القائمة الرئيسية

الصفحات

دور المتصوفة في مجتمع الغرب الإسلامي عصر المرابطين والموحدين pdf

تحميل ' دور المتصوفة في مجتمع الغرب الإسلامي عصر المرابطين والموحدين بصيغة إلكترونية بدف pdf


معلومات توثيقية

العنوان: دور المتصوفة في مجتمع الغرب الإسلامي عصر المرابطين والموحدين
المؤلف: ميلياني زينب
الناشر: مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية / العدد 35 / سنة 2018
صيغة الكتاب : PDFelement
عدد الصفحات:  12 ص

اقتباس:

" نشط المتصوفة أكثر خلال الأزمات التي تعرض لها الغرب الإسلامي إبان فترة الدراسة، فلجأ إليهم أفراد المجتمع لمساعدتهم في تدبير بعض أمور حياتهم لدفع الخطر الذي يداهمهم وغيره من المشاكل المستعصية عليه، ويبرز دورهم خاصة في الأزمات كأقوات القحط والجفاف والمجاعات، التي دفعت الناس للاستنجاد بهم وبكرماتهم، فأهل نفيس كانوا يقصدون وجاج بن زلو اللمطي أيام القحط والجفاف للاستسقاء فكان يدعوا لهم فتمطر، وأبو مدين شعيب أيضا كان مقصودا للاستسقاء ومن آثاره في هذا المجال قصيدته الغيثية التي نظمها لدعاء الله بها للاستسقاء.

وإبان المجاعات التي عصفت بمدن الغرب الإسلامي تكثف نشاط التيار الصوفي، فأثناء المجاعة التي اجتاحت مراكش جمع أحد المتصوفة المساكين والفقراء بجامع علي بن يوسف وأخرج لهم القمح والسمن الذي كان عنده، وقام بتوزيعه عليهم ولم يبقى منه شيئا لنفسه، وكان الناس يقصدون المتصوفة للإلتماس الدعاء أثناء الآفات الزراعية التي تحل بمحاصليهم كالجراد والفئران، ومن خلال وقوفهم إلى جانب فئات المجتمع في مقاومة الآفات الزراعية، يتبين الدور الفعال الذي أدته هذه الشريحة، التي وضفت كرامتها ودعاوتها لتفادي وقوع خسائر زراعية تضر بالاقتصاد.

لا يمكن تجاهل دور المتصوفة فيما يخص التخفيف من الضرائب التي أجهدت الناس، وهنا يتضح أن المتصوفة سعوا الى رد الحقوق لأهلها وكف الظلم العمال عن الناس باستخدام كراماتهم ودعواتهم المستجابة، وبذلوا جهودا كبيرا للحد من انتشار الفقر والعوز، فرحوا يعملون في مختلف المهن للحصول على ما يتصدقون به على الفقراء والمحتاجين، فهذا أحدهم دخل مدينة فاس ومعه أربعين ألف دينار أنفقها كلها، ولم تبق له إلا داره التي باعها هي الأخرى.

وممن اشتهروا بالصدقة المتصوف ابا العباس السبتي الذي قام منهجه الصوفي عليها، فكان يأمر من يأتيه بالصدقة حتى يتحقق مايريد، ورأى أن بخل الناس وعدم تصدقهم على الفقراء هو المتسبب في القحط والجفاف، وحبه للصدقة والإحسان دفعاه إلى الخروج إلى الأسواق والطرقات لحض الناس على ذلك ولم يكن يترك لنفسه مقدار ما يتعيش به في يومه لكثرة صدقته وعمل على الدفاع عن الفقراء والرفع من شأنهم، واقتداء به واقتداء به خصص الفلاحون بالمغرب والأندلس جزءا من محصاليهم الزراعية للزكاة وسموه بمد أبي العباس السبتي، وهذه العادة مازلت متداولة في المغرب الى اليوم."

           Lien de téléchargement en PDF

تعليقات