كتاب اليهود في المغرب للمؤلف ماهر سمك بصيغة - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب:
العنوان: اليهود في المغرب.
المؤلف: ماهر سمك.
الناشر: دار الحرية للصحافة والطباعة والنشر.
عدد الصفحات: 260.
حجم الكتاب: 4.20 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب:
"العلاقات الاجتماعية بين اليهود والمسلمون المغاربة :
درج الكتاب الصهاينة والمتأثرون بهم على المبالغة في تصوير ألوان الاضطهاد التي تعرض لها اليهود فى مختلف أقطار العالم وعلى مدى التاريخ فتجاهلوا الازدهار الذي شهدته الأقليات اليهودية في البلاد العربية خلال العصور الوسطى، وحتى بعد قيام الدولة الاسرائيلية في فلسطين.
وسوف يتم التعرض لطبيعة العلاقات بين يهود المغرب والمسلمين المغاربة حيث كان المغرب من أهم المناطق التي لجأ اليها اليهود الفارون من وجه الاضطهاد في أوروبا. وقد نتج عن ذلك أن بلغ عدد اليهود في المغرب حوالى ٢٢٥ ألف نسمة من جملة نصف مليون نسمة موزعين على أقطار المغرب العربي منهم ١٤٠ ألف نسمة في الجزائر و ١٠٥ ألف نسمة في تونس.
واليهود المغاربة داخل المجتمع المغربي مواطنون لهم كل حقوق المواطنة، وكانوا ومازالوا يمثلون جزءا من نسيج المجتمع المغربي. ولم يفرض المجتمع المغربي قيودا عليهم فى مجال العمل والحرف والتجارة والإقامة حتى أن الملاح الذى كان يسكنه اليهود المغاربة في الماضي كان اختيارا يهوديا وليس مفروضا عليهم، والذى يدل على ذلك سكنى أسر يهودية متعددة حتى وقتنا الحاضر داخل بنايات متعددة الشقق يسكن معها المغربي المسلم سواء كان من العرب أو البربر.
وفي هذا المجال يحضرنا قول للعالم اليهودي ابراهام هكلن.
كان اليهودى فى المغرب يشعر بالكفاية والأمن والطمأنينة دون أن يحتاج إلى صهر شخصيته في سكان فلسطين وأراضيها، في هذا الوطن كان اليهودى يشعر أنه ينزل فى وطنه ويقيم بين أهله. لقد كان أمنا مطمئنا ومندمجا في هذا المجتمع ومتفائلاً بمستقبله، ومنذ الحكم العربي الإسلامي في المغرب أنجز اليهود المغاربة انجازات علمية واجتماعية هامة.
وبالرغم من هذه الحقائق والشواهد التي تدل على التفاعل الاجتماعي بين اليهود المسلمين المغاربة إلا أن الصهيونية تزعم أن يهود المغرب عانوا من الاضطهاد ومن الفقر، وفرضت عليهم الإقامة الجبرية، ومورس عليهم أنواع القمع السياسي، وأرغموا على السير حفاة الرجلين منكسى الرأس، وكلما قابلوا مسلما تحتم عليهم الانحراف عن الطريق، وكان المسلم يعرضهم للإهانات والضرب.
وواقع الأمر أن جميع الكتاب الصهاينة الذين يصفون أحوال يهود المغرب وعلاقاتهم بالمجتمع المغربي، هم من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من أوروبا وأمريكا، ولم يعيشوا فى المغرب. ذلك لأن يهود المغرب لا يسمح لهم بالتحدث عن حياتهم في إسرائيل لأن جميع وسائل الإعلام والنشر بها بأيدى اليهود الأشكناز.
ولعل أبلغ رد على تلك المزاعم، وتوضيح مدى التفاعل الايجابي بين الأقلية اليهودية المغربية والمجتمع المغربي ما كتبه أحد الكتاب اليهود في صحيفة يهودية ، والذي فند هذه المزاعم الكاذبة قائلاً : (إن لكل طائفة يهودية في المغرب زعامة يهودية تتألف من الصفوة المثقفة ذات النفوذ في البلاد، وعادة ما يقوم اليهود بخدمة الدولة : مستشارين وأطباء ومترجمين وكتابا وديبلوماسيين وصرافين. وقد أفاد أغنياء اليهود بلادهم عن طريق نشاطهم الاقتصادي وعمل يهود المغرب أيضاً في إدارة الملاحة. وظهر بينهم شعراء ممتازون وعمل المسلمون في المؤسسات اليهودية والعكس بالعكس) هذا وتؤكد الشهادات الواقعية لبعض المسلمين واليهود المغاربة عن علاقة الأقلية اليهودية بالأكثرية المسلمة كذب هذه المزاعم.
ومما يؤكد التفاعل الاجتماعي بين اليهود المغاربة والأكثرية المسلمة المغربية، ما حدث في أعقاب حرب يونيو ١٩٦٧، حيث أصدر عدد من المثقفين اليهود المغاربة بيانا جاء فيه :
(إن الصهيونية ليست عقيدتنا، وأنه لا يمكن اعتبار فلسطين وطنا قوميا لليهود أو حتى وطنا ثانيا لهم، ومن واجب كل يهودى مغربى واع أن يتضامن مع شعبه من أجل مكافحة العقيدة الصهيونية، والسياسية الصهيونية داخل صفوف اليهود لكى يبعث فيهم حسهم (الوطني).
كما أعلن لازاركونكى L. Conquy وهو مدير سابق لإحدى المدارس اليهودية، أن المغرب فريد فى موقفه إزاء الأقلية اليهودية، إذ لا يوجد اضطهاد من السلطات."
رابط تحميل الكتاب:
