لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب عقم المذهب التاريخي - دراسة في مناهج العلوم الإجتماعية - كارل بوبر pdf

 تحميل وقراءة كتاب عقم المذهب التاريخي - دراسة في مناهج العلوم الإجتماعية للمؤلف كارل بوبر أونلاين بصيغة PDF.





معلومات عن الكتاب :


العنوان : عقم المذهب التاريخي - دراسة في مناهج العلوم الإجتماعية.


المؤلف : كارل بوبر.


ترجمة : عبد الحميد صبره.


الناشر : نشأة المعارف.


عدد الصفحات : 218.


الحجم : 4.1 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"منطق المواقف في التاريخ


التأويل التاريخي


ولكن أهذا كل شيء ؟ ألا يوجد ما يبرر دعوة المذهب التاريخي إلى إصلاح علم التاريخ - أي دعوته إلى إنشاء علم اجتماعي يكون له دور التاريخ النظرى، أو يكون منه نظرية في تطور التاريخ ؟ ( أنظر العددين ١٢ و ١٦ . ) ألا يوجد ما يستحق الاهتمام في تصور المذهب التاريخي للفترات » أو « روح » العصر أو « أسلوبه؛ أو في تصوره للاتجاهات التاريخية التي لا مرد لها، أو الحركات التاريخية التى يقول إنها تأسر العقول الفردية فتدفع الأفراد من الناس في طريقها كالطوفان بدلاً من أن يدفعها الأفراد؟ إن المرء إذا قرأ، مثلاً، تأملات تولستوى فى الحرب، والسلام»  - وهى تأملات تنزع منزع المذهب التاريخى من غير شك ولكنها تعبر بصراحة عن دوافع المؤلف - وفيها يتكلم تولستوى عن اتجاه الغربيين نحو الشرق و اتجاه الروسيين بالعكس نحو الغرب، إذا قرأ امرؤ هذه التأملات فلن ينكر على المذهب التاريخى أنه يرضى فى أنفسنا حاجة حقيقية. وواجبنا إذن أن نرضى هذه الحاجة بأن نقدم بديلاً أفضل من المذهب التاريخي، حتى يجوز لنا أن نأمل جدياً فى التخلص منه.


كان اعتناق تولستوى للمذهب التاريخي رداً على منهج في التاريخ يسلم ضمناً بصحة مبدأ الزعامة؛ وهو منهج يعزو الشيء الكثير إلى الرجل العظيم أو القائد ) بل إنه، فى رأى تولستوي، يعزو إليه أكثر مما ينبغي. وهو رأى لاشك في صوابه ). وقد حاول تو استوى محاولة موفقة فيها أعتقد بين فيها أن الأعمال والقرارات التي صدرت عن نابليون وألكساندر وكوتوزوف وغيرهم من عظماء قادة سنة ۱۹۱۸، كانت شيئاً قليل الأثر بالقياس إلى يمكن تسميته بمنطق الحوادث. وقد أبرز تولستوى. بحق، ما كان قد أغفله الناس من أهمية عظمى ترتبط بقرارات وأعمال ما لا يحصى من الأفراد المجهولين، أولئك الأفراد الذين خاضوا المعارك ، وأحرقوا موسكو وابتكروا طريقة العصابات فى القتال. ولكنه كان يرى نوعاً من الحتمية التاريخية في هذه الحوادث كالقدر، أو القوانين التاريخية، أو الخطة المرسومة .. فكان في تصوره للمذهب التاريخي يجمع بين الفردية المنهجية وبين التصور الجماعي : أى أنه يمثل خليطاً بليغ الدلالة على عصره وعصرنا معاً ـ لأنه خليط من العناصر الفردية الديمقراطية والعناصر الوطنية الجماعية.


وفى هذا المثال ماقد يدلنا على أن هناك بعض العناصر السليمة في المذهب التاريخي؛ وتتمثل هذه العناصر فى اعتراضه على المنهج الساذج الذي ينظر إلى التاريخ باعتباره قصة الطغاة العظام والخترالات العظام. ومن حق التاريخيين أن يشعروا بأن لهذا المنهج بديلا أفضل منه. وهذا الشعور هو مصدر الجاذبية في قولهم بـ ( الأرواح : كروح العصر ، أو الأمة، أو الجيش.


ولكني لا أكن شيئاً من العطف على هذه الأرواح »؛ ولست أعطف عليها لا في صورتها الأصلية المثالية ولا فى تجسداتها الديالكتيكية والمادية وإنما أعطف كل العطف على أولئك الذين ينظرون إليها نظرة ازدراء. ومع ذلك فإني أشعر بأنها تشير على الأقل إلى وجود نوع من الفراغ لابد لعلم الاجتماع من أن يملأه بشيء مقبول شيء يشبه أن يكون تحليلاً للمشكلات التي تنشأ في إطار معين من التقاليد. إن ههنا أمراً يدعونا إلى القيام بتحليل مفصل لما يسمى بمنطق المواقف. وهذه الفكرة قد استخدمها خيرة المؤرخين كثيراً بدرجة من الوعى تزيد أو تنقص : مثال ذلك تولستوي في بيانه أن « الضرورة » لا الاختيار، هي التي دفعت الجيش الروسي إلى تسليم موسكو دون قتال حتى ينسحب إلى حيث يمكنه العثور على الطعام. ونحن بحاجة إلى شيء آخر يتعدي منطق المواقف هذا، أو ربما يكون جزءاً منه، شيء يشبه أن يكون تحليلاً للحركات الاجتماعية. نحن محتاجون إلى دراسات تعتمد على الفردية المنهجية فى معالجتها للنظم الاجتماعية التي تنتشر عن طريقها الأفكار فتأسر الأفراد، ودراسات للطريقة التي يمكن بواسطتها خلق التقاليد، والطريقة التي بها تحيا التقاليد ثم تموت. أى أن النماذج الفردية النظمية التي نمثل بها الكائنات الجماعية كالأمم أو الحكومات أو الأسواق، هذه النماذج يجب أن يكملها نماذج للمواقف السياسية والحركات الاجتماعية، كالتقدم العلمي والصناعي. (يجد القارىء فى العدد التالي تحليلاً مختصراً للتقدم، كالذي نشير إليه هنا .) وهذه النماذج يمكن للمؤرخين استخدامها في التفسير، بالإضافة إلى القوانين الكلية الأخرى التى يعتمدون عليها. ولكن هذا وحده لا يكنى؛ إذ أنه لا يرضى جميع الحاجات التي يحاول المذهب التاريخى إرضاءها.


وإذا نظرنا إلى العلوم التاريخية فى ضوء المقارنة التي عقدناها بينها وبين العلوم النظرية - تبين لنا صعوبة موقفها نتيجة إهمالها القوانين الكلية. ففى العلوم النظرية تؤدى القوانين وظائف عدة، منها أنها مركز الاهتمام الذي نصل به المشاهدات، أو وجهة النظر التي نستر شد بها في مشاهداتنا. ولكن لما كانت القوانين الكلية في التاريخ قليلة الشأن في أكثر الأمر، ولا يكون استخدامها عن وعي، فليس باستطاعتها أن تقوم بهذه الوظيفة. ولابد من أن يضطلع بها شيء آخر. ولا شك أن التاريخ مستحيل بدون وجهة نظر؛ فعلم التاريخ كالعلوم الطبيعية، يجب أن يكون انتخابياً فى اختيار وقائعه وإلا خنقه سيل الوقائع المجدبة التى لا تربط بينها رابطة. ولا جدوى من محاولة تعقب العلل في الماضي البعيد، لأن وراء كل معلول عينى واحد نبدأ منه، عدداً هائلاً من العلل الجزئية المختلفة؛ أن أى وراءه كثرة بالغة التعقيد من الشروط الأولية التي لا يحظى معظمها إلا بالقليل من اهتمامنا. "



Ebook download PDF 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب