العنوان: الحركات الاحتجاجية في المغرب من التمرد إلى التظاهر
المؤلف: عبد الرحمان رشيق / ترجمة الحسين سحبان
عدد الصفحات: 99 صفحة
"يهدف هذا التقرير تـَعـَـرُّفَ الأشكال الاجتماعية للاحتجاج في المغرب، وتتبعها فيه، سواء في الوسط القروي، وفي المدن الصغرى والمتوسطة والكبرى. ذلك لأن تحليل الحركات الاجتماعية يتيح فحص سيرورة التغير الاجتماعي، وطبيعة العلاقة التي تربط الدولة بالمواطن. ثم إن مقاربة الحركات الاجتماعية تجري ضمن سياق سياسي متغير. وحتى إن لم تكن الحركات الاجتماعية تطمع في الاستيلاء على السلطة السياسية، فإنها لا تخلو، مع ذلك، من بعد سياسي.
كانت الأفعال الجماعية للمنظمات النقابية والطلابية تعبر عن سخط سياسي أكثر مما كانت تعبر عن سخط اجتماعي. غير أن أنماطا جديدة للتعبير الجماعي، يغلب عليها الطابع السلمي والتنظيمي، سوف تظهر وتفرض نفسها تدريجيا، بدءا من النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وذلك في سياق سياسي اتسم بانفتاح النظام السياسي. إذ تميز هذا العهد الجديد بسيرورة "عصرنة" الاحتجاج الاجتماعي. حيث تمارس الحركات الاجتماعية ضروبا متعددة من الضغط على الدولة من أجل احتلال الفضاء العمومي بكيفية سلمية، ومن ثم، من أجل التعبير عن مطالبها، وآرائها، ومشاعرها". موضوع الحركات الاحتجاجية شاسع بالغ تنوع. إذ يمتد من رد فعل منظم من قبل مجموعة أفراد من سكان أحياء الصفيح للحصول على سكن اجتماعي، إلى التنظيم الاجتماعي لمظاهرة ضد البطالة، أو ضد ظروف الشغل السيئة، والتهميش، ونقص التجهيز، وغلاء كلفة المعيشة، والاعتداءات الجنسية، والأخطاء الطبية، وانعدام الأمن العمومي..
تدمج مقاربتنا أبعادا متعددة، كفيلة بتسهيل بناء مفهوم الاحتجاج الاجتماعي. ومن أجل ذلك فإننا نميز مستويين:
- مستوى أكبر(ماكرو)، يحيل على فرص سياسية محلية، ووطنية، بل حتى دولية تكون في صالح تنظيم الاحتجاج الاجتماعي ( حرية التعبير، وصول متاح إلى وسائل الإعلام، درجة السخط الاجتماعي.
- مستوى أصغر(ميكرو)، يبرز في المقام الأول، قدرة الفاعلين على النجاح في التعبئة الاجتماعية، وتحديد المنافع الجماعية التي ينبغي المطالبة بها، وأهداف الاحتجاج، وكلفة المشاركة في الاحتجاج (مواجهة بدنية مع رجال الأمن، اعتقال، إدانة، تعذيب)، والفوائد التي سوف يجنيها المحتج من احتجاجه ".
رابط التحميل :