القائمة الرئيسية

الصفحات

الطاعون الكبير بالمغرب 1798-1800 دراسة ديموغرافية pdf

 تحميل الطاعون الكبير بالمغرب 1798-1800 دراسة ديموغرافية بصيغة إلكترونية بدف pdf


معلومات توثيقية

العنوان: الطاعون الكبير بالمغرب 1798-1800 دراسة ديموغرافية
المؤلف:  إكرام شقرون
المصدر : مجلة عصور جديدة ظ/ مجلد 10/ العدد 4/ 2020
صيغة المقال : PDFelement
عدد الصفحات: 13 ص

مقتطف من المقال

" تعتبر الأوبئة عاملا حساما لفهم التاريخ واستيعاب مختلف التحولات الطارئة في حياة الأمم والشعوب، باعتبار أنها تمس كل زوايا المجتمع الديموغرافية والاقتصادية وحتى السياسية. للمغرب تاريخ طويل من الصراع ضذ الأوبئة، اذ بحكم موقعه الاستراتيجي المطل على واجهتين بحريتين وامتداده البري جنوبا وشرقا في اتجاه افريقيا، معرضا لانتقالها عبر وسائل مختلفة، كسفن نقل البضائع والأشخاص، أو عن طريق القوافل التجارية الآتية من الجنوب والشرق. ولقد تلاحقت على المغرب خلال القرن 19 مجموعة من الأوبئة التي كانت تتكرر بشكل دوري، لعل أبرزها طاعون 1798-1800م الذي يعد الوباء الأكثر فتكا بالمغاربة حيث تسبب في مقتل الكثير منهم، مما أدى إلى انهيار ديموغرافي كبير فكانت له عواقب وخيمة على المجتمع المغربي.

لقد داهم الطاعون المغرب بعد فترة استراحة امتدت قرابة نصف قرن، ونلاحظ أن هناك تناقضا في تحديد تاريخ هذا الوباء، حيث نجد كاتب السلطان المؤرخ ابي القاسم الزياني يؤرخ له بسنة 1212ه فيقول في هذا الصدد : وفي عام هذا دخل الوباء للمغرب وعم حواضره وبواديه، ويتبعه في ذلك الناصري والجعيدي والكنسوسي، لكن بالمقابل نجد الضعيف يؤرخ لهذا الوباء بسنة 1213ه حيث يشير إلى أنه في 10 رمضان 1213ه " كان الوباء بفاس الجديد وقصبة اشراكة، وفي اولاد جامع وكثر الموت في الناس. " وهو ما تؤكده كذلك المصادر الأجنبية التي جعلت سنة 1799م بداية الوباء لكن يبقى الإشكال المطروح هو أنه إذا كان عدد الضحايا مرتفعا بفاس خلال فبراير 1799 خسب الضعيف، فهذا يعني أن الوباء في تاريخ سابق، باعتبار أن وباء الطاعون يكون في البداية خفيفا، ثم يأخذ في تزايد تدريجيا حيث يرتفع عدد ضحاياه. لعل هذا ما نجد جوابه لتقييد لعبد السلام الفشتالي، حاء فيه " الحمد لله فشى الطاعون بالمغرب وأول بقبيلة لوداية حتى فنى من شاء بحملتهم النازلين بصواغة ونواحيه، ودخل القصبة وفاس الجديد منتهى جمادة التانية عام ثلاث عشر ومائتين وألف حتى تحيرت الناس وفتنوا الأحياء من كترة الموتى ثم دخل فاس أواخر شعبان من العام المذكور حتى ازداد أمره واشتد بأول شوال حتى صارو يدفنون ما يزيد عن ألف في اليوم".

وبذلك يتضح من خلال هذه الرواية أن وباء الطاعون ظهر بفاس الجديد أواخر سنة 1798م لينتشر بعد ذلك بفاس البالي في فبراير 1799 بعدما كان قد ظهر بالجهة الشرقية والريف. ولقد ظل الاختلاف قائم بي المصادر سواء المغربية أو الأجنبية فيما يتعلق بمصدر هذا الوباء، فينما ذكر الدكتور رينو أن هذا الطاعون تسرب إلى المغرب عبر طنجة،  عن طريق الحجاج المغاربة وذلك في صيف 1799 حيت استمر سنتين مخلفا خسائر فاحة، وتبعه في ذلك طوماسي وقودار. نجد في المقابل رونو يتبث من خلال التحريات التي قام بها أن هذا الطاعون تسرب إلى المغرب من الجزائر عبر الطريق البري للتجارة، لأنه كان متفشيا في مدينة تلمسان الحدودية منذ 1798، فنفى بذلك مسؤولية الحجاج في جلبه، باعتبار أن طنجة بوابة المغرب البحرية لم تصب بهذا الوباء إلا في شهر 1799م.

          Lien de téléchargement en PDF


تعليقات