القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب التشوف في رجال التصوف لإبن الزيات pdf

تحميل كتاب التشوف في رجال التصوف لإبن الزيات بصيغة إلكترونية بدف pdf


معلومات توثيقية

العنوان: التشوف في رجال التصوف
المؤلف:  ابن الزيات التادلي
تحقيق: أحمد التوفيق
الناشر: كلية الآدب والعلوم الإنسانية الرباط
صيغة الكتاب : PDFelement
عدد الصفحات : 545 ص

مقتطف من الكتاب

" إن المفيد حقا لمن يقبل على قراءة كتاب التشوف أن يعلم لمؤلفه تلك المكانة العلمية حتى لا يحسبه، وهو دالف بين أخبار الكرامات ساذجا يسيطا عامي الفكر ممن تستخفه طلاوة الأخبار أو تنسيه غرابتها صرامة التحقيق، فالتادلي لم يفته أن يشعر القارئ بوعيه بطبيعة المادة التي جمعها حيث يقول : والكرامة لأهل اليقين، ومع ذلك فقد أخذ لأمر عدته وسلك نهجا واضحا ليجمع مادته، فهو على ما أخبرنا قد شرع في تصنيف الكتاب في شهر شعبان من سنة سبع عشرة وستمائة وفرغ من جمعه يوم الجمعة الثاني عشر من ذي القعدة من نفس العام، فيكون قد قضى في التصنيف أقل من أربعة أشهر، ولعله يقصد تحريره أما جمع مادته فلربما استغرق وقتا طويلا، فقد ذكر فيه أخبار مائتين وتسعة وسبعين من الرجال والنساء من بينهم تسعة عشر من المجاهيل ومترجمون بعضهم قديم الوفاة. وأما من علم تاريخ وفاته فأولهم محمد بن سعدون القروي المتوفى سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

وقد أخذ هذه الأخبار عن عما يزيد عن خمسين من الرواة بلفظ سمعت فلانا وحدثني فلان وربما قال كتب إلي بذلك فلان ويقل من هؤلاء الرواة من نجد له ذكرا في كتب التراجم، ويظهر بالإستقراء أن معظمهم من إخوان المؤلف في طريق القوم ومن أصحاب الشيوخ المترجمين أو من ذويهم. ويظهر بالاستقراء أيضا أنه أكثر من الرواية عن أشخاص معنيين في أخبار من مناطق معينة، كأخبار سلجلماسة عن محمد بن أبي القاسم، وأخبار سبتة عن أحمد ابن إبراهيم الأزدي، وأخبار تادلا عن عبد الله بن موسى، وأخبار دكالة عن داود بن عبد الخالق. وقد روي بعض مخبريه عن طبقة أخرى من الرواة بالنسبة للجيلين الأولين من المترجمين. هناك طائفة من المترجمين عرفهم المؤلف وجلس إليهم وراقب أحوالهم بنفسه. وقد سلك في نهجه سبيل التحري وشهد له بذلك النقاد، فنرى ابن عبد الملك يذكره عرضا في ذكر عارض لأبي يعزى في ترجمة ابي الحسن بن الصائغ فيحليه بالتاريخي العدل، ونجد أبا زيد الثعالبي يصفه بالموثق المحدث الثقة الصدوق.

غير أن لا سبيل إلى إنكار ما يقر به المؤلف نفسه في مقدمة كتابه حيث ذكر قصده من تأليف الكتاب هو إعلام كثير ممن خفي عنهم من كان بحضرة مراكش من الصالحين ومن قدمها من أكابر الفضلاء، فالرجل ذو قضية، وقضية تتصل إما بإظهار مدينة بين مدن أخرى أو إبراز ظاهرة الصلاح مقابل ظاهرة أخرى، ولربما قصد إلى الأمرين معا وهما وجهان لواقع واحد واحد هو استفحال العمران في مراكش خلال النصف الثاني من القرن السادس الهجري وما صاحبه من عواقب متناقضة المترتبة عنه بالضرورة.

وهناك عناصر لا بد من إدخالها في الاعتبار عند التعرض لظرفية تأليف كتاب التشوف، عناصر يرتبط بعضها بوقائع ذات صدى عميق مثل هزيمة العقاب،. عناصر أخرى يمكن استقاؤها بين ثنايا النص، وكلها توحي بأن الجيل الذي عاش بمدينة مراكش في النصف الثاني من القرن السادس صار في بداية القرن السابع يشعر أن الأحوال في تبدل وانقلاب وأن رجال الفضل والصلاح قد ولى زمنهم، فلا عجب أن يقع الاهتمام بأخبارهم. "

            Lien de téléchargement en PDF


تعليقات