لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر (اينولتان 1850-1912) pdf تأليف د. أحمد التوفيق

كتاب المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر (اينولتان 1850-1912) للمؤلف أحمد التوفيق - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


العنوان : المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر (اينولتان 1850-1912).


المؤلف : أحمد التوفيق.


الناشر : جامعة محمد الخامس أكدال - منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط.


سلسلة: رسائل و أطروحات رقم 63.


الطبعة : الثالثة - سنة 2011م


الناشر : مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.


عدد الصفحات : 671.


حجم الكتاب : 10.43 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :

"الصناعة


إلى جانب الزراع، الذين كانوا يكونون معظم سكان اينولتان، كانت فئة من الصناع اليدويين تستغل بعض الثروات الغابوية والمعدنية، وبعض المنتجات الرعوية والزراعية، وتحولها إلى مواد مصنوعة. وكل جزء من هذه المواد الأولية، المتوفرة في اينولتان يحول في عين المكان إلى منتجات صناعية في القبيلة. أما الجزء الآخر فكان يباع بدمنات مادة خاما، أو بعد معالجة جزئية. وكانت هذه المدينة الصغيرة، منذ قرون مركزا لمجموعات نشيطة من ممتهني الحرف اليدوية المختلفة، التي لم تكن تعالج المواد الأولية المتوفرة في إينولتان فحسب، بل كانت تستقطب المواد اللازمة من قبائل بعيدة. وبينما كان النشاط الحرفي يكتسي في كل قرية طابعا عائليا غايته الاستجابة للحاجيات المحلية للفلاحين كانت بعض الطوائف الحرفية في دمنات، تنتظم على غرار ما كانت عليه مثيلاتها في المدن الأخرى، وتنتج بضائع يمتد شعاع تسويقها إلى السهول الساحلية، أو تكتفي بمعالجة أولية لمواد أخرى كالجلود والصوف وتصدرها إلى مراكش، حيث كانت تتم صناعتها أو تهييئها للتصدير.


صناعة الخشب والدوم والاسل : كان إينولتان يحصلون من الغابة على الأخشاب التي كانوا يحتاجون إليها في البناء، أو في صنع أدوات فلاحية ومنزلية. كما كانوا يحصلون منها على الدوم لصنع الحبال والمحامل والقفف، وعلى الأسل لصنع الحصائر، وكانت لهم خبرة بخصائص الأخشاب المختلفة وبأماكن وجودها. وإذا كان الحصول على الخشب في معظم الحالات من الغابة بالمجان لا يتحكم فيه أحد، فإن بعض الأدوات كانت تحتاج إلى أخشاب لم تكن تتوفر إلا في بعض البساتين يضطر المحتاج أو الصانع إلى شرائها.


وكان أي فلاح يستطيع أن يأخذ قطعة من الخشب فيعالجها معالجة خفيفة، حتى تأتي منها أداة خشنة الصنع، بينما كان يتم اللجوء إلى متخصصين، سواء في القرى المختلفة أو في دمنات لصنع ما كان بحاجة إلى مهارة ودراية. وكانت هذه الأدوات تتراوح في التعقيد بين مجرد مقابض لبعض الأدوات الفلاحية المصنوعة من الحديد، وبين معصرة الزيت التي كان صنع عناصرها وتركيبها يتطلب مشاركة عدد من مهرة النجارين. وما بين ذلك كان النجارون يصنعون آلات كالمحاريث التي اشتهر بصنع أعوادها وتركيبها فخذ آيت صالح والمذاري وأدوات تدخل في البناء كالأبواب والأقفال، كما كان نوع آخر من النجارين المتخصصين، يدعون «ایسرارن»، وخاصة في قرية «إيك ايغيل»، يصنعون القناة الخشبية للبندقية. وكانت بدمنات صناعتان متخصصتان أخريان هما صناعة الفرجون (القرشال) الذي يندف به الصوف وصناعة المنفاخ (الرابوز) وكانتا من أكثر الصناعات إتقانا.


وكان نجار القرية بصفة عامة لا يملك معملا خاصا به، وإنما كان يشتغل أمام داره أو أمام دار الشخص الذي طلب منه أن يصنع له بعض الأدوات، وكان يبرز ذلك بساطة أدواته التي قلما كانت تتجاوز منجرا وقدوما ومنشارا ومطرقة. أما في دمنات فكانت للنجارين بعض معامل خاصة ؛ سواء في القرى أو في دمنات. فصناعتهم كانت متخصصة لا يجرؤ عليها مطلق الناس على عكس صناعة الحبال والقفف والمحامل الدومية التي كانت مشغلة موازية لكثير من الفلاحين قصد صنع حاجياتهم، وحرفة لقليل منهم قصد التسويق.


وإذا كان في كل قرية شخص أو شخصان مشتغلان بالنجارة، فقد كان أشخاص قلائل معروفين ببعض مهاراتهم في هذا الميدان على مستوى القبيلة. أما صناع الدوم والأسل فقد كان توفر المادة الأولية على مقربة من بعض القرى، يجعل السكان يمارسونها قصد التسويق في دمنات أو في الأسواق الأسبوعية للمنطقة. وقد كان النجار في القرية يشتغل وحيدا، وإذا كان له معمل في دمنات، فقلما كان له أكثر من مساعد متعلم واحد . ولم تكن تقتضي صناعة الدوم أي تعاون بين اثنين، بينما كان الحصارون يكونون معامل يشتغل في كل معمل منها صانعان أو ثلاثة صناع على الأقل. غير أن هذه الحرف كانت ذات طابع قروي وقلما كونت طوائف متميزة ومتضامنة.


صناعة المعادن : اشتهر بلد آیت شتاشن بوجود معدن الحديد. ولم نعثر على ما يؤكد ان معدن الفضة كان مستغلا في تلك المنطقة، وإن كنا نجد إشارة إلى ذلك في ورقة ملحقة بكناش عزيزي. على أن أهم مكمن للحديد كان هو مكمن بوراس عند آیت شتاشن. وقد استغل الحديد المتوفر على امتداد سفح واد تيغلي بكيفية نشيطة ولكنها بدائية، حيث كان غنى هذا المعدن يجعل مستخرجيه يكتفون بحفر مقعرة صغيرة لا يلبثون أن يتحولوا عنها لحفرة مقعرة أخرى، بعد أن يكون عمق الأولى قد بلغ ما يقارب المترين. كما تبرز خيوط لمعدن النحاس في مناطق أسيف نتيغلي وآيت تامليل، ولكنها لم تكن مستغلة بكيفية كثيفة.


وقد كان آيت تيغلي يقومون باستخراج معدن الحديد وتذويبه وبيعه على شكل كرات أو صفائح حديدية، لمختلف حدادي إينولتان، وبصفة خاصة لحدادي دمنات. وقد عرف المعدن المستخرج من تيغلي عند السكان بمتانته «نظرا لكونه مختلطا بالنحاس، بينما كان الحديد المستورد إلى دمنات من مراكش سريع الانكسار، وكان جزء مهم من هذا المعدن يباع لحدادي فرقة مجاورة تسمى آيت أومديس، كانوا يصنعون منه مختلف الأدوات الفلاحية من شفرات وشواقير ومناجل ومسامير وصفائح ولكن أهم صناعة اشتهروا بها كانت هي صناعة سكك الحرث. وكانوا يحضرونها، في مرحلة أولى، على شكل قطع حديدية مثلثة الشكل، يتراوح وزنها بين كيلوغرامين و6 كيلوغرامات كانت تباع بالجملة في دمنات أو في الأسواق المجاورة، إما لحدادين يتمون صنعها بثني حاشيتيها، حتى تصلح لوضعها على المحراث، وبمعالجة لسانها»، حسب تربات المناطق المختلفة، أو تباع بالتقسيط للفلاحين الذين كانوا يحولونها على يد حدادي القرى المختلفة حسب الحاجة، وكان اختلاف الوزن يرجع إلى اختلاف قوة بهائم جر المحراث. وقد كانت السكك المصنوعة على يد حدادي تيغلي تمتاز بكونها لا تتطلب تحديدا بعد موسم حرث واحد."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب