لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مجمل تاريخ المغرب/ الجزء الثاني

تحميل الجزء الثاني من كتاب مجمل تاريخ المغرب لأستاذ عبد الله العروي بصيغة بدف pdf 

معلومات عن الكتاب 

العنوان : مجمل تاريخ المغرب

المؤلف : عبد الله العروي

الناشر : المركز الثقافي العربي

رقم الجزء : الثاني 

عدد الصفحات : 247 ص

مقتطف من الكتاب

" تشكل الحقبة التي تمتد من القرن الثالث إلى الثامن الهجري،  ( 8م  الى 13 م)  وحدة متميزة، شعر بتلك الوحدة وبكيفية ما، جل المؤرخون في القديم والحديث. تميزت الحقبة بإرادة توحيدية بتطلع إلى تجاوز نطاق الدويلات. وهذا ما نعني بكلمة امبروطورية في مضمونها الاصطلاحي عند مؤرخي العهد القديم. قناعة أمير بحقه في بسط سلطته على الأمراء الآخرين في حدود مجال ثقافي معين، أو، بعبارة اسلامية فقهية، الاندفاع الطبيعي نحو تحويل إمارة إلى خلافة.

خلال الفترة المذكورة وبعد عدة محاولات ، توحد المغرب الكبير من طرابلس إلى المحيط، لأول مرة في تاريخه، لم يلبث أن انقسم من جديد، هذا صحيح، لكن يجب أن نفصل الوجه السياسي عن الوحه الاجتماعي والثقافي. قد تنهار الوحدة السياسية وتبقى الوحدة الحضارية قائمة. وحتى على المستوى السياسي الصرف، لا يليق على المؤرخ ان يحكم بعد الإخفاق انه كان محتما، عندما ثم التوحيد اعتقد الجميع أنه سيستمر حتى ولو انقرضت الدولة التي أرست قاعده وخلفتها دولة أخرى. والدليل هو أن جميع ورثة الخلافة الموحدية حاولو، كل لفائدته وطيلة قرن نصف أن يحيوها.

تميزت الحقبة بوحدة المغرب إذن، وتميزت كذلك بسيطرته النسبية على غرب البحر المتوسط لمدة لا تقل عن 150 سنة، الا أن الميزة المهمة من المنظور التي اخترناه لهذه الدراسة، تبلور شخصية مغربية من خلال شهادة التاريخ المكتوب، الميزة التي يجب وضعها باستمرار أمام أعيننا هي أن التوحيد تم تحت لواء دعوة دينية.

إن التأليف التاريخي، في القديم والحديث يصور لنا ماضي المنطقة من خلال تعاقب الحركات الدينية، فيغمس تاريخ المجتمع في تاريخ العقيدة ،ويربط مصير كل دولة بنجاح أو فشل الدعوة. هل نأخذ بهذه الطريقة ونقول إن كل حركة سياسية في المغرب دينية في صلبها وجوهرها ؟ هذا ما يدعيه المستعربون ومن ينحو نحوهم من المغاربة، رغم أن ابن خلدون الذي يعتمدون عليه في كثير من إدعائهم يقول العكس. إذ يقرر في المقدمة أن الدعوة الدينية شرط نجاح فقط لا شرط ظهور ووجود. ساذج، في هذا المنظور من يرى في النشاط السياسي، في الصراع على السلطة والنفوذ واجهة الدعوة فقط، يجب أن نرى في كل حركة البعدين معا: الديني والسياسي.

يجب أن نفسرها على أنها دليل وعي مزدوج، رمز التطلع إلى الإستقلال في العقيدة والسياسة. أن التشبت بمقالة فرقة في بدايتها شيعة كانت أو مالكية أو ظاهرية، يشير إلى إرادة وتصميم على المغايرة والتميز، والمغايرة تكون في بداية عقيدة دينية أو سياسية. هذا كان اختيار كتامة مثلا وهم يتلقون الدعوة الفاطمية. لكن منطق الدعوة هو التطلع إلى أن تصبح اجماعا، فبقدر ما تنتشر بقدر ما تنقص قيمتها التميزية، حينذاك ينفصل التميز العقدي عن القطري، وعندما يصل الانفصال إلى مداه وتوشك الدعوة ان تكون إجماعا، يكون وجدان المغاربة قد استعد لتقبل مقالة أخرى تميزهم من جديد عن الجماعة، فيتحول ولائهم من دعوة قديمة إلى أخرى جديدة. "

Lien de Téléchargement en Pdf 

عن الكاتب

لمحات من تاريخ المغرب

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب