تحميل كتاب الحرف والصنائع وأدوراها الإقتصادية والاجتماعية بفاس خلال العصرين المريني والوطاسي بصيغة بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : الحرف والصنائع وأدوراها الإقتصادية والاجتماعية بفاس خلال العصرين المريني والوطاسي
المؤلف : عبد اللطيف الخلابي
الناشر : مكتبة الثقافة الدينية
عدد الصفحات : 512 ص
مقتطف من الكتاب
" امتلكت الدولة في العصرين المريني والوطاسي مرافق صناعية أهمها دار الصناعة التي انتجت الأسلحة، ودار السكة التي ضربت بها النقود ودار الطراز التي نسجت فيها الاتواب. وتحكمت الدولة في آليات ومواد الإنتاج الصناعي سواء داخل تلك المرافق أو في بعض المنشآت التابعة لها، وحظيت انشطة البناء والتعمير باهتمام السلاطين أيضا، إلى جانب بعض الأشغال العلمية والتقنية.
وحرص سلاطين الدولة على إنشاء المعالم الوقفية محبسين عليها الممتلكات للانفاق على أعمال البناء والتجهيز والإصلاح بها ، والعناية بالقائمين عليها، وكانت الوظائف والخدمات المقدمة بتلك المعالم هي ممارسة الشعائر الدينية في المساجد وتلقين العلوم الشرعية بالمدارس وتطبيب المرضى واستضافة الغرباء والزوار بالمارستانات والزوايا، وأسندت مهمة الإشراف على ذلك للنظار الذين عينهم السلاطين.
ويمكن التمييز في الحرف والصنائع التابعة للدولة بين نوعين ارتبط الأول بالمخزن والثاني بالدولة. وتكتسي الصناعات العسكرية أو الحربية أهمية لكونها وسيلة أساسية في الحفاظ على على كيان الدولة واستقرارها، لقد انتجت المؤسسات الصناعية المخزنية الأسلحة والازياء والالات الموسيقية الحربية لفرق الجيش المريني لمواجهة قوى معادية محلية أو اجنبية، ولتقلدها أثناء استعراضاتها واحتفالاتها المنظمة تحث إشراف السلاطين الذين ارسل بعضهم نماذج من تلك المصنوعات الحربية هدايا إلى نظرائهم بالبلدان الخارجية تعبيرا عن العظمة والافتخار أحيانآ ، وابراما الصفقات معهم أحيانآ أخرى.
واستعمل سلاطين بني مرين وبني وطاس كسابقيهم البناء والتعمير وسيلة للدفاع عن مدنهم خاصة حاضرة فاس الجديد التي أحاطوها بالاسوار والأبراج والأبواب، وبنوا داخلها القصور المنيعة الضخمة، إلى غير ذلك من البنايات المحصنة التي يأوون داخلها عندما تحاصرهم قوات الخصوم، ولم تكن لتشغلهم هذه الأعمال المعمارية عن تحصين المدينة العتيقة توخيا لاستقرار رعيتهم ومزاولتهم لعدة أنشطة.
تعددت الجماعات التي خدمت الدولة المرينية والوطاسية عسكريا، فتكونت من فرق مغربية بربرية وعربية موالية لسياسة الدولة، ومن الفرق الأجنبية.. والجماعات المذكورة انفا سواء محلية أو اجنبية حملت الأسلحة والأدوات الحربية الآخرى في المعارك والحروب التي قادها السلاطين الدولة، بل إن منها من اشتغل في الصناعة العسكرية وكان له الفضل أحيانآ في صنع انواع مركبة من الالات الحربية. وقد حشرت العناصر الأندلسية والعربية بما فيها المغربية في تصنيع الالات الحربية. "
Lien de Téléchargement en Pdf