لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الخطاب التاريخي دراسة لمنهجية ابن خلدون - علي أومليل pdf

 تحميل وقراءة كتاب كتاب الخطاب التاريخي دراسة لمنهجية ابن خلدون للمؤلف علي أومليل أونلاين بصيغة pdf







معلومات عن الكتاب :



العنوان : الخطاب التاريخي دراسة لمنهجية ابن خلدون.


المؤلف : علي أومليل. 


عدد الصفحات : 237.


حجم الكتاب : 4.16 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



Ebook download PDF 



مقتطف من الكتاب :


"التاريخ المنقلب


أ - الطاعون الجارف :


ان الأندلسيين بصفة خاصة هم الذين تركوا لنا أكثر الكتابات المتعلقة بهذا الوباء، وتعكس هذه الكتابات نوعين من الاهتمامات :


أ - اهتمامات شرعية: ففي مجتمع يغمره المقدس » ويوجه تفكيره، يكون من شأن انتشار وباء عن طريق العدوى، أن يثير مشكلة بين من يعتقدون أن العدوى حقيقية، وبين من يحلون محلها إرادة الله والامر يتعلق أيضاً بمعرفة ما إذا كان من الضروري اللجوء الى الطبيب وبتحديد الموقف الدقيق للدين من الطب. وكثيراً ما تتكرر كلمة «النصيحة » ومشتقاتها في هذه الكتابات للتذكير بالواجب الديني القاضي بإرشاد الناس الى سواء السبيل.


ب - اهتمامات طبية حضرية : تتصل بالإجراءات الوقائية، مثل عزل الأشخاص المصابين ومراقبة الأغذية، وتهوية المساكن، وتنظيف المدينة ... والأهمية المعطاة لهذا الجانب تختلف باختلاف الكتاب، بل كان هناك من بينهم من أهمله تماما.


 إن مؤلف ابن خاتمة، تحصيل غرض القاصد في المرض الوافد هو أصل لكثير من الكتب المتصلة بنفس الموضوع، وفيه يقدم لنا معلومات عن حالة مدينته « المرية » التي أصابها الطاعون منذ شهر يونيو ١٣٤٨) وقد كتب ابن خاتمة رسالته في فصل الخريف من نفس السنة موضحاً بأنه ظهر أول الأمر في الاحياء الفقيرة. وتشير الرسالة الى اجراءات وقائية تتصل بالمسكن والتغذية وعزل المرضى.

 ‏

وهناك ثلاث رسائل اخرى تقتفي خُطى رسالة ابن خاتمة هي : المقالة الحكمية في الامراض الوبائية لابن هيدور، والنصيحة لمحمد الشقوري، ووصية الناصح الأود في التحفظ من المرض الوافد اذا وفد، لابن منظور.


وحسب رأي ابن هيدور الفاسي، فان الأوبئة لا ترجع الى ظروف فلكية، بل الى عوامل اجتماعية. وهو يقيم علاقة بين الفتن والغلاء والوباء على النحو التالي :


«وكان شيخي رحمة الله عليه يقول لي : إذا ظهرت الخوارج، واشتدت الفتنة ، فحقق ظهور الغلاء لأنه لازم عنها، واذا كان الغلاء وطال واشتدت اسبابه، لزم عنه الوباء. وهذا علم صحيح وقانون مطرد لا يحتاج فيه الى تعديل ولا نظر في النجوم فاعلمه».


ويبدأ الشقوري مقالته بالتدليل على ان الطب ليس مخالفاً للدين، وذلك استنادا الى اقوال الرسول، والاجراءات الوقائية والعلاج الذي يقترحه يشبه ما ورد في المقالتين السابقتين.


ويفتتح ابن منظور رسالته بما يجب ان يقرأ ويذكر عند حلول الوباء. أما الفصل الثاني فهو فصل طبي خالص استقى معظم مادته من كتابات ابن خاتمة والشقوري. وينصح الفصل الثالث القارىء بمحاكاة « الخواص » أمثال ارسطو والرازي وابن زهر والطبري.


وهناك رسالة أخرى في الموضوع كتبها عمر المالقي سنة ٨٤٠ هـ، وتهمل نهائياً الجانب الطبي من المسألة وتكتفي بذكر حديث نبوي عن الوباء، مع الإحالة على سلوك اللف في مثل هذا الظرف.


ولعل مقنعة السائل عن المرض الهائل : لابن الخطيب هي أهم رسالة كتبت في هذه الفترة، ليس فقط، لانها تعالج المسألة بطريقة مسهبة، بل وعلى الخصوص، بسبب الموقف العقلي الواضح الذي اتخذه الكاتب. وهكذا نجده يبرهن على حقيقة العدوى فيقول :


« فان قيل كيف نسلم دعوى العدوى وقد ورد الشرع بنفي ذلك، قلنا وقد ثبت وجود العدوى بالتجربة والاستقراء والحس والمشاهدة والاخبار المتواترة، وهذه مواد البرهان ».

ثم يهاجم ابن الخطيب بعنف الفقهاء الذين يصدرون فتاوى تنفي وجود العدوى، ويحرمون بناء على ذلك، كل لجوء الى الاجراءات الوقائية والى العلاجات الطبية. ومن جهة ثانية، يوضح بأنه اذا كان الوباء يفتك بمن هم أكثر فقراً، فمرد ذلك الى سوء المسكن والى اكتظاظ السكان والى الجهل.


معظم الافكار الواردة في هذه الوسائل والمقالات، تطالعنا في المقدمة. ذلك ان ابن خلدون يعود الى الافكار المنتشرة في عصره في محاولة تنظيرية. فالترابط بين الوباء وبين


بعض الدورات الفلكية، وكذلك العلاقة القائمة بين الفتن والمجاعات والأوبئة مما نجده عند الكتاب السابق ذكرهم، كل ذلك يندرج عند ابن خلدون تحت نظريته العامة عن الدولة. فعندما تقترب هذه الاخيرة من نهاية عمرها، يكون ذلك مقترناً بالفتن وبارتفاع النفقات العسكرية اللازمة لاخمادها، كما يكون مقترناً بأزمة اقتصادية شاملة تزيد من استفحال البؤس وانتشار الأوبئة : « ... ثم ان المجاعات والموتان تكثر عند ذلك في اواخر الدولة (...) واما كثرة الموتان فلها أسباب من كثرة المجاعات كما ذكرناه، او كثرة الفتن لاختلال الدولة فيكثر الهرج والقتل او وقوع الوباء»..


لكن الطاعون الذي ظهر في قرن ابن خلدون اكتسى في نظره دلالة خاصة : فنادراً ما احدث وباء مثل ذلك الخراب في العالم . صحيح ان مدى انتشار هذه الكارثة كان معروف، الا ان « الطاعون الجارف الذي تحيف الامم وذهب بأهل الجيل وطوى كثيراً من محاسن العمران»، هذا الطاعون كان بالنسبة لابن خلدون بمثابة إيذان بتحول شامل يعم اوضاع العالم، ومن ثم تصبح اعادة كتابة تاريخه أمراً مستعجلا.


 وبالنسبة للمغرب الذي كان ابن خلدون يريد كتابة تاريخه فان هذا الوباء قد حَلَّ به في فترة انحطاطه، ودوله تتداعى الى التلاشي. ولم يكن ابن خلدون قد سافر بعد الى المشرق عندما كتب عن الطاعون، لذلك فان دلالة الحدث تعود الى بعدها المغربي.

 ‏

 ‏ب - العرب في بلدان المغرب :

 ‏

الحدث الآخر الذي يعتبره ابن خلدون حاسماً في تاريخ بلدان المغرب، هو دخول العرب الثاني لها ابتداء من منتصف القرن الخامس للهجرة (القرن الحاي عشر الميلادي) ان الطريقة المؤثرة التي يتحدث بها الكاتب عن هذا الحدث، وكذا الأحكام التي يصدرها عن العرب، قد استغلها تيار من مؤرخي العهد الاستعماري، كما أثارت العديد من التعليقات والمجادلات الحامية الوطيس. كذلك فان ما قاله ابن خلدون عن العرب قد شغل الاتجاه المدافع عن العروبة، فظهرت كتابات تحاول الدفاع عن كاتب المقدمة وعن العروبة معاً موضحة ان كل ما قاله ابن خلدون عن العرب لا يتعلق الا بالعرب البدو.


هكذا نجد اتجاهات متباينة التجأت الى ابن خلدون، فهل يتعلق الامر بخطأ في القراءة ام بموقف ايديولوجي؟.


كلا الموقفين منتشر بين كتاب ينتمون الى آفاق متعارضة، يساعد على ذلك الموقف المعقد الذي اتخذه ابن خلدون نفسه في هذه المسألة. ذلك أن حديثه التاريخي عن العرب، يصدر في نفس الآن عن نظرية سياسة وعن موقفه كحضري متخوف من تهديد البدو الدائم وموقفه كسياسي مؤمن بضرورة وجود سلطة ومن الافضل ان تكون سلطة الدولة)، ومن ثم فانه يدين كل مظهر للفوضى كل مظهر للفوضى أو عدم الاستقرار.


وبالنظر الى التعقيد المكتنف للمسألة، فاننا سنقتصر على توضيح جانبها التاريخي. اما النظرية السياسية المتصلة بالعرب البدو وبالبدو عامة فاننا سنعود اليها حينما نتحدث عن النظرية الخلدونية حول الاجتماع الوحشي ».


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب