لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب حلقات مفقودة من تاريخ الحضارة في الغرب الإسلامي pdf تأليف د. إبراهيم القادري بوتشيش

 تحميل وتصفح كتاب حلقات مفقودة من تاريخ الحضارة في الغرب الإسلامي - تأليف د. إبراهيم القادري بوتشيش - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب : 


عنوان الكتاب : حلقات مفقودة من تاريخ الحضارة في الغرب الإسلامي.


المؤلف : د. إبراهيم القادري بوتشيش.


الناشر : دار الطليعة للطباعة والنشر.


تاريخ النشر : 2006.


عدد الصفحات : 193.


حجم الكتاب : 37.15 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 






مقتطف من الكتاب :


"علم النجوم والفلك والتنبؤ بأحداث المستقبل في بلاد الغرب الإسلامي خلال عصري المرابطين والموحدين من بين العلوم التي أظهر فيها العرب باعاً طويلاً، وأبرزوا فيها مقدرة تنم عن عبقرية العقل العلمي العربي، علم النجوم والفلك واستكشاف توقعات المستقبل، وهو ما تُطلق عليه المصادر العربية اسم علم الحدثان".


ورغم أهمية هذا العلم، وما تركه من بصمات في تاريخ العلوم العربية، إلا أنه لم يحظ بعناية المؤرّخين القدامى الذين اعتبروه نوعاً من الزندقة"، فضربوا صفحاً عن ذكر أخبار المنجمين والعرافين ولم يكن حقه في الدراسات الحديثة أكثر حظاً، إذ لم يوليه الدارسون المعاصرون اهتماماً يُذكر، وحسبنا أنهم اعتبروه ظاهرة وثيقة الصلة بالعالم الغيبي، بينما هو يُمثل في الواقع إشكالية علمية لها خصوصياتها، وترتبط ارتباطاً عضوياً بأصناف الثقافة وعلوم الكون والفلك التي بز فيها العرب غيرهم من الشعوب المحيطة بهم، وهو ما يشفع للباحث بضرورة الاهتمام به وتقضي حقائقه وغاياته. 


وحتى نفي هذا الموضوع حقه من الدراسة والاستقصاء، وتمشياً مع المنهجية هذا السليمة التي تستلزم نوعاً من الدقة في التناول فقد آثرنا أن ينصب اهتمامنا في المبحث على مجال مكاني وآخر زماني يتمحور حولهما البحث والتنقيب، ألا وهو بلاد المغرب الإسلامي خلال عصري المرابطين والموحدين (القرن ٦ - ٧هـ/ ١٢ - ١٣م)، مع محاولة الكشف عما أفرز علم النجوم والفلك من نتائج وابتكارات علمية.


 ويُخيل إلينا أن سلامة المنهج تستلزم كذلك - ولو في عجالة ـ رصد الظرفية الثقافية التي انبلج منها علم النجوم والتنبؤ بأحداث المستقبل، تمهيداً لتشريحه وإبراز معالمه الأساسية.


فعلى الرغم من أن دولة المرابطين (٤٥٠ - ٥٤١هـ) فجرت كل طاقاتها وسخرت كل إمكانياتها لخدمة المجال العسكري والجهادي درءاً للخطر المسيحي المتربص بها الجبهة الأندلسية على الخصوص، فإنها أولت العلوم والثقافة اهتماماً ملحوظاً، في خاصة بعد تحقيق الاستقرار النهائي في الأندلس التي تميزت بوجود رصيد هائل من المعارف، سواء في عصر ملوك الطوائف أم في العصور التي سبقته.


ولا غرو فقد أصبحت العاصمة مراكش تعج بفطاحلة العلماء الذين وفدوا عليها من كل حدب وصوب، فصارت مجمعاً علمياً كبيراً أثار إعجاب المؤرخين، بمن فيهم بعض الذين ناصبوا المرابطين العداء كالمؤرخ المراكشي الذي رغم موالاته للموحدين، وهم الخصوم الألداء للمرابطين ذكر بتقدير وإعجاب أخبار الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين (٤٦٠ - ٥٠٠هـ) وتشجيعه للحركة العلمية فقال: «فانقطع إلى أمير المسلمين من الجزيرة من أهل كل علم فحوله حتى أشبهت حضرته حضرة بني العباس في صدر دولتهم، واجتمع له ولابنه من أعيان الكتاب وفرسان البلاغة ما لم يتفق اجتماعه في عصر من الأعصاره.


وعلى النهج ذاته سار ابنه علي بن يوسف (٥٠٠) - (٥٣٧هـ) الذي لم يبخل رغم الظروف العصيبة التي اجتازتها الدولة في عهده في تشجيع العلم والعلماء. فمنذ تربعه على كرسي الإمارة صار يستدعي أعيان الكتاب من جزيرة الأندلس، وصرف عنايته إلى ذلك حتى اجتمع له ما لم يجتمع لملك.


وإذا كان تشجيع الأمراء المرابطين للحركة العلمية مسألة لا يرقى إليها الشك، خاصة في بعض العلوم التي تطابق توجهاتهم، فإن حاجة جمهور الناس إلى علم التنجيم ومعرفة حركة الفلك لتلبية حاجاتهم الدينية كمعرفة أوقات الصلاة ومواعيد الصيام والحج والأعياد والمناسبات التجارية، وكذلك أغراضهم الاقتصادية، خاصةً تلك المرتبطة بالتجار الراغبين في معرفة أوقات السفر الملائمة لسير سفتهم، وحركة المد والجزر، وغيرها من الظواهر التي كانت تمد الملاحين بمعلومات عن أحوال الطقس، فضلاً عن احتياج حركة القوافل التجارية إلى معلومات عن النجوم وأحوال المناخ لقطع المفازات كل ذلك أدى إلى اهتمام كبير بعلم الفلك.


وقد استثمر الموحدون الذين جاءوا على أنقاض الدولة المرابطية هذا الرصيد ووظفوه لتطوير مجالهم العلمي وحسبنا أن مؤسس الدولة الموحدية، المهدي بن تومرت كان فقيهاً عالماً لا يشق له غبار تنقل في سبيل الدراسة وطلب العلم من موطنه المغرب إلى الأندلس ثم المشرق الإسلامي، إلى أن عاد بحراً متفجراً من العلم، على حد تعبير ابن خلدون.


وحذا الخلفاء الموحدون حذوه، فأنشأوا المدارس وعمروا المعاهد، واستقطبوا كبار العلماء، وشجعوا حركة تأليف الكتب بالإنفاق عليها ونسخها، كما عقدوا المجامع العلمية المتنوعة، ولم يدخروا جهداً في إنشاء الخزائن والمكتبات، وحفزوا الناس على التعلم بالمجان. كما أقدموا على خطوة هامة تمثلت في ترجمة الكتب الأجنبية التي سمحت بنقل ثقافات وأفكار الشعوب الأخرى إلى الثقافة المغربية، وخصصوا للعلماء وللبحث العلمي مرتبات هائلة وعطاءات وإقطاعات. لذلك لا غرابة أن يتوافد الجم الغفير من العلماء على المدن المغربية، حتى أصبحت العاصمة مراكش قبلة لأصحاب المعارف وطلاب العلم، وفي طليعتهم الفيلسوف ابن رشد الحفيد صاحب المؤلفات الذائعة الصيت التي تمثل نقطة مضيئة في العقل العربي العلمي.


فضلاً عن ذلك، تميز العصر الموحدي بظاهرة فريدة هي حرية الفكر، ولو ضمن مساحة ضيقة، حتى إن بعض الكتاب كانوا يتجرأون على انتقاد دولة الموحدين، ولم یکن جزاؤهم سوى الردّ بالحجة والإقناع، بدل السيف والبطش.


وقد خيم جو من الأمن والاستقرار على ربوع المغرب بفضل الوحدة السياسية التي حققها الموحدون لأول مرة في تاريخه، حتى إن المؤرخين ذكروا بأن المرأة في العصر الموحدي كان في مستطاعها الخروج من نول لمطة الواقعة على المحيط الأطلسي جنوباً إلى برقة في ليبيا الحالية من دون خوف أو وجل.



يُضاف إلى كل هذه الإيجابيات، توفر الدولة الموحدية على قاعدة مادية هامة إذ أصبح الخراج يدر عليها أموالاً وفيرة، والنصوص في هذا الشأن ضافية، وتتحدث بإسهاب عن الذهب والأموال التي تدفقت على الموحدين). فما هو أثر كل ذلك على الحركة العلمية؟


من البديهي أن تقوم في مثل هذه الظروف الإيجابية من شيوع أمن وحرية فكر ووفرة ،مال، وتشجيع للعلماء من طرف الخلفاء الموحدين، ثمة بيئة سليمة لنهضة علمية. لذلك لا غرابة أن تزدهر مجموعة من المعارف والعلوم، لكن ما يهمنا منها في هذا المبحث هو علم النجوم والفلك على وجه الخصوص.


ثمة ملاحظة أولية لا بد من تسطيرها، ألا وهي سيادة صنفين من هذا الصنف من العلوم: فهناك علم التنجيم الذي ارتبط ببعض الأشكال الغيبية، خاصة العرافة والتنبؤ للأشخاص بما سيحدث لهم من أحداث مستقبلية. وقد عرف ابن خلدون العرافة" بأنها من خواص النفس الإنسانية التي تحصل عن طريق الانسلاخ من عالم البشرية إلى الملكة بالفطرة في لحظة أقرب إلى لمح البصر. وقد شاع هذا النوع من التنجيم المرتبط بالعرافة في العصر المرابطي. 


أما النوع الثاني فهو علم النجوم والفلك القائم على قواعد ومناهج وأدوات علمية تحررت من التنجيم الغيبي، وأفادت من الخبرات الفلكية للشعوب التي ترجمت كتبها، وقد انتشر هذا الصنف في العصر الموحدي على الخصوص. 


بيد أن المصادر التاريخية لا تميّز عادة بين هذين الصنفين، وإن كانت كتب الطبقات والتراجم والسير اهتمت على الخصوص بالنوع الثاني. فلنحاول الوقوف في البداية على الصنف الأول."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب