تحميل كتاب التشوف في رجال التصوف لإبن الزيات بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
وقد أخذ هذه الأخبار عن عما يزيد عن خمسين من الرواة بلفظ سمعت فلانا وحدثني فلان وربما قال كتب إلي بذلك فلان ويقل من هؤلاء الرواة من نجد له ذكرا في كتب التراجم، ويظهر بالإستقراء أن معظمهم من إخوان المؤلف في طريق القوم ومن أصحاب الشيوخ المترجمين أو من ذويهم. ويظهر بالاستقراء أيضا أنه أكثر من الرواية عن أشخاص معنيين في أخبار من مناطق معينة، كأخبار سلجلماسة عن محمد بن أبي القاسم، وأخبار سبتة عن أحمد ابن إبراهيم الأزدي، وأخبار تادلا عن عبد الله بن موسى، وأخبار دكالة عن داود بن عبد الخالق. وقد روي بعض مخبريه عن طبقة أخرى من الرواة بالنسبة للجيلين الأولين من المترجمين. هناك طائفة من المترجمين عرفهم المؤلف وجلس إليهم وراقب أحوالهم بنفسه. وقد سلك في نهجه سبيل التحري وشهد له بذلك النقاد، فنرى ابن عبد الملك يذكره عرضا في ذكر عارض لأبي يعزى في ترجمة ابي الحسن بن الصائغ فيحليه بالتاريخي العدل، ونجد أبا زيد الثعالبي يصفه بالموثق المحدث الثقة الصدوق.
غير أن لا سبيل إلى إنكار ما يقر به المؤلف نفسه في مقدمة كتابه حيث ذكر قصده من تأليف الكتاب هو إعلام كثير ممن خفي عنهم من كان بحضرة مراكش من الصالحين ومن قدمها من أكابر الفضلاء، فالرجل ذو قضية، وقضية تتصل إما بإظهار مدينة بين مدن أخرى أو إبراز ظاهرة الصلاح مقابل ظاهرة أخرى، ولربما قصد إلى الأمرين معا وهما وجهان لواقع واحد واحد هو استفحال العمران في مراكش خلال النصف الثاني من القرن السادس الهجري وما صاحبه من عواقب متناقضة المترتبة عنه بالضرورة.
وهناك عناصر لا بد من إدخالها في الاعتبار عند التعرض لظرفية تأليف كتاب التشوف، عناصر يرتبط بعضها بوقائع ذات صدى عميق مثل هزيمة العقاب،. عناصر أخرى يمكن استقاؤها بين ثنايا النص، وكلها توحي بأن الجيل الذي عاش بمدينة مراكش في النصف الثاني من القرن السادس صار في بداية القرن السابع يشعر أن الأحوال في تبدل وانقلاب وأن رجال الفضل والصلاح قد ولى زمنهم، فلا عجب أن يقع الاهتمام بأخبارهم. "
Lien de téléchargement en PDF
تعليقات
إرسال تعليق