لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المغرب القديم - محمد بيومى مهران PDF

 كتاب المغرب القديم - محمد بيومى مهران - أونلاين PDF.








معلومات عن الكتاب :


العنوان : المغرب القديم


المؤلف : محمد بيومي مهران.


عددالصفحات : 314.


رقم الطبعة : 1.


الناشر : دار المعرفة الجامعية.


تاريخ النشر : 1410 – 1990 - الإسكندرية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"سكان المغرب القديم فيما قبل هجرات شعوب البحر


(۱) في العصر الحجري القديم :


عاش الانسان في البيئة المغربية، رغم الصعوبات المناخية، كما عاش في غيرها من البيئات، وقد قام العلماء بالبحث عن أقدم انسان وصل الى تلك المنطقة وصناعته وحضارته الاولى، فضلا عن علاقاته بغيره من سكان قارتى أوربا وأفريقيا، وقد عثر على عظام هذا الانسان الأول في مواقع تنتمى الى العصر الحجرى القديم – بأقسامه الثلاثة، الاسفل والاوسط والاعلى - فضلا عن العصر الحجري الحديث.


ولعل أقدم ما عثر عليه من بقايا العظام الانسانية من مرحلة العصر الحجري الاسفل انما كان فى موقع «باليكاو) في الجزائر، وهي عبارة عن ثلاثة عظام لفك أسفل تتميز بكبرها وثقلها، الى جانب عظمة جدار أيمن للجمجمة، هذا فضلا عما عثر عليه في محجر سيدى عبد الرحمن، وهو أحد المحاجر الكثيرة المنتشرة فى نواحى مدينة «الدار البيضاء» نتيجة تجمع الرسوبات البحرية والحجر الرملى والجص طوال العصور الجيولوجية، وقد تخللت طبقات هذه المحاجر بقايا عظمية الحيوانات فقرية - كفرس النهر ووحيد القرن - وحيوانات لا فقرية، فضلا عن البقايا الاثرية التى خلفها الانسان من تلك المرحلة، وتنحدر هذه المواقع من ارتفاع يزيد عن مائة متر، والى مسافة 5 كيلا، تجاه المحيط الاطلسي، كما تمتد نحو الجنوب الغربي، حيث عثر على كهف الدبية» (Grotte des Ours)، و (كهف ليتورين) (Grotte des Littorines) وقد كشف في الكهف الاخير ( ليتورين) في عام ١٩٥٥م عن فك سفلى انساني من قطعتين، وفى حالة جيدة، ينتمى الى مجموعة انسان ( باليكاو )، أى مجموعة أتلانثروبوس، اتى ترتبط بمجموعة الشرق الاقصى انسان جاوه، وانسان بكين، وان كان حجم الاسنان في كهف (ليتورين) (Littorines) يقل عن نظيره في «باليكاو».


وفى شهر فبراير عام ١٩٣٣م، عثر فى نواحى «الرباط» على بقايا انسان، عرف باسم «انسان (الرباط، وأغلب الظن أنه ينتمى الى مجموعة انسان باليكاو، وسيدى عبد الرحمن (مجموعة أتلانثروبوس)، كما يؤكد النشابه الجيولوجى بين طبقات محجرى سيدى عبد الرحمن والرباط، تشابه البيئة المحيطة بحياة الانسان الاول في كلا الموقعين.


هذا وقد عثر من مرحلة العصر الحجرى القديم الاوسط على فك انساني في كهف (هوا فتيح) - الى الشرق قليلا من مرس سوسة (أبواونا القديمة) فى غرب درنة بمنطقة الجبل الاخضر في ليبيا - وطبقا لتأريخ كربون، فلقد أرخ الفحم الخشبي الذي عثر عليه في الموقع بحوالي ٤۳,۰۰۰ سنة قبل الميلاد، وقد أكدت الدراسات الدقيقة لأنسان (هوافتيح) أنه قريب الشبه بانسان الطابون» و «الكرمل» في فلسطين، فضلا عن التشابه فى الصناعة الحجرية، مما يؤكد وجود نوع من الصلات الحضارية والبشرية بين جنوب غربی آسیا وشمال أفريقيا، مما دفع البعض الى القول بأن هذا الانسان قد دخل هذه المنطقة من الجنوب اثر هجرة جنوبية - شمالية، ظهرت آثارها كذلك في وادى المنيل، ثم تطور بعد استقراره في هذه المنطقة.


ولعل من الأهمية بمكان الاشارة الى أنه قد عثر على عدد من البقايا العظمية الانسانية فى الكهوف والمغارات الساحلية المواجهة للمحيط الاطلسي، والتي تمتد على طول الساحل المغربى مثل كهوف : مغارة العالمية وأشقر فى مجاورات طنجة، ودار السلطان - على مبعدة ٦ كيلا جنوب غرب الرباط، والخنزيرة جنوب الجديدة وغيرها، بسبب عوامل التحات والتعرية الناجمة عن مياه المحيط والصخور المتاخمة للساحل، وكانت هذه الكهوف مأوى للانسان في تلك المناطق منذ عصور ما قبل التاريخ.


وأما في العصر الحجري القديم الأعلى، والذي تتمثل حضارته كما أشرنا من قبل - فى حضارتين، الواحدة : الحضارة الوهرانية ( الايبرو مغربية = الابيرو موريتانية )، والاخرى : الحضارة القفصية.


وكان أصحاب الحضارة الوهرانية من سلالة (مشتا العربي) حوالی ۱۳٫۰۰۰ ق. م )، وهم طوال القامة (۱٫۷۳ مترا في المتوسط)، مستطيلو الرؤوس، لهم جبهة ضيقة، وشفاه طويلة، وربما كانوا أول سلالة تتخذ لها موطنا في المغرب، وكانوا يمارسون عادة خلع الاسنان القاطعة، ثم بدا يظهر تحول نحو قصر الرأس ونحافة الجسم في أماكن معينة أظهرها (كولومناتا (Columnata) في غرب الجزائر، وذلك حوالي عام ٦٠٠٠ ق.م.


ولعل من الجدير بالاشارة الى أن هناك من يذهب الى أن انسان مشتا العربي» من أصل غربي لوجود شبه بينه وبين انسان كرومانيون، وكذا انسان جزر كناريا، والتى كانت بمثابة ملجأ بشرى تصل اليه العناصر البشرية من المغرب، غير أن هناك فريقا من العلماء انما يرى أن ذلك أمرا بعيد الاحتمال، ذلك لأن الجوانشيين) (Guanches) رغم أنهم مشابهون أنثروبولوجيا الرجال (مشتا العربي»، فانهم لا يمادلونهم في الحرف والصناعات والعادات، كما أن الحضارة الوهرانية لم تت من أوربا، ذلك لأنها انما ظهرت قبل بداية الملاحة. عبر المضايق ( حوالى الالف المرابع قبل الميلاد، ومن والى صقلية، وهناك ما يحمل على الظن بأن أصولها شرقية، ومن المحتمل أيضا أنها أتت من شمال سودان وادى النيل - فيما يرى تكسيير - ومن ثم فما داموا قد أتوا تحت ضغط من الشعوب المهاجرة، فلا شك أن الايبيريين - الموريتانيين) قد اتخذوا ملاجيء في التلال، ويمكن أن يعتبروا أحد العناصر الانثروبولوجية لسكان الجبال.


وأما القفصيون، فقد ظهروا حوالي عام ۷۰۰۰ ق.م، وهم قوم لهم قوام رشيق، من جنس البحر المتوسط، ولكنهم لم يخلو من الصفات شبه الزنجية، وقد ازدهروا فى منطقة غير محددة تماما، ولكنها بالتأكيد تقع في الجزء الداخلى، دون الامتداد، فيما يبدو، الى أقصى الحدود المغربية لشمال أفريقيا، ولا الى الصحراء الجنوبية، وفي الغالب، فلقد استوطنوا روابي أو منحدرات قرب مصب مائى، ولكنهم في بعض الأحايين، انما كانوا يستوطنون السهول التى تنتشر فيها البحيرات أو المستنقعات، وكان غذاؤهم يشمل القواقع، وأما الثقافة القخصية فقد جاءت كذلك من الشرق، ولم تستطع الانتشار عن طريق البحر، وقد انتهت حوالي عام ٤٥٠٠ ق. م.


هذا ورغم أن الجمجمة القفصية انما كانت مشابهة للانواع المعاصرة لها من الجماجم، فمن المعتقد أنه لم يكن هناك أي دليل على وجود البربر البدائيين الاصليين حتى العصر الحجرى الحديث، حيث يبدو أن شعائر القفصيين في الدفن لم تنتشر فى عالم ليبيا البربرية، ومع ذلك، فان عادة استخدام وتزيين بيض النعام، والتي كانت – فيما يرى کامبس - فابريه احدى خصائص الحياة القفصية، استمرت أثناء العصر الحجرى الحديث، حتى الوقت الذي ذكرت فيه الشعوب الليبية في السجلات التاريخية، مثل الجرمانتيين."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب