لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب البوادي المغربية قبل الإستعمار ( قبائل إيناون والمخزن بين القرن السادس عشر والتاسع عشر ) - عبد الرحمن المودن PDF

 تحميل وقراءة كتاب البوادي المغربية قبل الإستعمار ( قبائل إيناون والمخزن بين القرن السادس عشر والتاسع عشر ) للمؤلف عبد الرحمن المودن أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب :


العنوان : البوادي المغربية قبل الإستعمار ( قبائل إيناون والمخزن بين القرن السادس عشر والتاسع عشر ).


المؤلف : عبد الرحمن المودن.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط.


الطبعة : الأولى بمطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء سنة 1995 م.


عدد الصفحات : 455.


حجم الكتاب : 7.83 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"إيناون والسعديون


على أن تتبع أخبار حوض إيناون منذ القرن 16م، يبرز أن مميزات التطورات الأساسية، التي عرفها، تتمثل في خواص سالفة في ثوب مغاير الصراع الزياني المريني أصبح الآن نزاعا تركيا / سعديا ثم علويا. لكن في حين كانت المواجهة المرينية الزيانية ذات طبيعة توسعية رمى كل طرف فيها إلى احتلال ما بين فاس ووجدة لصالحه، تحول النزاع بين أتراك ولاية الجزائر وسلاطين المغرب إلى مدافعة من أجل الحفاظ، تحاول كل جهة أن تحافظ على ما لديها، وقد تستولي على هذا الجزء اليسير أو ذاك من التخوم، لكن فقط بهدف الحفاظ على الباقي. وبذلك فقدت تلك المناطق، طابع التأرجح بين الغرب والشرق والذي وقعت معاينته مرات فيما سبق، لتصبح «ثغرا» بالنسبة للمغرب منذ أن كانت في مواجهة جوار مسلمين إلى أن أصبحت بعد 1830 حدا بين دار الإسلام» و«دار الكفر».


يظهر استمرار القديم المريني في الثوب السعدي ثم العلوي، أيضا، في أن طول التحام سكان المنطقة بالسلطة المرينية، لا شك، ترك لديهم نوعا من التحفظ إزاء السلطة المركزية المتغلبة بعدها هذا ما قد يفسر التجاء عدد من الزعماء الذين يبحثون عن أتباع إلى المنطقة. فقد كان التحالف المريني وسكان المنطقة مبنيا على أساس إعفاء القبائل الزناتية من الضرائب مثل (سدراتة وهوارة...) وإلحاق الأفواج الأولى من قبائل معقل العربية بالجندية.


هذه الامتيازات، قوضتها الدولة الشريفة، باعتمادها أساسا على جيش خاص، وتجريد جملة من القبائل من أسلحتها وخيولها وإخضاعها للغرم مثل بقية القبائل، وإن ظلت سياسة كل من السعديين والعلويين غير مستقرة في اتجاه ثابت، في واقع الأمر.


بيد أننا لا نستطيع تلمس الموقف الذي وقفته قبائل إيناون من قيام السلطة السعدية بالجنوب وزحفها إلى فاس ومحاصرتها لبقايا الوطاسيين بها قبل القضاء عليهم (1554/961)، إلا بواسطة مؤشرات هي من باب البرهان بالخلف. إذ لم تسق المصادر التقليدية التي أرخت لصعود السعديين أخبارا عن مواجهتهم لمقاومة عنيفة من طرف سكان المنطقة، على غرار ما عانى منه أواخر الوطاسيين فهذا محمد الشيخ السعدي، لما رأى أن يبادىء أتراك تلمسان بعد استيلائه الأول على فاس سنة 1549/956، والتجاء خصمه أبي حسون لديهم، توجه بجنده عبر ممر إيناون مرتين خلال سنة 1550/957–1551 ذهابا وإيابا، ولا يبدو أنه تعرض خلال غدوه أو رواحه المعارضة جديرة بالتسجيل من طرف الإخباريين.


على أن تلك المصادر تفصح عن نشاط حثيث لما يمكن تسميته بفريق سعدي في الشمال المغربي، مدنه وبواديه تمثل أساسا في أسماء اشتهرت بإسهامها في الحركة الصوفية التي اعقبت تدهور السلطة المرينية والوطاسية والتي كانت تدعو إلى الجهاد، من أمثلتهم الشيخ الصالح المتصوف المجاهد محمد بن يحيى البهلولي» الذي قاطع السلاطين الوطاسيين بفاس منذ عهد محمد بن الشيخ «البرتقالي»، ومنهم الشيخ عبد الله الغزواني الذي تروي النصوص بعض جلساته الانتقادية اللاذعة لنفس السلطان، ونعلم بنفس المناسبة أن هذا الشيخ عاش بنواحي وادي اللبن، حيث تعاطى للحرث والسقي، وأظهر براعة غار منها زراع السلطان مما دفع بهذا الأخير إلى مصادرة الساقية التي بناها الشيخ واضطراره إلى الفرار إلى مراكش. ويمكن أن نتصور أن الغزواني قام بالدعاية لفائدة السلطة السعدية الناشئة بمراكش.


ومن المتصوفين الذين يبدو أنهم شكلوا فريقا سعديا بشمال المغرب، يسوق الإخباريون حالة الشيخ أبي الرواين المحجوب، الذي كان «صاحب حال وجذب». فبعد أن ساهم في جماعة الفقهاء والصلحاء التي حاولت وضع حد للاقتتال بين وطاسيي فاس وسعديي مراكش نجده يبيع» فاس للسلطان السعدي مقابل مال قدره خمسمائة دينار فرقه من يومه ولم يمسك منه لنفسه حبة ومن ذلك اليوم والسلطان في الظهور.


إن هذه الأخبار، مهما سبحت في مناخ رمزي مفعم، لتشير مع ذلك بكامل الوضوح، إلى غزارة الوسائل التي استعملها الفريق السعدي لمواجهة خصومه الوطاسيين بداية من الدعوة إلى الجهاد والإقامة بين أوساط سكان البادية ومقاسمتها أزماتها إلى الشراء بالمال.


في المقابل، كان الوطاسيون أنفسهم يسهلون مهمة الفريق السعدي. فبعد التورط مع البرتغال المسيحيين على عهد محمد البرتقالي، نجدهم يلتجئون مرة أخرى إلى الأجنبي، ولو كان مسلما هذه المرة. فالترك الذين احتمى بهم أبو حسون، كانوا حسب تعبير الناصري «أجانب من هذا الإقليم ودخلاء فيه، فيقبح بأهله وملوكه أن يتركوهم يغلبون على بلادهم». وقبح فعلا بأبي حسون أن يلوذ بحمايتهم فلم يفلح في اقتحام فاس إلا بعد حروب عظيمة ومعارك شديدة» ورد وصف مفصل لبعضهما عند مارمول رحالة أواخر القرن 16م. ولم ينجح فريق الفقهاء الموالين للوطاسيين  في مواجهة المد السعدي، إذ سرعان ما ضاق السكان ذرعا بتجاوزات الترك، فاقبلوا على الدعوة السعدية.


وليس من الصعب أن نتصور ما أولاه السلاطين السعديون من أهمية لهذه النواحي الفاصلة بين فاس وتلمسان، إذ أنها كانت بمثابة الثغر بالنسبة للدولة السعدية في مواجهتها مع الدولة العثمانية. كانت كل من الدولتين ذات طموح شرعي مطلق يستهدف تقويض وجود الدولة الأخرى، ومنازلتها على أرضية شرعية الخلافة. وقد بلغ الأمر بالسعديين، وهم مايزالون حديثي عهد ببناء سلطتهم على مقاومة المسيحيين على السواحل إلى التخلي للإسبان عن حجر بادس، تفاديا لاحتلاله من طرف الأتراك. "


Ebook download PDF 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب