تحميل كتاب المغرب الأقصى بصغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
العنوان: المغرب الأقصى قبل الحماية- عهد الحماية- إفلاس الحمايةالمؤلف: مجموعة من الباحثين
الناشر: مكتب المستندات والأنباء
عدد الصفحات : 208 ص
مقتطف من الكتاب
" بدأ صرح الإمبراطورية العربية يتقوض باستيلاء العباسين على الخلافة في القرن الثامن المسيحي، ففي اسبانيا انفصل المسلمون عن سلطة خليفة بغداد،. والتفوا حول الخليفة الأموي في قرطبة، وفي المغرب ازدوجت هذه الحركة الاستقلالية بحركة الخوارج الآتية من المشرق، غير أن هذه الحركات حوربت بصرامة رغم تمكنها من تأسيس دولة سجلماسة وراء جبال الأطلس، فلم تلبت دولة الادارسة أن رفعت لواء السنة وأعادت للبلاد وحدتها.
نزل المولى إدريس الذي نجا من اضطهاد الخليفة العباسي في طنجة واستقر قرب أطلال مدينة وليلي الرومانية، وما لبت أن فسخ للأنصار ميادين جديدة للغزو وراء أبي رقراق في نواحي لم تستطيع فقط التوغل فيها الجيوش الرومانية،وكان بها قبائل مسيحية ويهودية ووتنية هزمها بسهولة فدخلت في حضيرة الإسلام.
فقلق الخليفة الهارون الرشيد وغار من هذا الانتصار الذي أحرزه الولي إدريس وخلفه الولي إدريس الثاني الذي ولد له من بربرية فأصبح أميرا غير منازع على المغرب أجمع وناحية تلمسان وكان أول ما اهتم به وهو في شبابه، تأسيس عاصمة لملكه، وهكذا أسست عام 808ه مدينة فاس التي استمدت لباب حضارتها من قرطبة والقيروان وهما محط رحال المدينة الإسلامية في المغرب، وقد ورد من هذين العاصمتين مهاجرون للاستطان بالمدينة المغربية الجديدة وعند ما بنى جامع القرويين أصبحت مدينة فاس أم القرى يؤمها العلماء والأدباء، وظلت هذه الجامعة التي هي أقدم جامعة في العالم خلال القرون التالية مركزا من أهم مراكز الدينية والفكرية في العالم الإسلامي، لهذا فإن الأدارسة هم أول من أدخل الحضارة الإسلامية إلى المغرب وتأسيسهم مدينة فاس كانت لهم مكانة سامية في جميع عصور تاريخ المغرب، فمن فاس أشع على البلاد نور الفكر الإسلامي واللغة العربية.
وقد احتفظ الأولون من خلفاء المولى إدريس الثاني للمغرب بعظمته إلى منتصف القرن الحادي عشر ثم انهارت قواهم فيما شب من حروب داخلية. وبينما كان المغرب يقاسي خلال القرن الحادي عشر أزمة ما لبث أن استعصى أمرها بغزوات العرب الهلاليين وهم قبائل رحل انحدروا من بلاد الصعيد المصرية، انبتقت دولة جديدة بسطت نفوذها وثقافتها نحو الشرق وإستنأنفت سياسة الفتح الإسلامي للبلاد الإسبانية.
وقد انبتقت هذه الدولة من وسط قبيلة قوية من قبائل الصحراء وكان مذهبها الديني يرتكز على نوع من السلفية الصارمة والقضاء على كل ما من شأنه أن يؤدي إلى حياة الميع والمجون ومن هذه القبيلة برز يوسف بن تشافين العبقري الذي كون الذي كون من رجال الصحراء والسهول والجبال قوة مؤلفة منتظمة.. وقد أسس يوسف ين تشافين مدينة مراكش وجعل منها قاعدة عسكرية ومن هذه العاصمة سار يوجه حملاته التي بلغت عاصمة الجزائر ولكن ممالك الطوائف بالأندلس استغاتت به بعد استيلاء الفنسو السادس ملك قشتالة على طلنطة، فلم يسع ابن تشافين الا العودة إلى المغرب من حيث عبر إلى الأندلس على رأس جنوده وأحرز النصر الباهر في واقعة الزلاقة الشهيرة.
وعلى عكس المرابطين الرحل الواردين من الصحراء فإن الموحدين كانوا قبائل قارة انحدرت من الأطلس ومؤسس الحركة الموحدية هو المهدي بن تومرت. وكان من علماء الكلام مغربي الأصل ولكنه تسلم في الشرق عندما زار قرطبة التي كانت اذ ذاك معدن العلوم."
Lien de téléchargement en pdf