لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فلسفة التاريخ عند فيكو - عطيات محمد ابو السعود PDF

تحميل وقراءة كتاب فلسفة التاريخ عند فيكو للدكتورة عطيات محمد ابو السعود أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : فلسفة التاريخ عند فيكو.


المؤلف : د. عطيات محمد ابو السعود.


الناشر : منشأة المعارف بالإسكندرية.


سنة النشر : 1997.


عدد الصفحات : 248. 


حجم الكتاب : 4.84 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"علم التاريخ:


هل التاريخ علم؟ سؤال أثار الكثير من الجدل واختلفت حوله آراء الفلاسفة على مر العصور بين مؤيد ومعارض، والبعض يرى أنه ليس بعلم بل هو درب من دروب الفن، فهناك علاقة جدلية بين الفن والتاريخ باعتبار الأول مصدراً هاماً من مصادر المعرفة التاريخية، ويساعد المؤرخ على كشف الحالة الوجدانية للعصور التاريخية المختلفة، فمما لاشك فيه أن الأشكال التعبيرية المتنوعة للإبداع الفني تعين المؤرخ على إعادة تصوير الماضي وبعث روحه من جديد، خاصة بعد أن اتسع مفهوم التاريخ فلم يعد مقصوراً على سير الأبطال والمعارك الحربية، بل يشمل الجوانب الحضارية المختلفة والمتعددة للانجازات البشرية، وبالتالي تعددت مصادر المعرفة التاريخية فلجأ المؤرخ إلى أشكال الإبداع الفنى المتنوعة ليجد مادة تاريخية خصبة.


هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الإنسان هو الموضوع المشترك بين الفن والتاريخ باعتباره مبدعاً للفن وأيضا صانعاً لأحداث التاريخ، مما جعل رجال الأدب يذهبون إلى أن التاريخ سواء أكان علماً أو غير علم فهو بلا ريب فن من الفنون، وأن العلم بالغاً ما بلغ لا يعطينا من التاريخ سوى العظام اليابسة، وأنه لا مندوحة من خيال الشاعر إذا أريد نشر تلك العظام وبعث الحياة فيها. وعلى العكس من هذا الرأى يرى بيرى أن التاريخ قد عانى من كونه جزءاً من الأدب بينما التاريخ علم لا أكثر ولا أقل، وأن وقائعه يمكن أن تدرس موضوعياً كوقائع الجيولوجيا والفلك، أي أن تدرس علي أنها أشياء خارج الذات، إذ لا يتسنى قيام علم على أساس ذاتي، والوقائع التاريخية يمكن أن تجمع وتصنف وتفسر كما هو الحال في أي علم. والسؤال الآن : إذا كان التاريخ علماً فمن أي أنواع العلوم يعتبر التاريخ ؟ أنه ليس كالفلك علم معاينة مباشرة، ولا الكيمياء علم تجربة واختبار، ولكنه علم نقد وتحقيق وأقرب العلوم الطبيعية شبهاً به الجيولوجيا، فكما أن الجيولوجي يدرس الأرض كما هي الآن ليعرف كيف صارت إلى حالتها الحاضرة، فكذلك المؤرخ يدرس الاثار المتخلفة عن الماضى ليفسر بواسطتها ويقدر إمكانه ظاهرة الحاضر. وكما أن الجيولوجي يجد مادته الأساسية في نفايات الطبيعة ليثبت التطورات الجيولوجية، فكذلك المؤرخ يعتمد في معرفة الوقائع الماضية على آثار مادية أو سجلات أو تقاليد سلمت مصادفة أو اتفاقاً من عوادي الزمن. هذه الآثار والسجلات والتقاليد هى الحقائق المحسوسة الحاضرة التي ينصب عليها عمل المؤرخ. وهي مادة علمه وليست قيمة وهامة لذاتها ولكن لمجرد دلالتها على الوقائع الماضية.


هكذا اختلفت الآراء حول ماهية التاريخ .. هل هو فرع من فروع العلم ؟ أم هو فرع من فروع الأدب ؟ وظل السؤال والجدل حوله قائماً حتى كان القرن الثامن عشر وأحرزت العلوم الطبيعية تقدماً كبيراً وانعكس المنهج التجريبي على الدراسات التاريخية. ولكن هناك فريق من الباحثين عارض هذا المنهج ورأى أن التاريخ فرع خاص من فروع المعرفة وبالتالي فمنهجه يختلف تماماً عن منهج العلوم الطبيعية. فهذا الأخير عالم تسوده الحتمية والاستاتيكية بينما التاريخ هو عالم الحرية والحركة والديناميكية . ولا يتسع المجال هنا لتتبع أراء المفكرين والفلاسفة عن علم التاريخ، ولكن ما يهمنا في هذا البحث : هل أراد فيكو للتاريخ أن يكون علماً على نسق العلوم الطبيعية ؟ وإلي أى حد استطاع أن يحقق هذا ؟ نعم .. أراد فيكو أن يجعل من العلم الجديد علماً بشرياً على نمط العلوم الطبيعية، وعالج الظواهر البشرية معالجة علمية عندما تناول الوثائق التاريخية بالتحليل والنقد، وكأنه أراد للعلم الجديد أن يؤكد فكرتين أساسيتين :


الأولى : أن معرفتنا لعالم الظواهر البشرية يمكن أن تكون دقيقة وعلمية تماماً كمعرفتنا لظواهر العالم الطبيعي.


الثانية : أنه علم بشرى يقوم على المعرفة التجريبية السابقة لما هو بشرى مما يجعل منتجاته أكثر قابلية للفهم والتعقل من أي علم طبيعي.


هاتان الفكرتان تبدوان متعارضتين، لذا اختلفت الآراء حول تفسيرهما فذهب بعض الباحثين إلى اعتبار أن قيمة فيكو الحقيقية تكمن في افتراض أن معرفتنا للشئون البشرية من الممكن استنتاجها علمياً مما نتج عن ذلك التفسير الوضعي لمذهبه مع تجاهل هؤلاء الباحثين قيام " العلم الجديد " على المعرفة السابقة أي معرفة الماضى باعتباره ظاهرة لن تتكرر ولن تخضع للتجربة. وذهب فريق آخر من الباحثين إلى اعتبار أن قيمة مذهب فيكو تكمن فى إدراكه دور المعرفة السابقة في بناء معرفتنا بالشئون البشرية وكان ذلك هو التفسير المثالي. وكلا التفسيرين أخذا على فيكو قوله أنه من الممكن أن يكون الإنسان موضوعاً للعلم التجريبي. وقبل أن نكشف عن هذا التعارض، لابد أن نعرض لمفهوم العلم عند فيكو لاسيما أنه يأخذ مفهوم العلم عن أرسطو فيردد قوله بأن العلم يتعلق بما هو كلى عام وضروري أبدى، كما يؤكد أن العلم الجديد يتضمن تطبيق مفهوم الكلية والضرورة. وقد عرض في المسلمات من الخامسة إلى الخامسة عشر من أصول العلم الجديد - عرض الجوانب الأساسية لمفهوم الإنسان ككائن تاريخى إجتماعي، وهي تجعلنا ننظر لعالم الأمم من ناحية الفكرة الأبدية التي يقوم عليها مصداقاً لما يقوم عليه العلم الأرسطي. لذا يرى فيكو أن اخفاق المؤرخين الأول فى أعمالهم يرجع لعدم اعتمادهم على التصور الفلسفى الصحيح للإنسان، وأنهم لو كانوا فعلوا هذا السبقوه في اكتشاف العلم الجديد. وأكد فميكو علمية التاريخ في إطلاق لفظ العلم على أهم مؤلفاته وكرره في الطبعات الثلاث للكتاب. "


Ebook download PDF 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب