لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ماضي شمال افريقيا pdf تأليف أميل فيليكس غوتييه




معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : ماضي شمال افريقيا.


تأليف : أميل فيليكس غوتييه.


ترجمة : هاشم الحسيني.


عدد الصفحات : 128.


حجم الكتاب : 1.28 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).








مقتطف من الكتاب :


"روض القرطاس


لروض القرطاس عنوان فرعي هو تاريخ ملوك مراكش وحوليات مدينة فاس" وهو عبارة عن تاريخ لهذا الجزء من المغرب الذي نطلق عليه اليوم اسم مراكش وذلك منذ ظهور الإسلام فيه وحتى سنة 1326 ميلادية. والكتاب وثيقة هامة ترجمة تورنبورج إلى اللاتينية سنة (1846) كما ترجمة بومييه إلى الفرنسية (سنة 1860). وبعضهم سماه روض قرطاس بدون التعريف وهو اسم مكان في بلاد فارس. ولكن من المرجح أن يكون اسمه روض القرطاس على غرار مروج الذهب والكتب العربية الأخرى التي تحمل عناوين على هذا النحو.


وهناك تساؤل آخر حول اسم الكاتب. فالصحابة الأولى من المخطوطة تسبه لابن عبد الحليم الغرناطي، ولكن هناك احتمالا يعززه ابن خلدون يفيد بان المؤلف هو ابن أبي زرع المولود في فاس. ودرج العرب على تسمية الكتاب اختصارا "بالقرطاس".


وسواء كان الكاتب ابن أبي زرع أم "الشيخ الإمام والعام العلامة بن عبد الحليم"، فان مؤلف القرطاس عاش في فاس وكان يعمل سنة ميلادية في خدمة السلطان المريني الحاكم ولا حاجة لنا لمعرفة المزيد عن حياته لان مصنفة ليس مميزا جدا. وكثيرون غيره ممن كتبوا في التاريخ لجأوا للأسلوب نفسه. والقرطاس نموذج للأسلوب الـعـربـي فـي التاريخ.


يقول المستشرق فانيان مترجم كتاب البيان أن هذا المصنف التاريخي ليس فيه واليك على سبيل المثال بعض المعلومات التي يوردها:


" وكان في فاس أيام حكم المنصور الموحد 785 مسجدا و 9 حماما عاما و472 طاحونة. أما في أيام حكم الناصر فكان فيها ،236 89 بيتا و 467 فندقا و 9072 حانوتا وسوقان كبيران و3064 معملا و 118 مغسلا و 86 دباغة و 116 مصبغة و 136 مخبزا و1170 فرنا و 3000 مصنع ورق".


ويخصص الكتاب الصفحات الطوال لوصف جامع القرويين في فاس. ويذكر لنا تاريخ المسجد الذي اندثر من سنين طويلة، وكانت قد أمرت ببنائه امرأة ورعة ثرية. وبدأ البناء فيه في اليوم الأول من شهر رمضان سنة 245 هجرية وكان طوله 150 شبرا من الشمال إلى الجنوب، وله أربعة صحون وباحة صغيرة ومحراب".


ويستفيض القرطاس بالحديث عن جامع القيروان القائم حاليا والذي شيد في مكان المسجد القديم ويذكر لنا بتوسع ما كتب على جدران المسجد حول تاريخ بنائه كل بدقة تامة بين 344 و345) وأجريت عليه إصلاحات مهمة سنة 688.


ومئذنته عبارة عن برج مربع يبلغ عرض كل جانب منها 27 شبرا واستخدمت 52,000 أجرة في تبليط الباحة. واليك المزيد من التفصيل: للمسجد 11 رواقا يغطي كلا منها 20 صفا من الآجر وفي كل صف 200 آجرة الخ ...


اشرف على بناء الحوض ونافورة المياه وسط الباحة مهندس بارع اسمه... وذلك سنة 599. والحوض مصنوع من المرمر الأبيض وهو مزود بقسطل من الرصاص مد تحت الأرض.


وفي المسجد 270 عمودا تؤلف 16 صحنا كل منها مكون من 21 رواقا. ويتسع كل رواق لأربعة صفوف من المؤمنين أي 210 أشخاص بمعدل 480 شخصا في كل صحن... بحيث يبلغ مجموع المصلين 22,700 وقد استخدمت 467,300 قرميدة لتغطية سقوف المسجد. وللمسجد أيضا 15 بابا كبيرا وبابان صغيران للنساء. وزنة الثريا 1,763 ليبرة ولها 509 مناقير. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان حين تضاء مصابيح المسجد وعددها 1700 يبلغ استهلاكها من الزيت ثلاثة قناطير ونصف القنطار.


وإذا كانت المساجد من أهم الأبنية ف فاس، فالقرطاس يذكر لنا أيضا متنزهاتها العامة ومراحيضها المبلطة بالرخام.


كما يعير القرطاس انتباهه لإحياء فاس فيصفها بدقة. فمن بوابة أفريقيا إلى ينبوع زليطن تقوم الفنادق والحمامات والطواحين والأسواق. وتكثر المصابغ هناك نظرا لقرب المكان من الماء وذلك على ضفتي الوادي الكبير. ولا يزال هذا الوادي باديا للعيان حتى اليوم في حين اختفت السواقي الأخرى تحت الأبنية.


وفي الكتاب صفحات وصفحات تتحدث عن خطباء الجوامع وخطيب جامع القرويين لا يقتصر عمله على المهمات الدينية بل هو الوجيه الأول في المدينة قضاتها.


وعن الخطباء يتحدث مؤلف روض القرطاس بكثير من التحبب ولا يغرب عن باله ذكر تاريخ مباشرتهم العمل وتاريخ انتهائهم منه. مثال ذلك أن .... ألقى خطبته الأولى نهار الجمعة أول جمادى الأولى سنة 540 وظل خطيبا للجامع حتى آخر حياته". ويذكر أحيانا بعض التفاصيل المهمة كأن يقول مثلا: "مجيء الموحدين حل في مكان ابن عيسى الفقيه الفاضل ابن عطية الذي كان يتقن اللغة البربرية ويقول أيضا "كان الفقيه الجروري لا يتقن اللغة البربرية كل الإتقان بحيث انه لا يستطيع إلقاء الخطبة، ولذلك احتفظ بوظيفته كإمام وأوكل أداء الخطبة لشخص آخر".


إن تفصيلا من هذا النوع من شانه أن يلقي ضوءا ساطعا على عصر الموحدين لكن مؤلف القرطاس لا ذك هذه الأمور إلا بطريق الصدفة. أما التفاصيل التي يقف عندها طويلا فهي من نوع آخر: كان ابن عيسى درب اللسان واضح الكلام قوى الحجة. وكان في كل جمعة يلقي خطبة جديدة".


والمعلن تسلم وظيفة بصورة مثيرة وقد اعد العدة لذلك بالدموع والصلاة. "حين بدأ المؤذن صلاة الفجر ارتدى المعن أبهى حلله وسار وراء المؤذنين إلى المسجد الكريم..... وظلت دموعه تنهمر طيلة فترة الأذان... وأدى الصلاة بلا خطأ أو رجل ثم وقف تحت المحراب وألقى خطبة كلها حكمة ووضوح ولم يستطع الحاضرون حيالها أن يوقفوا دموعهم عن الانسياب".


ليس هذا الأسلوب غريبا علينا معشر الأوروبيين فقد ورد في كتب سير القديسين كثير من الكلام المشابه. غير أن جمع هذه الأخبار في مصنف تاريخي أمر لا نفهمه بدا. وكتاب روض القرطاس لا يفرق بين أهم الحقائق التاريخية وابسط الحوادث العادية.


"سنة 591 انهزم المسيحيون في معركة الركوس ولاقوا حتفهم بالآلاف". ومعركة الركوس تحتل مكانا بارزا في التاريخ الاسباني شأن معركة بواتييه في تاريخ فرنسا.


بنيت مدينة الرباط سنة "594 ثم يذكر مئذنة اشبيلية (لاجيرالدا) ومئذنة الكتبية في مراكش" وهي من أهم المآذن التي تمثل الهندسة المغربية.


هذه برأينا وقائع ،همة، لكن القرطاس لا يتطرق إليها إلا في ملخص موجز "للأحداث المهمة في عصر الموحدين".


بعد الموجز مباشرة ينتقل مؤلف الروض إلى القول: "في سنة 593 نفسها توفي العالم الفقيه بن إبراهيم الذي بلغ الأربعين من عمره ولم يقم الصلاة مرة واحدة خارج المسجد" كما توفي الفندلاوي الفضل الذي حضر دفنه أمير المؤمنين".


ولنلاحظ هنا أن ذكر معركة الركوس المهمة لم يتعد السطرين، وبناء الرباط لم يزد على الخمسة في حين خصص صفحتين كاملتين للحديث عن مراسم دفن العلماء.


واليك فقرين متتاليتين من الفضل الذي يوجز فيه الحوادث المهمة تحت حكم المغراويين:


"سنة 385 هبت عاتية قذفت الحيوانات بين الأرض والسماء ليقنا الله من غضبه". وفي سنة 391 توفي الأمير زير بن عطية" وجدير بالذكر أن هذا الأمـيـر هـو مـؤسـس حـكـم سلالة عطية.


وفي روض القرطاس فصل مخصص لحكم بن كنون آخر أمراء الأسرة الادريسية. وهو إنسان عاش حياة صاخبة عرف خلالها الظفر والانكسار والسجن واليك كيف تنتهي مغامرته: "أرسل رأسه للمنصور، وقد تسلمه في قرطبة في أول جمادى الأولى سنة 375".


وكان الأمويون حكام اسبانيا والفاطميون حكام تونس يتنازعون على مراكش طيلة فترة حكمه.


وقد حقق القائدان غالب وجوهر النصراني انتصارات عديدة كما حاصرا فاس واستوليا عليها. وفي زحمة الحوادث الجسام ينتقل مؤلف القرطاس الحديث بإسهاب عن قطعة من العنبر عثر عليها بن كنون على الشاطئ، ويخصص لها صفحة كاملة.


ويذكر القرطاس أحيانا بعض الصور المفيدة، فيقول مثلا: أن جوهر النصراني عاد إلى المهدية بعد استيلائه على فاس حاملا معه أميرها وخمسة وعشرين رجلا من شيوخها مسجونين في أقفاص وضعت على ظهور الجمال."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب