لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مدينة البصرة بالمغرب الأقصى منذ إنشائها حتى هدمها سنة 368 ه/ 978م: دراسة سياسية وحضارية - محمد علي دبور PDF

 تحميل وقراءة مقال مدينة البصرة بالمغرب الأقصى منذ إنشائها حتى هدمها سنة 368 ه/ 978م: دراسة سياسية وحضارية للمؤلف محمد علي دبور أونلاين بصيغة PDF.








معلومات عن المقال :


العنوان : مدينة البصرة بالمغرب الأقصى منذ إنشائها حتى هدمها سنة 368 ه/ 978م: دراسة سياسية وحضارية.


المؤلف : د. محمد علي دبور.


المصدر : مجلة كلية دار العلوم-جامعة القاهرة ٢٠١٦م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




Ebook download PDF 



مقتطف من البحث :



" ملامح من الحياة الاقتصادية بالبصرة المغربية


مدينة البصرة إحدى مدن إقليم المغرب الأقصى، ولا شك أنها استفادت كثيرا من الرخاء الاقتصادي الذي كان ينعم به هذا الإقليم، واكتسبت أهميتها الاقتصادية منه، وسنحاول في السطور التالية أن نحدد شيئا من ملامح الحياة الاقتصادية بهذه المدينة المغربية الإدريسية المهمة.


- البصرة المغربية مدينة زراعية:


أما عن مدينة البصرة بالمغرب الأقصى فقد تمتعت بأهمية اقتصادية كبيرة؛ نظرا لما كانت تتميز به من عوامل طبيعية وموقع متفرد جعلها تحظى بتلك الأهمية، أما من الناحية الزراعية فمدينة البصرة موصوفة بالخصب والخير ووصفها ابن حوقل فقال: "ولها" مياه عن خارجها من عيون عليها بساتين من شرقيها، ولها غلات كثيرة من القطن المحمول إلى إفريقية وغيرها، ومن غلاتهم القمح والشعير والقطاني وسهمهم من ذل كوافر، ولا شك أن كثرة الحدائق والبساتين فيه دلالة على وفرة محاصيلها من الفواكه المتعددة، كما كان محصول القطن من محاصيلها الأساسية، قال الإدريسي: "وأكثر غلاتها القطن والقمح، وسائر الحبوب بها كثيرة.


كما اشتهرت بإنتاج الكتان بل تميزت بإنتاجها الوافر منه، وكان تجارها "يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان، ويبدو أنه كان من أشهر منتجاتها؛ لذا فقد عُرفت باسم (بصرة الكتان).


ولا شك أن ازدهار الزراعة أدى إلى وفرة المراعي وكثرتها، ولذا فقد ازدهر بها أيضا النشاط الحيواني وتربية الماشية، وأصبحت تمتلك ثروة حيوانية كبيرة، لذا فقد عرفت ببصرة الذبَّان أو بصرة الألبان؛ لكثرة ألبانها.


- البصرة إحدى طرق التجارة الداخلية.


لقد ضم إقليم المغرب الأقصى شبكة واسعة من الطرق والمسالك الداخلية بين مختلف مدنه الصغيرة والكبيرة، وكذل كالقرى، وساعدت هذه الطرق على ازدهار النشاط التجاري الداخلي، وتنقسم هذه الطرق إلى طرق برية ونهرية كما يلي:


أولاً: الطرق البرية:


توجد شبكة من الطرق البرية بين مدن إقليم المغرب الأقصى كان من بينها الطرق بين فاس ومدن المغرب الأقصى، وكان من أبرزها: (طريق فاس- البصرة المغربية، حيث ترتبط مدينة فاس بالبصرة المغربية بطريق قدره الاصطخري بثماني مراحل، بينما يذكر المقدسي أن طوله ست مراحل، وتكلم البكري عن مرحل هذا الطريق بين فاس والبصرة، وقدر طوله بأربعة مراحل قائلا: "من مدينة البصرة إلى نهر ردات مرحلة، وقدر ياقوت الحموي الطريق بين فاس والبصرة المغربية بـ "مسيرة أربعة أيام، بينما قدره الحميري بـ "مرحلتين".


ونلاحظ هنا اختلاف الجغرافيين في تحديد طول هذا الطريق الحيوي المهم، وهذا الاختلاف في التقديرات ربما يُعزى إلى أن هناك عددًا من الطرق منها ما هو قصير ومنها ما هو طويل كانت تربط فاس بالبصرة، وهذا ما يشير إلى أهمية كلتا المدينتين في النشاط التجاري الداخلي في المغرب الأقصى.


ولابد من الاشارة هنا إلى وجود طرق فرعية صغيرة في المغرب الأقصى تربط بين مدينة وأخري مثل مدينة بصرة المغرب ومدينة الأقلام، فالمسافة بينهما أقل من مرحلة، وكذلك بين مدينة تُشُمُّس وبصرة المغرب،فالمسافة بينهما دون المرحلة على الظهر.


ثانيا: الطرق النهرية


حيث يجري في إقليم المغرب الأقصى عدد من الأنهار، لكن هذه الانهار تعد على العموم غير صالحة للملاحة ؛ لأنها تستمد مياهها من الأمطار غير الثابتة وغير المنتظمة لا بموعد سقوطها ولا بنسبها، ومع ذلك استخدمت بعض الأنهار كطرق لنقل البضائع والمنتجات من بعض المدن الداخلية إلى الموانئ في المغرب الأقصى.


وقد أشار الإدريسي إلى أن أهل مدينة بصرة المغرب كانوا يستخدمون "نهر سفدد وهو نهر كبير عذب تدخله المراكب... وفي هذا النهر يركب أهل البصرة في اكبهم بأمتعتهم حتى يصلوا إلى البحر فيسيروا فيه حيث شاءوا، وهكذا استخدم أهل مدينة البصرة الطرق المائية في نقل منتجاتهم وإيصالها إلى موانئ في المغرب الأقصى، سواء الواقعة على البحر المتوسط أو على المحيط الاطلسي، ومن ثَمَّ نقلها إلى الأسواق الخارجية، حيث يكون الطلب عليها كثيراً.


- البصرة إحدى طرق التجارة الخارجية.


تسير من إقليم المغرب الأقصى جملة من الطرق التجارية التي ترتبط مع أقاليم ومدن بلاد المغرب الأخرى ومصر والمشرق الاسلامي وبلاد السودان، وهي طرق برية، أما الطرق البحرية فتربطه مع الأندلس وجنوب أوربا وبلاد الشام وغيرها.


أما فيما يتعلق بالطرق البرية، فنجد عدة طرق تربط بين المغرب الأقصى وإقليم بالمغرب الأوسط والأدنى؛ منها الطريق الساحلي (الجادة)، والطريق الداخلي، أما الطريق الداخلي فهو ما يعنينا في هذا البحث، حيث تمثل مدينة البصرة المغربية إحدى محطاته الأساسية والمهمة، فقد ارتبطت المدن الداخلية في المغرب الأقصى بطريق داخلي يسير نحو المغرب الأوسط ومن ثُمَّ إلى المغرب الأدنى، ويعد (طريق البصرة المغربية - القيروان) واحدًا من أهم هذه الطرق، حيث ترتبط هاتان المدينتان بطريق داخلي يمر على فاس، ومن ثُمَّ إلى تاهرت في المغرب الأوسط، ويكمل نحو قسطيلية وقفصة، وتقدر مسافة هذا الطريق بـ "ست وعشرين مرحلة وثمانية عشر يوما".


أما فيما يتعلق بالطرق البحرية، فإن ارتباط المغرب الأقصى بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط الأطلسي من الغرب وامتداد سواحله على مسافات طويلة منها حت موجود عدد من الطرق البحرية التجارية يتم عبرها انتقال السلع والبضائع من وإلى المغرب الأقصى، وقد شكلت مدينة البصرة المغربية نقطة مهمة لإحدى هذه الطرق، حيث ارتبطت موانئ المغرب الأقصى المطلة على المحيط الأطلسي بموانئ الأندلس بعلاقات تجارية نشطة ومستمرة ).


وقد أشار الاصطخري إلى طريق بحري يسير من "البصرة (المغربية) بجزيرة جبل طارق ثم يمتد على البحر المحيط إلى شنترين، وهي آخر بلاد الاسلام، ووصف السير بهذا الطريق قائلاً : لو أن رجلاً سار من البصرة (يقصد البصرة المغربية على السواحل حتى يعود إلى ما يحاذيه من أرض الأندلس لا يحتاج إلى أن يعبر نهراً أو خليجا أمكنه"، ومقدار المسافة فيه نحو سبعة أشهر.


والواقع أن الطرق البحرية التي ربطت المغرب الأقصى بالأندلس لم ينقل عبرها بضائع المغرب الأقصى فقط، بل البضائع الواردة إلى هذا الإقليم من بلاد السودان ومن الشرق وبضائع أقاليم المغرب أيضا."


رابط تحميل البحث :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب