لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب في تطور النظرة الواحدية للتاريخ - جورجي بليخانوف pdf

تحميل وقراءة كتاب في تطور النظرة الواحدية للتاريخ للمؤلف جورجي بليخانوف أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب :


العنوان : في تطور النظرة الواحدية للتاريخ.


المؤلف :جورجي بليخانوف.


الناشر : دار التقدم.


 عدد الصفحات :428 صفحة.


حجم الكتاب : 9.24 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"المادية الحديثة


كان مقيضا لبطلان وجهة النظر المثالية فى تفسير ظواهر الطبيعة والطور الاجتماعي ان يجبر الناس المفكرين) اى غير الانتقائيين وغير الثنائيين وقد اجبرهم بالفعل، على ان يعودوا للنظرة المادية الى العالم. لكن المادية الحديثة ما كان يمكن ان تظل مجرد ترديد لتعاليم الماديين الفرنسيين فى نهاية القرن الثامن عشر. لقد انبعثت المادية من جديد واغتنت بجميع مكتسبات المثالية. واهم هذه المكتسبات المنهج الجدلي، دراسة الظواهر في تطورها، في نشأتها وزوالها. وكان كارل ماركس هو العبقوى الذى يمثل هذا الاتجاه الجديد.


لم يكن ماركس اول من ثار على المثالية. فقد رفع لودفيج فور باخ راية العصيان. ثم ظهر على المسرح الادبي بعد فورباخ بقليل الاخوان باور، اللذان تستحق آراؤهما اهتماما خاصا من القارىء الروسي المعاصر.


وكانت آراء الاخوين باور رد فعل على مثالية هيجل، الا انهما ذاتهما كانا مصطبغين تماما بمثالية انتقائية، سطحية جدا واحادية الجانب.


فقد رأينا ان المثاليين الالمان العظام لم ينجحوا في فهم الطبيعة الحقة للعلاقات الاجتماعية وفى اكتشاف اساسها الواقعي. لقد رأوا في التطور الاجتماعى عملية ضرورية تتوافق مع القانون ، وكانوا في هذا على حق تماما. لكنهم، حين ثارت مسألة المحرك الاسـ اسی للتطور التاريخي، استداروا نحو الفكرة المطلقة التي كان على خصائصها ان تقدم التفسير النهائى الاكثر عمقا لهذه العملية. وكان ذلك يشكل الجانب الضعيف للمثالية الذى هبت ضده قبل كل شيء ثورة فلسفية : فقد ثار الجناح اليسارى المتطرف من المدرسة الهيجلية بكل حسم ضد «الفكرة المطلقة».


فالفكرة المطلقة موجودة اذا كانت موجودة اصلا خارج الزمان والمكان، وعلى اى حال خارج رأس كل انسان فرد وحين تكرر الانسانية في تطورها التاريخي مسار التطور المنطقي للفكرة المطلقة، فانها تخضع لقوة غريبة عنها وقائمة خارجها. وحين هب الهيجليون الشبان ضد الفكرة المطلقة فقد ثاروا اول ما ثاروا باسم النشاط المستقل للناس، باسم العقل الانساني النهائي.


كتب ادجار باور يقول : «الفلسفة التأملية مخطئة تماما حين تتحدث عن العقل كقوة مجردة مطلقة.. فالعقل ليس قوة موضوعية مجردة ، لا يمثل الانسان بالنسبة لها الا شيئا ذاتيـــا عرضيا عابرا ؛ كلا، ان القوة المسيطرة هي الانسان نفسه ، وعيه بذاته، وما العقل الا قوة هذا الوعي. وبالتالى فليس ثمة عقل مطلق، وانما هناك فحسب عقل يتغير ابدا مع تطور الوعي بالذات؛ فهو لا يوجد على الاطلاق فى شكله النهائي، انه يتغير على الدوام».


وهكذا، فليس ثمة فكرة مطلقة ولا عقل مجرد، وانما هناك فحسب وعى الناس بالذات، العقل الانسانى النهائي المتغير ابدا. وهذا صحيح تماما، ولن يجادل في هذه المسألة حتى السيد میخايلوفسكي الذي يستطيع»، كما نعرف، «ان يجادل» في كل مسألة بهذا القدر او ذاك من التوفيق . ولكن هناك أمر غريب حقا ! فكلما اكدنا هذه الفكرة الصحيحة زادت صعوبة الوضع الذي نجد انفسنا فيه لقد كيف المثاليون الالمان القدامى التوافق مع القانون في كل عملية في الطبيعة والتاريخ مع الفكرة المطلقة. وهنا يطرح السؤال التالي : مع ماذا سنكيف التوافق مع القانون حين نحطم الفكرة المطلقة حاملة هذا التوافق ؟ ولنفترض اننا نستطيع فيما يتعلق بالطبيعة ان نقدم اجابة مقنعة على هذا السؤال في بضع كلمات : اننا نكيفه مع خصائص المادة. لكن الامور ابعد ما تكون عن هذه البساطة بالنسبة للتاريخ، اذ اتضح ان القوة المسيطرة في التاريخ هي وعى الانسان بذاته، هى العقل الانساني النهائي المتغير ابدا. فهل ثمة اى توافق مع القانون فى تطور هذا العقل ؟ جواب ادجار باور على هذا السؤال لا بد ان يكون بالايجاب طبعا، لانه يعتبر الانسان - وبالتالي عقله ليس عرضيا ابدا كما رأينا. لكن لو انك سألت باور هذا نفسه ان يشرح لك مفهومه عن التوافق مع القانون في تطور العقل الانساني، لو انك سألته، مثلا، لماذا تطور العقل الانساني على هذا النحو في عصر تاریخی معين، وعلى ذلك النحو في عصر آخر، لما تلقيت في واقع الامر اية اجابة منه. انه سيحدثك عن ان العقل الانساني المتطور ابدا يخلق الاشكال الاجتماعية، وان «العقل التاريخي هو القوة المحركة التاريخ العالم، وان كل نظام اجتماعي معين يبدو بالتالي بائدا حالما يخطو العقل خطوة جديدة في تطوره. لكن كل هذه التأكيدات وما شابهها لن تكون اجابة على السؤال، بل هى بالاحرى دوران حول مسألة لماذا يخطو العقل الانساني خطوات جديدة في تطوره، ولماذا يخطو هذه الخطوات فى هذا الاتجاه دون ذاك. فاذا ما اجبرته على ان يعالج بالتحديد هذه المسألة، لنحاها ادجار باور جانبا على عجل باشارة لا معنى لها الى خصائص العقل الانساني النهائي المتغير ابدا، تماما كما اقتصر المثاليون القدامى على الاشارة الى خصائص الفكرة المطلقة.


ان اعتبار العقل القوة المحركة لتاريخ العالم، وتفسير تطوره بنوع او آخر من خصائصه الكامنة الداخلية الخاصة، يعنى تحويله الى شيء مطلق او، بعبارة اخرى، بعث الفكرة المطلقة ذاتها في شكل جديد وهى التى اعلنوا لتوهم انهم قد دفنوها الى الابد. وكانت اهم نقيصة فى هذه الفكرة المطلقة التي بعثت الى الحياة هي انها تتعايش سلميا مع الثنائية المطلقة او انها - اذا شئنا الدقة - تفترضها مقدما من كل بد. فلما كانت عمليات الطبيعة غير مشروطة بالعقل الانسانى النهائي المتغير ابدا، فان ثمة قوتين تظهران الى الوجود : المادة في الطبيعة، والعقل الانساني في التاريخ. وليس هناك جسر يربط حركة المادة بتطور العقل، مملكة الضرورة بمملكة الحرية. وهذا هو السبب الذي دعانا لان نقول ان آراء باور قد تشربت تماما بمثالية انتقائية، سطحية جدا واحادية الجانب."


Ebook download PDF 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب