تحميل كتاب قضايا المصطلح في الآداب والعلوم الإنسانية بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
العنوان: قضايا المصطلح في الآدب والعلوم الإنسانيةالمؤلف: مجموعة من الباحثين
الناشر: كلية الآدب والعلوم الإنسانية مكناس
عدد الأجزاء : 2
مقتطف من الكتاب
" إذا إستثنينا الوظيفة التواصلية للغة، فهناك وظائف أخرى أساسية تسمح بالتعريف بمكونات محيط الإنسان وإعطائها معنى بالتالي ضمان استمراريتها. بعبارة أخرى، إن اللغة تمكن من ترسيخ وتخزين المعطيات في الذاكرة الشيئ الذي يترتب عنه تنمية الرصيد المعرفي ويساعد على توظيف تلك المعطيات عند الحاجة. إن التسمية الأشياء والمفاهيم تتماشى حتما مع اخترعاتها. يبدو هذا القول من المسلمات لولا المعطيات الأساسية التي تتستر ورائه. منها، مثلا أن عملية التمثل خاصية فكرية يتم تجسيدها عن طريق التسمية.
إن ميدان الإصطلاح العربي يعرف حاليا مخاضا عسيرا يرجى من نتائجه إيجاده أداة نظرية تمكن أصحاب الميدان من ضبط القواعد ناجعة لوضع المصطلحات حتى لا تبقى هذه الأخيرة عبارة عن جرد قوائم ألفبائية جافة عديمة العلاقة بين مكوناتها. ذلك أن عملية إقحام المصطلح العربي الجديد داخل حقل معرفي معين لا ينبغي أن تقتصر، كما هو الحال، على استبدال المصطلحات الأجنبية بمقابلات عربية انطلاقا من القواميس أو الموسوعات، حيث تعتبر هذه المقاربة دالية أو سيمزيولجية وتخص في صناعة المعجم أو المعجبات.
ومن جهة أخرى ربط كل تسمية مفهوم جديد بشبكة مصطلحية صرفية ودلالية يمثل فيها المصطلح تارة نواة للوحدة المصطلحية وتارة أخرى امتداد لتلك النواة... هكذا تعيش المصطلحات العلمية والتقنية حركية داخل كل حقل معرفي بحكم ارتباطها ببعضها عن طريق علاقات تركيبية واخرى أنموذجية، فلا بد من مراعاة هذه الخصائص عند وضع المصطلح الجديد حتى يجد هذا الأخير مكانته داخل هذا النسيج المصطلحي.
تلجأ اللغة العامة إلى نماذج شكلية أو قوالب مختلفة لتسمية الأشياء والمفاهيم. وتسلك المصطلحات نفس النهج، بل وتبتكر عند الحاجة نماذج مصطلحية متميزة لبلوغ نفس الأهداف. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأدوات المصطلحية تتوفر على طاقات توليدية متفاوتة الإنتاجية."
Lien de téléchargement en PDF
الجزء الأول
الجزء الثاني