القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب الحماية الفرنسية: بدءها - نهايتها حسب افادات معاصرة - عبد الهادي التازي PDF

 تصفح وتحميل كتاب الحماية الفرنسية: بدءها - نهايتها حسب افادات معاصرة للمؤلف عبد الهادي التازي أونلاين بصيغة Pdf






معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : الحماية الفرنسية: بدءها - نهايتها حسب افادات معاصرة.


تعريب : عبد الهادي التازي.


عدد الصفحات : 201.


حجم الكتاب : 4.2 ميجابايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF



مقتطف من الكتاب :


"حقائق عن الشمال الأفريقى


تقديم


وأخيرا ظهر أيضا كتاب « دولاتور» بعد كرانفال ... إنه يحمل عنوان : « حقائق عن افريقيا الشمالية ( وهو بصدق يحمل حقائق، ولكنه ليس بحقائق كله بل انه كثيرا ما يحمل في طياته الترهات والأباطيل وإن مطلق قارئ عادي يمكنه أن يدرك من خلال الفصول التي اشتمل عليها الكتاب أن الكاتب رغم ما تقلب فيه من وظائف ورغم طول تجربته لم يكن على جانب من الادراك للحقائق كما هي، أنه ككثير من الذين تحدثوا عن المغرب يجهلون الكثير عن المغرب والمغاربة... ولعل أبرز فصل يثير انتباه القارئ في هذا الكتاب هو ذلك الفصل الذي يتحدث فيه المؤلف عن ظرف حاسم من الظروف التي عاشها المغرب .. وأعني بها تلك الأيام التي أخذت بلادنا تستعد فيها للحياة الحرة الكريمة فكانت بشرى لقوم وانذارا لآخرين ... ان الجنرال يعنون هذا الفصل هكذا « احتضار المغرب ( الفرنسي » 1955 وهو يرى كما يرى صديق له أن المسمار الذي كان بقي لنعش « الوجود الفرنسي » بالمغرب كان يوم 11 نوفمبر في الساعة السادسة ونصف مساء ... أعني في اللحظة التي غادر فيها الجنرال دولاتور مطار سلا ! ...


دونكم الجنرال يتحدث في السياسة :


عندما ودعت تونس في طريقي الى المغرب لم أكن متفائلا.. لقد كانت الذاكرة ترجع بي - وأنا على متن الطائرة – الى الحوادث التي كان المغرب مسرحا لها منذ بضعة أسابيع فقط، وكنت أحسب الحساب جيدا لما عساني أجد المغرب عليه من ارتباك واضطراب.


لقد كانت الحادثة التي أملت على الحكومة الفرنسية أن تتحرك في قضية المغرب هي حادثة اغتيال المسيو لوميكر ديبروي، بيد أن هذا التدخل لم يقدر له أن يأتي بما يمكنه أن يبعث على الارتياح. لقد كان للمقيم لاكوسط - فيما أعلم - برنامج لسلسلة من «الاصلاحات» ولكنه كان ينتظر دائما إذن الحكومة وهكذا ضعفت سلطة الاقامة العامة، هذا الى عدم القيام بما من شأنه أن يعطي قيمة ( للسلطان الجديد )، أضف الى هذا أن الرؤساء المغاربة أنصار هذا وخصوم ذاك تركوا وشأنهم، فتسربت الشكوك ، ولم تلبث أن اكتسحت أفكار سائر الناس، ولم تفسر تدابير العفو المتخذة حيال زعماء حزب الاستقلال الا بتفسير واحد : ذلك ضعف فرنسا ! حقا كانت هناك بعض أعمال ارهابية ولكنها هو تقريبا - لم تتجاوز الدار البيضاء، ثم هي لم تبلغ من الخطورة مبلغا زائدا... إن علاج المسألة كان يتلخص في قمع عنيف وشديد. هكذا يقول دولاتور، ويستمر في سرد » حقائقه» قائلا : «كان لزاما أن يختار لهذه المهمة باشا صارم يزود بتفويض مطلق ليرتع كما يشاء، ويسفك كما يشاء... لو أنهم كانوا التجأوا الى مثل هذه الوسيلة لكلفت ثلاثة أشهر للقضاء على كل حركة، لكن شيئا من ذلك لم يكن فتحرك بعض الفرنسيين وفي جملتهم زمرة من البوليس واستسلموا بدورهم للارهاب المضاد الذي كان أعمى غير بصير . لقد اغتيل المسيو ديبروي، فهل كان لاغتياله صلة بهؤلاء ؟ إن المدة القصيرة التي قضيتها في المغرب لم تمكني من التفرغ لدراسة المشكلة بصفة عميقة، وان كنت شخصيا أميل الى القول بالاثبات... وكيفما كان الحال، فإن هذه الجريمة كانت نقطة تحول حاسمة في التاريخ المغربي...


لقد كنت أعرف المسيو ديبروي، وكانت لي معه علاقات طيبة ، انه كان مغرما بالسياسة وكان وكان ولقد لعب سنة 1942 دورا كبيرا في تمرد الجزائر ... نعم ان وطنيته لا يتطرق اليها الشك بيد أن ثروته المادية كانت تجعل منه انسانا يتوق الى السلطة وفيما يتعلق بالمشكل المغربي فإن أفكارنا كانت متفقة، إن أفكار الشباب المغربي غلبته على أمره ولم يدر بخلده أن هناك علاوة على الشباب - الذين لم يخلصوا له نيتهم فإن هناك جمهوراً سيعرض المغرب للفوضى متى أمن جانب السلطة.... في بداية الثورة الاسبانية وجدني الحال في كولمين... اشتغل كرئيس للدائرة فأمكنني تسجيل الملاحظة التالية :


عندما ثارت حامية منطقة ايفني المجاورة انقسم الضباط على أنفسهم الى قسمين : قسم من الضباط الممتازين وبعض الضباط العاديين كانوا في جانب الجمهوريين. بينما انضم الباقي الى الجنرال فرانكو. فماذا كان موقف المغاربة ؟ إن الجنود المغاربة انضووا، وبدون اي تردد ولو لحظة واحدة، وبدون أي انقسام في الرأي تحت حركة فرانكو أعرفتم لماذا ؟ لأن حركة فرانكو في نظرهم تهدف الى الثورة ضد الحكم الذي لا يرضونه ! وبعد أيام أشير لي وأنا بالسوق الى مغربي مدني يعمل في صف الجند الاسباني رغم أنه من المنطقة الفرنسية، فرجوت أن أقابله.. وبعد أن  تجاذبنا أطراف الحديث قليلا ذكر لي انه ينتمي الى حركة فرانكو، وأنه في عداد الجرحى سألته وأي باعث قذف بك الى الدخول في هذه الحرب ؟


فكانت الحجج كما تسمعون : «فرانکو رئيسنا، ان مخزننا سيتغلب على الجمهوريين الذين يستحقون القتل لأنهم لا يؤمنون بالله ! ».


لقد زود المغاربة حركة فرانكو بأكتر من مائة ألف متطوع . وساهموا بصفة فعالة في حصوله على النصر، وعلاوة على ما كانوا ينالونه من تعويضات مادية، فإن هناك سببا آخر كان يحدو بهم الى مناصرته ذلك أنهم سيثورون ضد النظام القائم، وبالتالي فسيقومون بحرب ! ويعيشون ولو موقتا في مغامرة .. !


فمع ناس كهؤلاء ينبغي أن نسير بتؤدة في طريق التطور لا ينبغي أن نلتفت فقط الى رغائب المثقفين القليلي العدد دون أن نفكر أيضا في ذلك الجمهور العظيم الذي يوجد في الأرياف، ويمضي دولاتور في الإشادة بهذا ( الجمهور » المخلص الذي يقبل في نظره كل تكيف وتوجيه، ويرجع دلاتور الى حديثه عن الثورة الاسبانية : نعم قال لي : « إن الجمهوريين لا يؤمنون بالله فيجب قتلهم ».


ظللت أفكر في كل هذا وأنا على متن الطائرة .. وكنت الى جانب هذا استعرض أمامي تلك التعليمات التي اعطيت لي في فرنسا : « ليذهب عرفة باختياره التام ! وليعوضه مجلس للتاج ينال وفاق الكلاوي ! وليبق ابن يوسف بعيدا عن العرش !


لقد أفهمتهم هناك أن فكرة مجلس التاج فكرة أجنبية عن المغاربة ترعرعت فقط في مخيلة المسيو ديبروي، وأفهمتهم أنها فكرة لا تلبث أن تنهزم، ولذلك فإن هناك وسيلة واحدة تلك اقصاء الرجلين معا عن العرش وتعويضها بثالث من الأسرة المالكة فإن ذلك منطقي أولا ثم هو يتوافق والتقاليد التي عرفت بالمغرب.


أخذت أسائل نفسي وأنا على متن الطائرة : كيف سأجد المغرب ؟ ولقد كان من رأيي أن مؤتمر ايكس ليبان كان غلطا فادحا، وأن السفر الى ( انسرابي » لا يقل في فداحته عن الخطأ الأول، وأن سفينة المغرب أصبحت تتفلت من أيدينا لحظة بعد أخرى نتيجة سوء تدبيرنا وظهور ضعفنا...


وأخيرا ... وقعت حادثة ليلة سفري الى المغرب آلمتني كتيرا إن علي أن أقوم علاوة على مهمتي، باعداد تصريح أتعهد فيه بأنني سأقتني سياسة خلبي كرانفال ! ( لقد رفضت ذلك بكل صرامة. ودق جرس التلفون بعيد ذلك يؤكد لي أنني اذا لم أفعل فإن المغرب ستنذلع فيه ثورة عارمة .. القد أجبتهم ولا اخفي أني كنت أشعر بقلق زائد :


إني مسؤول عما يجري ولكني سوف لا أدلي بتصريح ».. وكان الأمر على ما قررت ... فلا تصريح ولا ثورة ! بيد أن الستار كشف لي بعد على أنخ لم يعر أي اهتمام لمذكرة كنت كتبتها لرئيس الحكومة ولمسيو أنطوان بيني. تلك المذكرة التي لم أكتم فيها نواياي : لقد أخطرت الحكومة بأنه إذا كنا حقيقة نريد أن نتوفق في حل المشكل المغربي فإنه يجب أن لا نغفل أبدا عن الحالة الحقيقية الحاضرة لبلاد المغرب، وكانت الخطوط الكبرى التي طالبت بمراعاتها تتلخص في أمور ثلاثة :


1 - غضب الجالية الفرنسية

2 - امتعاض المغاربة المخلصين لنا

3 - عدم تساهل الوطنيين الذين يريدون أن يستغلوا متاعبنا لمصالحهم، ولقد كان في الاستطاعة أن يحصل المرأ على نجاح هنا لو أن هذه النقط الثلاثة روعيت كما ينبغي ويزيد الجنرال دولاتور في مذكرته قائلا : «كان علينا أن منح للجالية الفرنسية الاستقلال الداخلي » ! وثانيا فإنه كان من واجبنا أن نعطي للقبائل في البادية نظاما خاصا يضمن لهم

شخصيتهم ! فإذا ما رفض الوطنيون هذه العروض فإنه سيكون من واجبنا أن نستعمل القوة للمحافظة على النظام أولا ثم نقوم بعده باصلاحات بعيدة المدى، ولقد ختم مذكرته للحكومة بهذه العبارة : « إذا ما لانت قناتنا على إثر حوادث وادي زم بالذات فاننا سنعرض بمصالح الشعب الفرنسي الى الخطر العظيم."


رابط تحميل الكتاب:


تعليقات