لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ التعليم بالمغرب خلال العصر الوسيط (1-9 هـ / 7-15 م) - الحسين أسكان PDF

 تحميل وقراءة كتاب تاريخ التعليم بالمغرب خلال العصر الوسيط (1-9 هـ / 7-15 م) للدكتور الحسين أسكان أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب :


العنوان : تاريخ التعليم بالمغرب خلال العصر الوسيط (1-9 هـ / 7-15 م).


المؤلف : الحسين أسكان.


الناشر : المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية - مركز الدراسات التاريخية والبيئية - المملكة المغربية - الرباط.


سنة النشر : 2004.


عدد الصفحات : 206.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"التفاوت بين تعليم الرعية وتعليم الحكام


يمكن ملاحظة فوارق شاسعة بين الحكام والمحكومين في فرص التعليم وفي مستواه ونوعيته، إذ إن لكتلة الحكام تعليم يفوق بكثير مستوى تعليم الرعية سواء في نوعيته أو في العلوم التي تقبل عليها . وداخل كل كتلة يوجد كذلك تفاوت في المستوى العلمي حسب مكانة الفرد في سلم الهرم الاجتماعي داخل كتلته. كما يلاحظ تفاوت جغرافي سواء بين المدن والبوادي، وتفاوت بين المدن نفسها حيث تكون دار "الملك" التي يتركز بها أكبر قسط من الجاه ومن الثروة، هي دار العلم"، أو "بغداد" البلد حسب تعبير عبد الواحد المراكشي، تليها المدن المهمة حيث مقر السلطة السياسية الإقليمية كإشبيلية، أو تونس أو بجاية مثلا في العهد الموحدي. كما يظهر هذا التفاوت منذ مرحلة التعليم الأولي، حيث كان الحكام يتخذون لأبنائهم مؤدبين خصوصيين كما سنبين بعد حين، في حين كانت الرعية تتخذ مربيا مشتركا كان يسمى "معلم العامة.


-1- تعليم أبناء كتلة الرعية


لم يعمل تمويل التعليم من طرف المتعلمين إلا على تكريس الوضع الاجتماعي القبلي القائم، وإعادة إنتاج الفوارق الاجتماعية بين كتلة الحكام والرعية والفوارق بين البادية والمدينة وبين المدن نفسها. فبالنسبة لكتلة الرعية أو العامة المهمشة سياسيا والمقلة اقتصاديا لا يتوفر السواد الأعظم من أبنائها على الإمكانيات المالية لمتابعة التعليم وتحصيل العلم. لهذا يرد مصطلح العامي في المصادر التاريخية كمرادف للأمي أو الجاهل في مقابل الطالب. وحتى المتعلمون منهم يقتصر أغلبهم على حفظ القرآن فقط، ولا يتجاوزون مرحلة الكتاب المؤسسة التعليمية الأساسية للرعية وأقل الأوساط حظا في التعليم داخل هذه الكتلة هي الرعية بالبادية، تليها رعية المدن حسب أهميتها.


أ - تعليم الرعية بالبادية


في البوادي، حيث ينتشر الفقر بين الفلاحين لا يكاد يتعلم من أبناء الرعية إلا نسبة قليلة مقارنة بالمدينة، وحتى المتعلمون منهم يقتصرون على حفظ القرآن، إذ لم تكن العامة بالبادية تطمح إلى أكثر من أن يحفظ بعض أبناء الفلاحين القرآن، وكان البعض منهم يذهب للصالحين للدعاء لهم لتحقيق هذه الأمنية، مثل موسى بن سدرماح الرجراجي الذي زار العديد من مشايخ الصالحين فحفظ واحد من بين أبنائه الذكور الثلاثة القرآن. وفي بلاد بقوية بالريف كان سرور الجد أبي داوود بن مزاحم كبيرا لكون حفيده إبراهيم قد حفظ القرآن وقال: قد قبل الله دعائي فيك وأنالني قرة عيني منك لكونك حفظت كتاب الله العزيز. ومثل عبد الرحمان الدكالي في القرن 7هـ الذي حفظ القرآن بفضل دعاء أبي محمد بن ينصارن. وحتى عندما يتجاوز بعض المتعلمين منهم حفظ القرآن إلى طلب العلم تكون ثقافتهم متدنية في الغالب، وكان يطلق على ضعاف التكوين "فقيه القرية. ويقول ابن عباد في القرن 8هـ عن فقهاء البادية : "ومن أين للبربر وأهل البوادي ومن أشبههم من غيرهم أن يكون لهم حظ من علم أو فهم يحملون به الأحاديث محملها ويعرفون مفصلها ومجملها حتى تكون أحوالهم على السداد وينتهجون في عقائدهم وأعمالهم سبيل الرشاد. ومن ظن منهم أنه عالم محقق فهو جاهل مغرور (92). لكن في المقابل كان أبناء القبائل الحاكمة أو القبائل المتحالفة معها ينالون نصيبا أوفر من التعليم.


ب - تعليم الرعية في المدن


تتوفر في المدينة شروط ملائمة لازدهار الحركة التعلمية، منها تركز الثروة والجاه لدى بعض بيوتاتها، إذ يلاحظ أن تحصيل العلم كان مقرونا في الغالب بامتلاك الجاه السياسي والثروة أو الحسب، كما يظهر من تكرار المصادر، عندما تذكر الأصول الاجتماعية لبعض العلماء الكبار، لعبارة "من بيت جلالة وثروة، أو ترف وعلم. ويظهر بالفعل، من الوقائع التاريخية أن بيوتات معينة بالمدن كانت تتوارث العلم بالمغرب عدة قرون تجاوز في البعض منها أكثر من 8 قرون، كبيت ابن الملجوم مثلا. هذا البيت دخل العلم من باب الجاه السياسي، من خلال تولي جد هذا البيت مصعب بن عمير من عقب يزيد بن المهلب بن أبي صفرة لمنصب الوزارة في عهد المولى إدريس (187-213هـ ). وبعد زوال حكم الأدارسة، تعاطى أفراد هذا البيت للقضاء والفتوى والشهادة والتدريس، طيلة بقية العصر الوسيط، ومنهم يوسف بن عيسى بن الملجوم معاصر القاضي عياض الذي كان إمام المغرب في وقته. وبرز علماء هذا البيت أكثر في العهد المرابطي والموحدي إذ كان لأفراده ولع كبير بجمع الكتب النادرة والنفيسة وكونوا خزانات كتب ،ضخمة، اشتهر منها خزانة عبد الرحمان بن الملجوم الشهير بابن رقية (ت 605هـ) التي بيعت كتبها الغير المجلدة وحدها بستة آلاف دينار.


وكان يملك رباعا كثيرة بفاس تدر عليه ثلاثة آلف دينار شهريا، ويملك قصرا فخما بفاس هدمه يعقوب المنصور سنة 582هـ لأنه كان يطل على حمام بحارة لواتة، وركبت دفوفه التي أزيلت منه لجامع القرويين. ورغم التقلبات السياسية التي شهدها المغرب والخراب الذي تعرضت له فاس في القرن 7هـ، تمكن هذا البيت من الحفاظ على مكانته العلمية، واستطاع أحد أفراده أن يتولى قضاء الجماعة في عهد أبي الحسن المريني. وبرز في هذا البيت عالم في القرن 9 هـ، هو عبد الرحمان بن الملجوم (ت917هـ) كأحد الشيوخ الكبار المدرسين بجامع القرويين.


كما استمر العلم في بيت القاضي عياض مدة تزيد عن أربعة قرون، واشتهر عدة أجيال منه باليسر والثراء، مثل جده الرابع عبدون (ت 397هـ) الذي كان موسرا ومن أكبر أعيان فاس أثناء احتلال الفاطميين لها، واستوطن مدينة سبتة بعد ذلك واشترى بها عدة أملاك، كما ورث القاضي من أبيه 17 ألفا من الذهب دون الممتلكات الأخرى كالعقار والكتب."



Ebook download PDF 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب