد وأن يكون على الشكل الذي يريد. ولم تبق غاية العلم والإنسان غاية مقدسة، بل صارت غايتهما الأساسية المعرفة النافعة. وأصبح النظام التربوي الجديد يهدف إلى إبراز الإنسان الكامل وإعطائه الوسائل اللازمة للسيطرة على الطبيعة.

 ‏

 ‏وانطلق النظام التربوي الجديد من إيطاليا، ليستجيب لحاجيات ولمثل المدن الدويلات التي كانت تعيش تحولات آنذاك وساعدها نظامها التعليمي على تكوين الإنسان القادر والمؤهل لتسيير الإدارة والتجارة. فقد مزجت العملية التربوية في هذه المدن بين التكوين النظري والتطبيقي، ولم تعد الأطر الإيطالية سجينة التكوين القديم أو محصورة في إيطاليا، بل خرجت لتساهم في نشر النظام الجديد ودعمه في مناطق كثيرة من أوربا. فركزت مدينة "جنوى" مثلاً على تكوين رجال الأعمال والبحارة، لأنها كانت مدينة التجارة وتكونت فيها بورجوازية غنية كانت تحب الأسفار والمغامرة المريحة. وكان رجل الأعمال فيها محترماً جداً. ويقول هيير إنـه "انطلاقاً من هذا الواقع، كان رجل التجارة والأعمال والمال يحظى في "جنوى" باحترام كبير". ولم يعش هؤلاء على هامش السلطة، بل كانوا أطرافا فيها؛ وسهروا على تكوين أبنائهم تكويناً عملياً ليكونوا في مستوى تسيير أمور المدينة. وكان التعليم يمر بمرحلتين في "جنوى": المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية، ويمزج بين النظري والتطبيقي فيهما. ولم يهتم رجال الأعمال بإرسال أبنائهم إلى الجامعات، بالرغم من وجودها، لأنهم أرادوا لهم تكويناً عملياً هو : ركوب البحر وتعرف أموره سواء في الموانئ والأوراش أو في أعالي البحار. وكان الطفل محبراً على معرفة التجارة وأنواع البضائع وجودتها إضافة إلى التفقه في الأسعار. واهتمت جامعة بافي (Pavie) بتكوين الأطباء والقضاة والأساتذة. وأُوليت أهمية كبيرة لتكوين العدول ،والموثقين لما كان لهذه الحرفة من علاقة بالأعمال. وكانت للموثقين مكانة متميزة في المجتمع، لأن الاستغناء غير ممكن. وهكذا عنهم. ارتبطت العملية التربوية في المدن الإيطالية بالتعليم العملي والوظيفي المندمج أساساً بحياة الناس اليومية وبطموحات رجال الأعمال.


وفي هذا الجو المتفتح والمطالب بتجاوز الانغلاق الثقافي، برز دعاة التربية الجديدة في أوربا كلها. فقد طالب رابلي المتعلم بالانخراط في الحياة اليومية، وآمن بأهمية التجربة في التكوين، وانتقد بشدة الطرق القديمة واعتبرها طرقاً عقيمة؛ لأنها كانت تركز على الحفظ وجمع المعلومات دون فهمها، وثار على جمود المناهج وألح على المربي بأن : خطة جديدة لخصها في قوله: "فكلما تكفل مرب جديد يتبنى بطفل، فعليه أن يبدأ أولاً بإفراغه وغسله من الداخل والخارج. عليه أن يغسل دماغه وكل أعضائه حتى يخرج منه رواسب تقاليد الماضي كلها ." فالتربية الجديدة عند رجالات النهضة الأوربية تحرر الإنسان من المناهج العقيمة وتجعله يهتم بالحاضر بكل ما يحمل هذا الحاضر من آمال للمستقبل. لقد زعزع رابلي بطريقته الساخرة المألوفة الأسس التربوية التي كانت سائدة، وساهم في خلق الإنسان الجديد الملائم لعالم جديد.


وأولى رجال النهضة مكانة خاصة لدراسة أسرار الطبيعة، خصوصاً عند المدرسة الإنجليزية. ويعتبر فرانسيس باكون (1561 - 1626) من رواد هذا الاتجاه. لقد رأى هذا العالم أن القيمة الحقيقية للعملية التربوية تكمن في دراسة خبايا الطبيعة، لأن دراسة الكتب وحدها لا تكفي. ولهذا أكد في أقواله ضرورة التركيز على الملاحظة واعتماد التجربة، لأنهما أساس المعرفة وانتقد الذين بالغوا في التشبث بالفكر اليوناني الذي يبقى في أساسه فكراً تأملياً. فحض على التجربة وعلى العمل في الأوراش والمصانع، لأنها هي الكفيلة بالزيادة في الخير والرفاهية للبشر."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب