لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب درعة ما بين القرن 17-20 دراسة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال الوثائق المحلية pdf

تحميل كتاب درعة ما بين القرن 17-20 دراسة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال الوثائق المحلية بصيغة إلكترونية بدف pdf 

معلومات توثيقية

العنوان: درعة ما بين القرن 17-20 دراسة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال الوثائق المحلية 
المؤلف: أحمد البوزيدي ، رحمه الله 
الناشر:  أفاق
عدد الصفحات : 345 ص

مقتطف من الكتاب

"تعتبر وحات وادي درعة من أقدم مراكز الاستيطان البشري بالمناطق الصحراوية، بفضل ما توفر لها من ظروف طبيعية ساعدت على الاستقرار منذ عشرات القرون، حيث كانت حياة السكان ترتكز على الرعي والزراعة وبعض الأنشطة التجارية، في إطار التبادل التجاري الذي كان قائما بين الجنوب المغربي وأفريقيا جنوب الصحراء. ونستفيد من بعض الإشارات التاريخية، أن سكان وادي درعة في العصور الغابرة، ينتمون إلى عناصر إفريقية سوداء المتساكننين مع أقوام من الرعاة البيض بالإظافة إلى الخلاسين المنحدرين من الامتزاج بين العنصرين الأسود والأبيض.

ويعتقد أن هذه الأقوام الذين استوطنوا بلاد درعة، قد هاجروا من الصحراء الكبرى بعدما داهمها الجفاف وتغيرت أحوالها المناخية،  ولعل ما يؤكد هذا الاعتقاد الطابع الصحراوي لهذه الوحات سواء على مستوى النسيج العام لسكان المنطقة، أو على مستوى العادات والتقاليد التي ظلت تحتفظ ببعض التأثيرات الصحراوية الافريقية على عهد قريب. فهل يمكن القول أن هذه المجموعات البشرية السوداء والمجموعات الخلاسية هم أسلاف الحراطين، ليس في وحات درعة فحسب وإنما في كل الوحات المنتشرة في الأطراف الشمالية للصحراء الكبرى حيث تؤكد كل القرائن والمعطيات على أن هذه المجموعات البشرية كانت تستوطن مناطق الوحات منذ عشرات القرون.

تعتبر القبائل الأمازيغية الصنهاجية من أكبر التجمعات القبلية البربرية التي استوطنت المغرب الأقصى إلى جانب قبائل الزناتية والمصمودية. وتنحدر القبائل الأمازيغية الصنهاجية من أصول غامضة ومبهمة وكل يتضح ذلك من الطروحات الاحتمالية التي كان نسابة البربر يسوقونها حول أصول هذه القبائل. ونستفيد من بعض الإشارات التاريخية القديمة، أن رعاة المازيك أسلاف الأمازيغيين الصنهاجيين، كانوا يمارسون الرعي والترحال في المناطق الممتدة ما بين جنوب شرق الجزائر وجنوب غرب ليبيا الحالية. وبالرغم من أننا لا نعرف متى نزح هؤلاء المازيك نحو الجنوب المغربي، فإن كل القرائن تدل على أن رعاة المازيك قد تعرضوا خلال القرون الميلادية الأولى، لضغوط قوية من المجموعات البشرية التي نزحت من الجنوب المغربي وقد تمكن رعاة المازيك من السيطرة على الاتيبيون الدرعيين الذين كانوا يشتغلون بالزراعة في الوحات الدرعية.

وتدل كل المعطيات التاريخية على ان رعاة المازيك الذين نزحوا إلى الجنوب المغربي خلال القرون الميلادية الأولى، ليسوا في الواقع إلا أسلاف القبائل الأمازيغية الصنهاجية، ولعل ما يدعم هذا الافتراض أن النسابين البربر ومن أخذ عنهم من المغاربة الذين اهتموا بتاريخ البربر عامة، والأمازيغيين خاصة، يؤكدون على أن الجد الأعلى لقبائل صنهاجة هو مازيغ بن كنعان، ولا تزال قبائل أيت عطا تفخر على أندادها من القبائل الأخرى بأنها من الأمازيغيين، وهكذا يتضح لنا انا القبائل الصنهاجية لها صلة تاريخية برعاة المازيك، خاصة أن كلمتي مازيغ ومازيك متقاربتين من حيث التركيب ومخارج الحروف، وتبقى ممارسة الرعي والترحال والارتباط بالصحراء من أقوى الوشائج بين المازيك وأخلافهم من الأمازيغيين الصنهاجيين.

كانت القبائل الزناتية تتجاور مع القبائل الصنهاجية من الناحية الشرقية، وتعتبر قبائل زناتة المنافس التقليدي والتاريخي لقبائل صنهاجة، حيث كانت المجموعتان تتغالبان على مواطن الكلاء والرعي وتتبدلان السيطرة والمراقبة على الطرق التجارية الصحراوية وكان من نتائج هذا التدافع بين المجموعتين أن أصبحت مواطن الصنهاجيين في شرق المغرب وجنوبه متداخلة مع مواطن الزناتيين بشكل جعل جل المؤرخين يرتبكون في ربط القبائل الصغرى بهذه المواطن بأصولها الكبرى". "

    Lien de téléchargement en PDF 

عن الكاتب

لمحات من تاريخ المغرب

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب