لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ الشرفاء - دييكو دي طوريس pdf

تحميل كتاب تاريخ الشرفاء - دييكو دي طوريس pdf






معلومات عن الكتاب :


العنوان : تاريخ الشرفاء.


المؤلف : دييكو دي طوريس.


ترجمه : د محمد حجي - د.محمد الاخضر.


الناشر : الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر.


الصفحات : 245. 


حجم الكتاب : 3.03 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من الكتاب :


"عبور المؤلف جبل الأطلس للذهاب من مراكش الى تارودانت


بعد إقامة طويلة بمراكش غادرت هذه المدينة مع بعض المسيحيين في شهر ديسمبر سنة خمسين وخمسمائة وألف ومن هناك ذهبت الى جبل الأطلس الذي هو وعر جدا في بعض المواضع وأهل كثيرا بقبائل بربرية في الحانب الشمالي. إنهم يفتخرون بأنهم حفدة،مسيحيين كانوا قديما في هذا الجبل، عندما استولى عليه المسلمون، مؤكدين بأنهم عاشوا أكثر من مائة سنة على المسيحية، لكنهم عندما فقدوا كل أمل في النجدة، إذ كان المسلمون قد غزوا إسبانيا كلها وجزءا من فرنسا وإيطاليا اضطروا إلى الاستسلام للمنتصرين واعتناق دينهم إنهم بيض البشرة، يتكلمون بلهجة يسمونها تامازیغت لا يمكن أن تكتب. وبالنسبة لزواجهم فإنهم يتخذون عادة امرأة واحدة، ويشربون الخمر ممزوجة بطبيخ لتكون حلالا في نظر الإسلام.


سكان هذا الجبل قصيرو القامة والبلاد غنية بالفواكه الحلوة والحامضة. وهم يحصدون قليلا من القمح وكثيرا من الشعير، وفيه جداول ماء في غاية الجمال وعيون خاصة منها واحدة في قمة الجبل على المحجة الكبرى المؤدية من مراكش الى تارودانت وهي عجيبة. وليلة وصولي. الى هذه الربوع نزلت عند سيدي محمد من أكابر وأغنياء سكان الجبال كان يستقبل المسيحيين الذين يمرون من هنالك فخصص لي استقبالا حسنا، وقضى معي جزءا كبيرا من الليل وهو يقص علي أن عندهم ناقوسا في كهف، وبعض الكتب من عهد المسيحيين تدل على انتمائهم إليهم وكان تحت يده مفتاح ذلك المكان الذي يسلم الى أكابر البلاد. كنت راغبا في زيارة الكهف لكنني عدلت عن ذلك خشية أن يغضب الشريف إذا أخبر بذلك. وأفادني المضيف بأنهم يكرهون جدا هذا الملك لقتله الشيوخ بمراكش، وللضرائب التي يفرضها عليهم وفهمت من كلامه أنهم سيثورون عما قريب.


وخلال الليلة التي قضيتها هناك شاهدت الكيفية التي يعلم بها هؤلاء البربر أولادهم، فبدت لي معقولة جدا. إذ بعد أن الأطفال يرعى قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون درسهم الذي حفظوه في النهار. وأخيرا بعد أن قضيت الليلة ودعت مضيفي، وأمرت أن يؤدى له ما كان علي من نفقة، لكنه امتنع من قبضه، بل بالعكس أراد أن يعطي غاماننا ما يكفيهم للسير بنا الى تارودانت.


تناولنا الغداء ذلك اليوم على قمة الجبل قرب تلك العين الجميلة التي ذكرتها آنفا، وحمدت الله على أن وجدت في مكان بهذا القدر من الارتفاع عينا عجيبة كهذه يتخذ المغاربة بجوار هذه العين أحجارا ينحتون فيها ثقبا يضعون فيها الماء والدقيق، ويصنعون من ذلك شرابا يحملونه معهم وشربونه وعند صلاة العصر الستار عند المسيحيين) انحدرت نحو تارودانت، التي كنت أشاهدها من هناك إنها جاثية في سهل فسيح وصلت اليه ليلا وذهبت لأقيم في المكان الذي يوجد فيه التجار المسيحيون وفي الغد ذهبت لأقبل يدي الحران، وقلت له إنني قصدت المكان الذي يقيم به امتثالا لما أمرني به وأنا بمراكش، لكنه بدلا من أن يستحسن ذلك، ألقى علي القبض، أنا وأحد وأبناء فيرناند گومیز الذي بقي رهنا في الألفي مثقال التي كانت مازالت في ذمته وزج بنا في خندق الأسرى المسيحيين. كان هذا الخندق الذي يسمونه مطمورة، نازلا تحت الأرض بأزيد من اثنتي عشرة قامة، لا ينفذ اليه الضوء إلا من فناء صغير.


حبسنا هذا "الجبار" في السجن أكثر من سنة ونصف الى أن مات فأخرجنا منه بعد موته ابنه مولاي سليمان بطلب من بعض التجار المسيحيين لكن لابد من الاعتراف بأننا قاسينا في هذه الزنزانة جميع الآلام، وتقريبا جميع الأمراض التي يمكن تصورها. كنا كنا بالتأكيد سنموت فيها بؤسا لولا زوجة الحارس التي كانت رؤوفة واسعاف بعض التجار المسيحيين. وأثناء مقامي بالسجن، عين الحران فقيها اسمه سيدي يحيى، أصبح صديقا لي وعندما رأى ذلك الفقيه أننا نتلو كل ليلة "سافي ريجينا" أمام التماثيل سألنا عم تصلح له هذه التماثيل، وعن نوع صلاتنا. فأجبته بأن صلواتنا هي عبارة عن بعض الأدعية التي كانت الكنيسة ترتلها، وأن التماثيل تستعمل لتشخيص القديسين الذين هم في السماء، وتذكيرنا بهؤلاء المنعمين الذين يتمتعون بالحضرة الالهية، والذين يتوسلون لنا عند الله سر هذا المغربي بما قلته له، وأفادني بأنه يرغب في التنصر.


الفصل 80


وصف مدينة تارودانت


تقع مدينة تارودانت في واد صغير لطيف جدا، يمتد من رأس اگیر الى الجبال الفاصلة بين هذه المدينة ودرعة. طوله ثمانية عشر فرسخا وعرضه أقل من ذلك بقليل من جبل الأطلس الى جبال أخرى تعزل المدينة عن الصحارى. يحدها من جهة الشرق إقليم درعة وتافيلالت، ومن جهة الغرب رأس أكير وبلاد صنهاجة  ومن جهة الشمال جبل الأطلس والصحارى من جهة الجنوب وتحيط بها أسوار من الطين الممزوج بالجير، مجهزة بأبراج واتخذت اسمها من قرية كانت في السهل، تدعى تارودانت وبالتالي ليس لهذه المدينة خنادق، وإنما لها في الجانب الشرقي فقط قصبة ذات أسوار متينة فيها قصرا الشريفين وهما مزخرفان على الطريقة المغربية وتوجد بمقربة هذه القصبة بساتين في غاية السعة، تحتوي على جميع أصناف الثمار ويشتغل الأسرى المسيحيون عادة في الحدائق المسورة، التي يخصصها الشريف لنسائه وحظاياه كما كان يعطي كل أسير شجرة من كل نوع من الثمار ليحرس له أخرى وعندما كنت ذات يوم أتحدث معه في الحدائق سألني عن السبب الذي من أجله كانت شجرة واحدة يعطيها لأسير تدوم طويلا، بينما جل أشجاره تفسد،عاجلا كان يقول ذلك مبتسما على سبيل المزاح، مبديا أنه يعرف جيدا مصيرها.


توجد في المدينة، فضلا عن هذه الحدائق والقصور، عدة مساجد مشيدة على الطراز العصري. كما أن هناك أزقة جميلة ومنازل جيدة، وساحات أسواق فسيحة يقيم بها الصناع، وتباع فيها عدة بضائع بكثرة كاثرة. وفيها ملاحان يسكنهما أكثر من ألف يهودي وللتجار المسيحيين ديوانة أول دار بناها الشرفاء ليسكنوا فيها : وتشتمل على غرف جميلة وماء وهي عذب فرات يخترقها، وفي كل مساء يغلق بواب مغربي أبواب تارودانت ويفتحها كل صباح. أضف إلى هذا أن لها مجازر تباع فيها طرائد الصيد واللحوم، وسمك البحر والنهر ويقام كل يوم خميس سوق قرب المدينة، يقصده جميع سكان المملكة لبيع وشراء القمح والشعير والغنم والدجاج، والصوف، والملح. كانت جميع هذه المواد رخيصة في العهد الذي كنت فيه هناك. وفيه أيضا كثير من ريش النعام، المجلوب من بلاد صنهاجة، والعنبر المحمول من هذه القبائل نفسها وكمية وافرة من السكر. ويستخرجون من زيت الزيتون القدر الكافي لمؤونتهم علاوة على كروم جيدة، يطبخون عنبها، أو يأكلونه طريا بعد أن يقطفوه. كما أنهم يجففون بعضه (زبيب). ويوجد فيها كذلك جميع أنواع الخضر الطرية واليابسة.


 يمر قريبا من هناك نهر يسمونه أكوس تؤخذ منه قنوات تدخل الى هذه المدينة، ويخترق ماؤها المساجد والقصور، ويسقى به قصب السكر. وقد شاهدت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وألف أشجار الإجاص والتين تثمر مرتين. وفي ضواحي المدينة غابات كثيفة، يربون فيها خيولا جيدة وعددا كثيرا من الإبل، كما توجد مراع خصبة ومناجم فضة، ومعادن أخرى كثيرة تشبه السكة. وأسلوب المعاش هو ما عليه الحال بمراكش. وميناء هذه المملكة على ساحل رأس أكير يتاخم في اتجاه الغرب تاحكوز وصنهاجة، حيث يقطن الأعراب الذين يرتدون قمصانا زرقا من القطن، ويغطون رؤوسهم بنفس اللون ويلبسون سترات من صوف. لا خبز عندهم على الإطلاق وإنما يأكلون الأرز واللحم ولهم قليل من الخيل وكثير من الإبل يستعملونها للارتحال. وسكان الجزر الخالدات ((كاناريا) يجاورنهم من إحدى الجهات ويتاجرون معهم وهذه القبائل من رعايا الشريف. وأخيرا فإن هذه المملكة وإن كانت صغيرة من حيث الامتداد فهي غنية بجميع الأشياء وفي غاية الاعتدال، توجد فيها عدة أسد وخنازير برية وبقر وغنم وحشية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب