لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكامل في التاريخ - المجلد الثالث - ابن الأثير PDF

كتاب كتاب الكامل في التاريخ - المجلد الثالث - ابن الأثير PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكامل في التاريخ.


المجلد : الثالث.


المؤلف : الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة 630 هـ..


تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي.


عدد الصفحات : 505.


حجم الكتاب : 8.85 ميجا بايت.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ذكر خروج كسيلة بن كمرم البربري على عقبة


هذا كسيلة بن كمرم البربري كان قد أسلم لما ولي أبو المهاجر إفريقية وحسن إسلامه وهو من أكابر البربر وأبعدهم صوتاً وصحب أبا المهاجر، فلما ولي عقبة عرفه أبو المهاجر محل كسيلة وأمره بحفظه فلم يقبل واستخف به، وأتى عقبة بغنم فأمر كسيلة بذبحها وسلخها مع السلاحين فقال كسيلة : هؤلاء فتياني وغلماني يكفونني المؤنة فشتمه وأمره بسلخها ففعل، فقبح أبو المهاجر هذا عند عقبة فلم يرجع فقال له: أوثق الرجل فإني أخاف عليك منه، فتهاون به عقبة فأضمر كسيلة الغدر.


فلما كان الآن ورأى الروم قلة من مع عقبة فأرسلوا إلى كسيلة وأعلموه حاله وكان في عسكر عقبة مضمراً للغدر وقد أعلم الروم ذلك وأطمعهم - فلما راسلوه أظهر ما كان يضمره وجمع أهله وبني عمه وقصد عقبة فقال أبو المهاجر : عاجله قبل أن يقوى ه - وكان أبو المهاجر موثقاً في الحديد مع عقبة - فزحف عقبة إلى كسيلة فتنحى كسيلة عن طريقه ليكثر جمعه، فلما رأى أبو المهاجر ذلك تمثل بقول أبي محجن الثقفي :


كفى حزناً أن ترتدي الخيلُ بالقَنَا   وَأَتْرَكَ مشدودا علي وثاقيا


إذا قمتُ عَنَّاني الحديدُ وَأغْلِقَتْ   مَصَارعُ مِن دونِي تُضِمُّ المناديا


فبلغ عقبة ذلك فأطلقه فقال له : الحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا أغتنم الشهادة فلم يفعل، وقال : وأنا أيضاً أريد الشهادة فكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم وتقدموا إلى البربر وقاتلوهم فقتل المسلمون جميعهم لم يفلت منهم احد. وأسر محمد بن أوس الأنصاري في نفر يسير فخلصهم صاحب قفصة وبعث بهم إلى القيروان فعزم زهير بن قيس البلوي على القتال فخالفه جيش الصنعاني وعاد إلى مصر فتبعه أكثر الناس فاضطر زهير إلى العود معهم فسار إلى برقة وأقام بها، وأما كسيلة فاجتمع إليه جمع أهل إفريقية وقصد إفريقية وبها أصحاب الأنفال والذراري من المسلمين، فطلبوا الأمان من كسيلة فأمنهم ودخل القيروان واستولى على إفريقية وأقام بها إلى أن قوي أمر عبد الملك بن مروان فاستعمل على إفريقية زهير بن قيس البلوي وكان مقيماً ببرقـة مرابطاً.


ذكر ولاية زهير بن قيس إفريقية وقتله، وقتل كسيلة


لما ولي عبد الملك بن مروان ذكر عنده من بالقيروان من المسلمين وأشار عليه أصحابه بإنفاذ الجيوش إلى إفريقية لاستنقاذهم، فكتب إلى زهير بن قيس البلوي بولاية إفريقية وجهز له جيشاً كثيراً فسار سنة تسع وستين إلى إفريقية، فبلغ خبره إلى كسيلة فاحتفل وجمع وحشد البربر والروم وأحضر أشراف أصحابه وقال : قد رأيت أن أرحل إلى ممش فأنزلها فإن بالقيروان خلقاً كثيراً من المسلمين ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم ونخاف إن قاتلنا زهيراً أن يثب هؤلاء من ورائنا فإذا نزلنا ممش أمناهم وقاتلنا زهيراً فإن ظفرنا بهم تبعناهم إلى طرابلس وقطعنا أثرهم من إفريقية، وإن ظفروا بنا تعلقنا بالجبال ونجونا فأجابوه إلى ذلك. ورحل إلى ممش وبلغ ذلك زهيراً فلم يدخل القيروان بل أقام ظاهرها ثلاثة أيام حتى أراح واستراح ورحل في طلب كسيلة، فلما قاربه نزل وعبى أصحابه وركب إليه فالتقى العسكران واشتد القتال وكثر القتل في الفريقين حتى أيس الناس من الحياة فلم يزالوا كذلك أكثر النهار ثم نصر ا الله المسلمين وانهزم كسيلة وأصحابه وقتل هو وجماعة من أعيان أصحابه بممش، وتبع المسلمون البربر والروم فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا. وفي هذه الوقعة ذهب رجال البربر، والروم وملوكهم، وأشرافهم. وعاد زهير إلى القيروان.


ثم إن زهيراً رأى بإفريقية ملكاً عظيماً فأبى أن يقيم وقال : إنما قدمت للجهاد فأخاف أن أميل إلى الدنيا فأهلك وكان عابداً زاهداً فترك بالقيروان عسكراً وهم آمنون لخلو البلاد من عدوا. أو ذي شوكة ورحل في جمع كثير إلى مصر وكان قد بلغ الروم بالقسطنطينية مسير زهير من برقة إلى إفريقية لقتال كسيلة فاغتنموا خلوها فخرجوا إليها في مراكب كثيرة وقوة قوية من جزيرة صقلية، وأغاروا على برقة فأصابوا منها سبياً كثيراً وقتلوا ونهبوا ووافق ذلك قدوم زهير من إفريقية إلى برقة، فأخبر الخبر فأمر العسكر بالسرعة والجد في قتالهم ورحل هو ومن معه وكان المروم خلقاً كثيراً، فلما رآه المسلمون استغاثوا به فلم يمكنه الرجوع وباشر القتال واشتد الأمر وعظم الخطب وتكاثر الروم عليهم فقتلوا زهيراً وأصحابه ولم ينج منهم أحد، وعاد الروم بمـا غنموا إلى القسطنطينية، ولما سمع عبد الملك بن مروان بقتل زهير عظم عليه واشتد ثم سير إلى إفريقية حسان بن النعمان الغساني وسنذكره سنة أربع وسبعين إن شاء الله، وكان ينبغي أن نذكر ولاية زهير وقتله سنة تسع وستين وإنما ذكرناه ههنا ليتصل خبر كسيلة ومقتله فإن الحادثة واحدة وإذا تفرقت لم تعلم حقيقتها.


ذكر عدة حوادث


حج بالناس هذه السنة الوليد بن عتبة ؛ وفيها ولد محمد بن علي بن عبدالله بن عباس والد السفاح والمنصور. وفيها توفي عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي وله صحبة، ومسلمة بن مخلد الأنصاري وكان عمره لما مات النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وتوفي بمصر مسروق بن الأجدع، وقيل : توفي سنة ثلاث

وستين، مخلد : بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وفتح اللام وتشديدها.


ثم دخلت سنة ثلاث وستين


ذكر وقعة الحرة


كان أول وقعة الحرة ما تقدم من خلع يزيد، فلما كانت هذه السنة أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد وحصروا بني أمية بعد بيعتهم عبدالله بن حنظلة، فاجتمع بنو أمية ومواليهم ومن يرى رأيهم في ألف رجل حتى نزلوا دار مروان بن الحكم، فكتبوا إلى يزيد يستغيثون به فقدم الرسول إليه وهو جالس على كرسي وقد وضع قدميه في طشت فيه ماء لنقرس كان بهما قرأ الكتاب تمثل : 


لقد بَدَّلُوا الحكم الذي في سَجِيَّتِي  فَبَدَّلْتُ قَوْمِي غِلْظَةٌ بِلِيانِ


 ثم قال : أما يكون بنو أمية ومواليهم ألف رجل ؟ فقال الرسول : بلى والله وأكثر قال : فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار، فبعث إلى عمرو بن سعيد فاقرأه الكتاب وأمره أن يسير إليهم في الناس فقال : قد كنت ضبطت لك الأمور والبلاد فأما الآن إذا صارت دماء قريش تهرق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك، وبعث إلى عبيد الله بن زياد يأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة ابن الزبير بمكة فقال : والله لا جَمَعْتُهُما للفاسق : قتل ابن رسول الله، وغزو الكعبة، ثم أرسل إليه يعتذر. فبعث إلى مسلم بن عقبة المري وهو الذي سمى مسرفاً وهو شيخ كبير مريض فأخبره الخبر فقال : أما يكون بنو أمية ألف رجل ؟ فقال الرسول : بلى قال : فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار ليس هؤلاء بأهل أن ينصروا فإنهم الأذلاء دعهم يا أمير المؤمنين حتى يجهدوا أنفسهم في جهاد عدوهم ويتبين لك من يقاتل على طاعتك ومن يستسلم، قال : ويحك إنه لا خير في العيش بعدهم فاخرج بالناس، وقيل : إن معاوية قال ليزيد : إن لك من أهل المدينة يوماً فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفت نصيحته، فلما خلع أهل المدينة أمر مسلماً بالمسير إليهم فنادى في الناس بالتجهز إلى الحجاز وأن يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار، فانتدب لذلك اثنا عشر ألفاً وخرج يزيد يعرضهم وهو متقلد سيفاً متنكب قوساً عربية وهو يقول : 


أبلغ أبا بكر إذا الليلُ سَرَى   وَهَبَطَ القَوْمُ على وادي الـقـــرى

أجمع سكران من القوم ترى    أم جمع يقظان نفى عنه الكـرى

يا عجباً من ملحـد يــا عـجبـا  مخادع بالدين يعفـو بـالـعـرى


وسار الجيش وعليهم مسلم فقال له يزيد : إن حدث بك حدث فاستخلف الحصين بن نمير السكوني وقال له : ادع القوم ثلاثاً فإن أجابوك والا فقاتلهم فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيراً فإنه لم يدخل مع الناس وإنه قد أتاني كتابه، وقد كان مروان بن الحكم كلم ابن عمر لما اخرج أهل المدينة عامل يزيد. وبني أمية في أن يغيب أهله عنده فلم يفعل فكلم علي بن الحسين فقال : إن لي حرماً وحرمي يكون مع حرمك. فقال : أفعل. فبعث بامرأته وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان وحرمه إلى علي بن الحسين فخرج علي بحرمه وحرم مروان إلى ينبع. وقيل : بل أرسل حرم مروان وأرسل معهم ابنه عبد الله بن علي إلى الطائف، ولما سمع عبد الملك بن مروان أن یزید قد سير الجنود إلى المدينة قال : ليت السماء وقعت على الأرض إعظاماً لذلك، ثم إنه أبتلى بعد ذلك بأن وجه الحجاج فحصر مكة، ورمى الكعبة بالمنجنيق، وقتل ابن الزبير."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب