العنوان: التصوف والثقافة في المغرب أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 ملاحظات أولية
المؤلف: محمد الفلاح العلوي
المصدر: مجلة أمل/ ع 42
عدد الصفحات: 13 ص
مقتطف من المقال
" ننطلق من مقولة مشهورة تقول من تصوف ولا يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، جمع بينهما فقد تفوق، ولهذا القول اكثر من دلالة، منها أن للتصوف رسالة ثقافية اجتماعية، وللثقافة الصحيحة إطار صوفي يوجهها، وارتباط تكوين النخبة بضرورة الجمع بين الإطار والمضمون، وبلوغ مرتبة الإحسان لا يكون إلا بالجمع بين علمي الظاهر والباطن. ولهذا كان للتصوف وظيفة ثقافية يمكن إجمالها فيما يالي: إضفاء طابع التربية الروحية على مسلسل التعلم والدرس منذ مراحل تلقين الابجديات إلى مراحل التعمق في العلم بمختلف جوانبه - خلق تطور في السلوك الإجتماعي للنخبة ودورها في المجتمع حين يقترن علمها الشرعي واختصاصها في مجال معين بدورها معين الروحي والتربوي الذي به يرتقي دورها التعليمي لتحقق تقريب المتعلم من الله. - إيداع نوع من التلقي عن الله بواسطة من أعطاهم من علم الباطن، بكل أسراره ومكنهم من علم الظاهر بكل غوامضه.
الوظيفة العلمية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالوظيفة الصوفية الدينية. فقد كان عبد السلام بن ريسون شيخ الزاوية الريسونية، يقيم مجالس تدور فيها مناقشات علمية، ومذكرات صوفية وتوجيهات خلفية واجتماعية يشارك فيها نخبة من علماء ذلك العهد. "
رابط التحميل