لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكامل في التاريخ - المجلد العاشر - ابن الأثير PDF

 كتاب كتاب الكامل في التاريخ - المجلد العاشر - ابن الأثير PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكامل في التاريخ.


المجلد : العاشر.


المؤلف : الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة 630 هـ..


تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي.


عدد الصفحات : 519.


حجم الكتاب : 13.65 ميجا بايت.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


ذكر وفاة يوسف بن عبد المؤمن وولاية ابنه يعقوب


في هذه السنة، سار أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن إلى بلاد الأندلس، وجاز البحر إليها في جمع عظيم من عساكر المغرب، فإنه جمع وحشد الفارس والراجل فلما عبر الخليج قصد غربي البلاد، فحصر مدينة شنترين، وهي للفرنج شهراً، فأصابه بها مرض، فمات منه في ربيع الأول، وحمل في تابوت إلى مدينة اشبيلية من الأندلس، وكانت مدة ملكه اثنتين وعشرين سنة وشهرا، ومات عن غير وصيَّة بالملك لأحد من أولاده، فاتفق رأي قواد الموحدين وأولاد عبد المؤمن على تمليك ولده، أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن فملكوه من الوقت الذي مات فيه أبوه، لئلا يكونوا بغير ملك يجمع كلمتهم لقربهم من العدوّ فقام في ذلك أحسن قيام، وأقام راية الجهاد، وأحسن السيرة في الناس وكان ديناً مقيماً للحدود في الخاص والعام فاستقامت له الدولة، وانقادت إليه بأسرها مع سعة أقطارها ورتب ثغور الأندلس، وشحنها بالرجال، ورتب المقاتلة في سائر بلادها، وأصلح أحوالها، وعاد إلى مراكش، وكان أبوه يوسف حسن السيرة وكان طريقه ألين من طريق أبيه مع الناس يحب العلماء ويقربهم ويشاورهم وهم أهل خدمته وخاصته وأحبه الناس، ومالوا إليه، وأطاعه من البلاد ما امتنع على أبيه وسلك في جباية الأموال ما كان أبوه يأخذه، ولم يتعده إلى غيره، واستقامت له البلاد بحسن فعله مع اهلها، ولم يزل كذلك إلى أن توفّي رحمه الله تعالى.


ذكر غزو صلاح الدين الكرك


في هذه السنة في ربيع الآخر سار صلاح الدين من دمشق يريد الغزو، وجمع عساكره فأتته من كل ناحية، وممن أتاه نور الدين محمد بن فرا أرسلان، صاحب الحصن، وكتب الى مصر ليحضر عسكرها عنده على الكرك فنازل الكرك، وحصره، وضيق على من به وأمر بنصب المنجنيقات على ربضه، واشتد القتال فملك المسلمون الربض وبقي الحصن وهو والربض على سطح جبل واحد، إلا ان بينهما خندقاً عظيماً عمقه نحو ستين ذراعاً، فأمر صلاح الدين بإلقاء الأحجار والتراب فيه ليطمه، فلم يقدر أحد على الدنو منه لكثرة الرمي عليهم بالسهام من الجرخ، والقوس، والأحجار من المنجنيقات، فأمر أن يبنى بالأخشاب واللبن ما يمكن الرجال يمشون تحت السقائف، ويلقون في الخندق ما يطمه ومنجنيقات المسلمين مع ذلك ترمي الحصن ليلاً ونهاراً وأرسل من فيه من الفرنج إلى ملكهم وفرسانهم يستعدونهم، ويعرفونهم عجزهم وضعفهم عن حفظ الحصن، فاجتمعت الفرنج عن آخرها، وساروا إلى نجدتهم عجلين فلما بلغ الخبر بمسيرهم إلى صلاح الدين رحل عن الكرك إلى طريقهم ليلقاهم ويصاففهم ويعود بعد أن يهزمهم إلى الكرك، فقرب منهم وخيم ونزل، ولم يمكنه الدنو منهم لخشونة الأرض، وصعوبة المسلك اليهم، وضيقه، فأقام أياما ينتظر خروجهم من ذلك المكان ليتمكن منهم، فلم يبرحوا منه خوفا على نفوسهم، فلما رأى ذلك رحل عنهم عدة فراسخ وجعل بإزائهم من يعلمه بمسيرهم، فساروا ليلا إلى الكرك، فلما علم صلاح الدين ذلك علم أنه لا يتمكن حينئذ ولا يبلغ غرضه، فسار الى مدينة نابلس ونهب كل ما على طريقه من البلاد فلمّا وصل الى نابلس أحرقها، وخربها وقتل فيها وأسر وسبى فأكثر وسار عنها إلى سبسطية، وبها مشهد زكريا عليه السلام، وبها كنيسة وبها جماعة أسرى من المسلمين فاستنقذهم ورحل إلى جينين، فنهبها وخربها، وعاد إلى دمشق ونهب ما على طريقه وخربه وبث السرايا في طريقه يميناً وشمالاً يغنمون ويخربون ووصل إلى دمشق.


ذكر ملك الملثمين بجاية وعودها إلى أولاد عبد المؤمن


في هذه السنة في شعبان خرج علي بن اسحق المعروف بابن غانية، وهو من أعيان الملثمين الذين كانوا في المغرب - وهو حينئذ صاحب جزيرة ميورقة إلى بجاية فملكها، وسبب ذلك أنه لما سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عمر اسطوله، فكان عشرين قطعة وسار في جموعه، فأرسى في ساحل بجاية، وخرجت خيله ورجاله من الشواني، فكانوا نحو مائتي فارس من الملثمين وأربعة آلاف راجل، فدخل مدينة بجاية بغير قتال لأنه اتفق أن واليها سار عنها قبل ذلك بأيام إلى مراكش، ولم يترك فيها جيشاً ولا ممانعاً لعدم عدو يحفظها منه، فجاء الملثم، ولم يكن في حسابهم أنه يحدث نفسه بذلك، فأرسى بها ووافقه جماعة من بقايا دولة بني حماد، وصاروا معه فکثر جمعه بهم، وقويت نفسه، فسمع خبره والي بجاية، فعاد من طريقه ومعه من الموحدين ثلاثمائة فارس، فجمع من العرب والقبائل الذين في تلك الجهات نحو ألف فارس، فسمع بهم، وبقربهم منه فخرج اليهم، وقد صار معه قدر ألف فارس، وتوافقوا ساعة فانضاف جميع الجموع التي كانت مع والي بجاية الى الملثم، فانهزم حينئذ والي بجاية، ومن معه من الموحدين وساروا إلى مراكش وعاد الملثم، فجمع جيشه، وخرج إلى أعمال بجاية فأطاعه جميعها إلا قسطنطينية الهوى، فحصرها إلى أن جاء جيش من الموحدين من مراكش - في صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ـ إلى بجاية من البر والبحر، وكان بها يحيى وعبد الله أخو علي بن اسحاق الملثم، فخرجا منها هاربين، ولحقا بأخيهما فرحل عن القسطنطينية وسار الى افريقية، وكان سبب إرسال الجيش من مراكش أن والي بجاية وصل الى يعقوب بن يوسف صاحب المغرب، وعرفه ما جرى ببجاية واستيلاء الملثمين عليها وخوفه عاقبة التواني، فجهز العساكر في البر عشرين ألف فارس وجهز الأسطول في البحر في خلق كثير واستعادوها.


ذكر وفاة صاحب ماردين وملك ولده


في هذه السنة مات قطب الدين أيلغازي بن نجم الدين بن ألبي بن تمرتاش بن أيلغازي بن أرتق صاحب ماردين، وملك بعده ابنه حسام الدين بولق أرسلان، وهو طفل - وقام بتربيته وتدبير مملكته نظام الدين البقش مملوك أبيه، وكان شاه أرمن صاحب خلاط خال قطب الدین فحكم في دولته وهو رتب البقش مع ولده، وكان البقش دينا خيراً عادلاً حسن السيرة سليما، فأحسن تربية الولد وتزوج أمه، فلما كبر الولد لم يمكنه النظام من مملكته لخبط وهوج كان فيه، وكان لنظام الدين هذا مملوك اسمه لؤلؤ قد تحكم في دولته، وحكم فيها، فكان يحمل النظام على ما يفعله مع الولد، ولم يزل الأمر كذلك إلى أن مات الولد وله أخ اصغر منه لقبه طب الدين فرتبه النظام في الملك وليس له منه إلا الاسم والحكم إلى النظام ولؤلؤ، فبقي كذلك إلى سنة إحدى وستمائة، فمرض النظام البقش، فأتاه قطب الدين يعوده، فلما خرج من عنده خرج معه لؤلؤ، وضربه قطر الدين بسكين معه فقتله، ثم دخل إلى النظام، وبيده السكين، فقتله ايضا، وخرج وحده. ومعه غلام له وألقى الرأسين إلى الأجناد، وكانوا كلهم قد أنشأهم النظام ولؤلؤ، فأذعنوا له بالطاعة، فلما تمكن أخرج من أراد، وترك. من أراد واستولى على قلعة ماردين وأعمالها وقلعة البارعيّة وصور وهو إلى الآن حاكم فيها، حازم في أفعاله.


ذكر عدة حوادث


وفي هذه السنة توفي صدر الدين شيخ الشيوخ عبد الرحمن بن شيخ الشيوخ اسماعيل بن شيخ الشيوخ أبي سعيد احمد في شعبان وكان قد سار في ديوان الخلافة رسولاً إلى صلاح الدين معه شهاب الدين بشير الخادم في معنى الصلح بينه وبين عز الدين صاحب الموصل، فوصل دمشق، وصلاح الدين يحصر الكرك، فأقام إلى أن عاد فلم يستقر في الصلح أمر ومرضا، وطلبا العودة إلى العراق، فأشار عليهما صلاح الدين بالمقام إلى أن يصطلحا، فلم يفعلا، وسارا في الحر، فمات بشير بالسخنة، ومات صدر الدين بالرحبة، ودفن بمشهد البوق، وكان واحد زمانه قد جمع بين رياسة الدين، والدنيا، وكان ملجأ لكل خائف،صالحا كريما حليما وله مناقب كثيرة، ولم يستعمل في مرضه هذا دواء توكلا على الله تعالى."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب