تحميل كتاب الزعيم فرحات حشاد بطل الكفاح الاجتماعي والوطني شهيد الحرية حياته ونضاله وفكره وكتاباته بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
" ولد الزعيم فرحات حشاد في قرية العباسية الواقعة بشمال جزيرة قرقنة يوم 2 فبراير 1914 فنشأ في أسرة شعبية تعيش على الكفاف من منتوج الصيد البحري، اذ كان والده محمد حشاد بحارا. حدثني عنه صديقي الاستاذ محمد بن رمضان إبن خالة فرحات حشاد ورفيق نضاله فقال: فكان محمد حشاد رجلا مهيبا شديد البأس في معاملته لأولاده فرباهم على الشجاعة في تحمل المسؤولية وكان العيادي، وهو اكبر أولاده يبحر معه للصيد فإذا ارتكب خطأ داخل اليم بشعرات الكيلوميترات أخده والده من يده ورماه في البحر وتركه يصارع الموج حتى يخرج إلى الشاطئ.
ورغم صلابة طابع الوالد محمد حشاد فإنه لم يصح يوما في وجه إبنه فرحات. ولم ينهره قط، بل كان الفتى يتمتع بعطفه ومحبته كما كان يحظى بمحبة والدته وإخوته وأقربائه وأترابه للطفه وجده. فالوالد محمد بن أحمد بن ميمون حشاد من أصل يمني، ووفق رواية الباحث الجامعي جمعة شيخة الذي يفيدنا بأن جد العائلة ميمون قد جاء إلى الرملة بجزر قرقنة في القرن الثامن عشر قادما من واد ميمون تونس الوسطى، وأحمد حشاد جد فرحات حشاد لا محمد حشاد والده خلافا لما رواه جمعة شيخة هو الذي انتقل من الرملة إلى العباسية مع جدته من جهة الأم.
ظهر فرحات إلى الوجود في عائلة كبيرة العدد وكان وسيما ذكيا عرف منذ صباه بفطنته العجيبة وسرعة بداهته. أمه هناء بنت محمد بن رمضان إمرأة طيبة جدا، لم تعمر طويلا نسبيا اذ توفيت في العقد الخمسين بعد أن أرهقها الانجاب المتعاقب حوالي خم عشر مولودا وبقدر ما كان زوجها محمد حشاد شديد البأس مع أولاده كانت أمهم في غاية الرقة واللطف والحنان.
ولما بلغ سن المدرس التحق بمدرسة قربة الكلابين وكانت هي المدرسة الوحيدة آنذاك في جزر قرقنة تبعد عن مسقط الرأس قريته العباسية بنحو ثلاثة كيلومترات يطويها الصبي مشيا في كل يوم دراسة ذهابا وايابا. وما زال السجل الدراسي التي اطلعت عاى نسخة منه أمدني بها الأستاذ محمد بن رمضان يشهد بتاريخ التحاق فرحات بصفوف تلك المؤسسة التربوية بعدد 411 في الخامسة من عمره في غرة أكتوبر 1919، وقد التحق بها أيضا في 8 فيفري من نفس السنة الحبيب عشور الذي يكبر فرحات حشاد بسنة على الأقل حسب الدفتر المدرسي.
ما كانت توجد ملاه تشغل الصبيان على الدراسة في تلك الظروف، فينصب اهتمامهم كليا على التباري في طلب المعرفة للتفوق والنبوغ فيها. وكان فرحات من النجباء المجتهدين والموهبين، فيجد الكتابة باللغة الفرنسية السائدة في المنظومة التربوية آنئذ.
وعرف مدير المدرسة ومعلمها المسمى سيبيل بسعة ثقافته وتمكنه من اللغة الفرنسية وإلمامه بتاريخ فرنسا وحضارتها، وكان من قدماء الحرب العالمية الأولى قد شارك في معارك فردان وأصيب بجروح. ولفرط إعجابه بنبوغ الفتى فرحات حشاد قد كان يلتذ بقراءة أنشايه فيختار كنماذج ممتازة يلقيها على مسامع تلاميذ الفصل ويعتبرها من الكتابات الجيدة. "
Lien de téléchargement en PDF