لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكامل في التاريخ - المجلد الثاني - ابن الأثير PDF

كتاب كتاب الكامل في التاريخ - المجلد الثاني - ابن الأثير PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكامل في التاريخ.


المجلد : الثاني.


المؤلف : الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة 630 هـ..


تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي.


عدد الصفحات : 503.


حجم الكتاب : 8.74 ميجا بايت.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ذكر انتقاض إفريقية وفتحها ثانية


كان هرقل ملك القسطنطينية يؤدي إليه كل ملك من ملوك النصارى الخراج من إفريقية، ومصر، والأندلس، وغير ذلك فلما صالح أهلُ إفريقية عبد الله بن سعد أرسل هر قل إلى أهلها بطريقاً له وأمره أن يأخذ منهم مثل ما أخذ المسلمون، فنزل البطريق في قُرْطَاجَنَّة وجمع أهل افريقية وأخبرهم بما أمره الملك فأبوا عليه، وقالوا: نحن نؤدي ما كان يؤخذ منا، وقد كان ينبغي له أن يسامحنا لما ناله المسلمون منا وكان قد قام بأمر إفريقية بعد قتل جرجير رجل آخر من الروم فطرده البطريق بعد فتن كثيرة، فسار إلى الشام وبه معاوية وقد استقر له الأمر بعد قتل عليّ، فوصف له إفريقية، وطلب أن يرسل معه جيشاً، فسير معه معاوية بن أبي سفيان معاوية بن حُدَيج السكوني فلما وصلوا إلى الإسكندرية هلك الرومي ومضى ابن حديج فوصل إلى افريقية وهي نار تضطرم وكان معه عسكر عظيم فنزل عند قَمُونيَّة، وأرسل البطريق إليه ثلاثين ألف مقاتل، فلما سمع بهم معاوية سير إليهم جيشاً من المسلمين فقاتلوهم فانهزمت الروم، وحصر حصن جلولاء فلم يقدر عليه فأنهدم سور الحصن فملكه المسلمون وغنموا ما فيه، وبث السرايا فسكن الناس وأطاعوا وعاد إلى مصر.


( حديج ) بضم الحاء وفتح الدال المهملتين وآخره جيم.


ثم لم يزل أهل إفريقية من أطوع أهل البلدان وأسمعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك حتى دبّ إليهم [ دعاة ] أهل العراق فاستشار وهم وشقوا العصا وفرّقوا بينهم إلى اليوم، وكانوا يقولون : لا نخالف الأئمة بما تجني العمال [ ولا تحمل ذلك عليهم ]. فقالوا لهم : أنما يعمل هؤلاء بأمر أولئك. فقالوا : حتى نخبرهم فخرج ميسرة في بضعة وعشرين رجلاً فقدموا على هشام فلم يؤذن لهم، فدخلوا على الأبرش فقالوا : أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده، فإذا غنمنا نَفَلَهم [ دوننا ] ويقول: « هذا أخلص لجهادكم »، وإذا حاصرنا مدينة قَدَّمَنَا وأَخْرَهم ويقول : « هذا ازدياد في الأجر، ومثلنا كفى إخوانه، ثم إنهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرون بطونها عن سخالها يطلبون الفراء البيض لأمير المؤمنين فيقتلون ألف شاة في جِلْدٍ فاحتملنا ذلك، ثم إنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا، فقلنا : لم نَجِد هذا في كتاب ولا سُنَّة، ونحن مسلمون فأحببنا أن نعلم أعَن رَأي أمير المؤمنين هذا أم لا؟ فطال عليهم المقام ونفدت نفقاتهم، فكتبوا أسماءهم ودفعوها إلى وزرائه وقالوا: إن سأل عنا أمير المؤمنين فأخبروه، ثم رجعوا إلى افريقية فخرجوا على عامل هشام فقتلوه واستولوا على إفريقية، وبلغ الخبر هشاماً فسأل عن النفر [ فرفعت إليه ]، فعرف أسماءهم فإذا هم الذين صنعوا ذلك.


ذكر غزوة الأندلس


لما أفتتحت إفريقية أمر عثمان عبد الله بن نافع بن الحصين، وعبد الله بن نافع بن عبد القيس أن يسيرا إلى الأندلس فأتياها من قبل البحر، وكتب عثمان إلى مَنْ انتدب معهما : « أما بعد فإنّ القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس [ وإنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء مَنْ يفتحها في الأجر والسلام ].. فخرجوا ومعهم البربر فأتوها من برها وبحرها ] ففتح الله على المسلمين وزاد في سلطان المسلمين مثل إفريقية، ولما عزل عثمان عبد الله بن سعد عن إفريقية ترك في عمله عبد الله بن نافع بن عبد القيس فكان عليها ورجع عبد الله إلى مصر وبعث عبد الله إلى عثمان مالاً قد حشد فيه، فدخل عمرو على عثمان فقال له : يا عمر و هل تعلم أن تلك اللقاح دَرَّتْ بعدك؟ قال عمرو : إِنَّ فِصَالَهَا قد هلكت.


ذكر عدة حوادث


حج بالناس هذه السنة عثمان. وفيها كان فتح إصطخر الثاني على يد عثمان بن أبي العاص وفيها غزا معاوية بن أبي سفيان قنسرين وفيها مات أبو ذؤيب الهذلي الشاعر بمصر منصرفاً من افريقية، وقيل: بل مات بطريق مكة في البادية، وقيل: مات ببلاد الروم وكلهم قالوا مات في خلافة عثمان وفيها مات أبو رمئة البلوي  بإفريقية له صحبة. وفيها ماتت حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل : ماتت سنة إحدى وأربعين وقيل : سنة خمس وأربعين.


ثم دخلت سنة ثمان وعشرين


ذكر فتح قبرس


قيل : في سنة ثمان وعشرين كان فتح قبرس على يد معاوية، وقيل: سنة تسع وعشرين، وقيل : سنة ثلاث وثلاثين، وقيل : إنما غزيت سنة ثلاث وثلاثين لأن أهلها غدروا على ما نذكره فغزاها المسلمون ولما غزاها معاوية هذه السنة غزا معه جماعة من الصحابة فيهم أبو ذر، وعبادة بن الصامت ومعه زوجته أم حرام [ والمقداد ]، وأبو الدرداء، وشداد بن أوس. وكان معاوية قد لج على عمر في غزو البحر وقرب الروم من حمص وقال : إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم حتى كاد ذلك يأخذ بقلب عمر ]، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص صف لي البحر وراكبه [فإنّ نفسي تنازعني إليه ]، فكتب إليه عمرو بن العاص : « إني رأيتُ خلقاً كبيراً يركبه خلق صغير، ليس إلا السماء والماء إن ركد خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قلة، والشك كثرة هم فيه كدود على عُود، إن مال غرق، وإن نجا برق ».


فلما قرأه [ عمر ] كتب إلى معاوية « والذي بعث محمداً بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً، وقد بلغني أنّ بحر الشام يشرف على أطول شيء من الأرض فيستأذن الله في كل يوم وليلة في أن يُغرق الأرض، فكيف أحمل بـالـجنـود علـى هـذا الكـافـر [ المستصعب ! ] وبالله لمسلم [ واحد ] أحب إلي مما حوت الروم، وإياك أن تعرض إلي [ وقد تقدمت إليك ]، فقد علمت ما لقي العلاء مني [ ولم أتقدم إليه بمثل ذلك ]. قال : وترك ملك الروم الغزو، وكاتب عمر،وقاربه وبعثت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب زوج عمر بن الخطاب إلى امرأة ملك الروم بطيب وشيء يصلح للنساء مع البريد فأبلغه إليها، فأهدت أمرأة الملك إليها هدية منها عقد فاخر، فلما رجع البريد أخذ عمر ما معه ونادى الصلاة جامعة فاجتمعوا وأعلمهم الخبر فقال القائلون: هو لها بالذي كان لها وليست آمرأة الملك بذمة فتصانعك [ به ولا تحت يدك فتتقيك ]. وقال آخرون : قد كنا نهدي لنستثيب فقال عمر : لكن الرسول رسولُ المسلمين والبريد بريدهم، والمسلمون عظموها في صدرها. فأمر بردّهَا إلى بيت المال، وأعطاها بقدر نفقتها.


فلما كان زمن عثمان كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر مراراً، فأجابه عثمان بأخرة إلى ذلك وقال له : لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم خيرهم فمن أختار الغزوطائعاً فأحمله وأعِنْهُ ففعل واستعمل [ على البحر ] عبد الله بن قيس الجاسي حليف بني فزاوة، وسار المسلمون من الشام إلى قبرس وسار إليها عبد الله بن سعد من مصر فاجتمعوا عليها فصالحهم أهلها على جزية سبعة آلاف دينار كل سنة يؤدون إلى الروم مثلها لا يمنعهم المسلمون عن ذلك، وليس على المسلمين منعهم ممن أرادهم ممن وراءهم، وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم، ويكون طريق المسلمين إلى العدو عليهم، قال جبير بن نفير : ولما فُتِحَتْ قبرس ونهب منها السبي نظرتُ إلى أبي الدرداء يبكي فقلتُ : ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهله [ وأذل فيه الكفر وأهله ؟ ] قال : فضرب منكبي بيده وقال : [ ثكلتك أمك يا جبير ] ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك إذ تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى فسلّط عليهم السباء وإذا سلط السباء على قوم فليس له فيهم حاجة.


(وفي هذه الغزاة ماتت أم حرام بنت ملحان الأنصارية ألقتها بغلتها بجزيرة قبرس فاندقت عنقها فماتت تصديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبرها أنها في أوّل من يغزو في البحر.


وبقى عبد الله بن قيس الجاسي على البحر فغزا خمسين غزاة من بين شاتية وصائفة في البر والبحر لم يغرق [ فيه ] أحدٌ ولم ينكب فكان يدعو الله أن يعافيه في جنده [ وأن لا يبتليه بمصاب أحدٍ منهم ] فأجابه، فلما أراد الله أن يصيبه في جسده خرج في قارب طليعة فانتهى إلى المرفاً من أرض الروم وعليه مساكين يسألون فتصدق عليهم، فرجعت أمرأة منهم إلى قريتها فقالت للرجال : هذا عبد الله بن قيس في المرفا فثاروا إليه فهجموا عليه فقتلوه بعد أن قاتلهم فأصيب وحده ؛ ونجا الملاح حتى أتى أصحابه فأعملهم فجاؤوا حتى أرسوا بالمرفا والخليفة عليهم سفيان بن عوف الأزدي فخرج إليهم فقاتلهم فضجر فجعل يشتم أصحابه فقالت جارية عبد الله : ما هكذا كان يقول حين يقاتل فقال سفيان فكيف كان يقول ؟ قالت : الغمرات ثم ينجلينا. فلزمها يقولها، وأصيب في المسلمين يومئذ وقيل : لتلك المرأة بعد : بأي شيء عرفتيه؟ قالت : كان كالتاجر، فلما سألته أعطاني كالملك فعرفته بهذا.


وفي هذه السنة غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم. وفيها تزوّج عثمان نائلة بنت الفرافصة، وكانت نصرانية فأسلمت قبل أن يدخل بها. وفيها بنى عثمان الزوراء وحج بالناس عثمان هذه السنة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب