لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكامل في التاريخ - المجلد الخامس - ابن الأثير PDF

كتاب كتاب الكامل في التاريخ - المجلد الخامس - ابن الأثير PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكامل في التاريخ.


المجلد : الخامس.


المؤلف : الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة 630 هـ..


تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي.


عدد الصفحات : 515.


حجم الكتاب : 9.65 ميجا بايت.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ذكر ولاية أبي جعفر عمر بن حفص أفريقية


وفي هذه السنة استعمل المنصور على افريقية أبا جعفر عُمر بن حفص من وُلْدِ قبيصة بن أبي صفرة أخي المهلب، وإنما نُسِب لبيت المهلب لشهرته.


وكان سبب مسيره إليها أن المنصور لما بلغه قتل الأغلب بن سالم، خاف على أفريقية فوجه إليها عمر والياً فقدم القيروان في صفر سنة إحدى وخمسين ومائة في خمسمائة فارس، فاجتمع وجوه البلد فوصلهم وأحسن إليهم، وأقام والأمور مستقيمة ثلاث سنين فسار إلى الزاب لبناء مدينة طبنة بأمر المنصور ؛ واستخلف على القيروان حبيب بن حبيب المهلبي. فخَلَتْ أفريقية من الجند فثار بها البربر فخرج إليهم حبيب فقُتِلَ، واجتمع البربر بطرابلس وولوا عليهم أبا حاتم الأباضي - واسمه يعقوب بن حبيب مولى كندة - وكان عامل عمر بن حفص على طرابلس الجنيد بن بشار الاسادي، وكتب إلى عمر يستمده فأمده بعسكر فالتقوا، وقاتلوا أبا حاتم الأباضي، فهزمهم، فساروا إلى قابس وحصرهم أبو حاتم ؛ - وعمر مقيم بالزاب على عمارة طبنة - وانتقضت أفريقية من كل ناحية.


ومضوا إلى طبنة فاحاطوا بها في اثني عشر عسكراً، منهم أبو قرة الصفري في أربعين ألفاً.، وعبد الرحمن بن رستم في خمسة عشر أ ألفاً، وأبو حاتم في عسكر كثير، وعاصم السدراتي الأباضي في ستة آلاف، والمسعود الزناتي الأباضي في عشرة آلاف فارس وغير من ذكرنا.


فلما رأى عمر بن حفص إحاطتهم به، عزم على الخروج إلى قتالهم فمنعه أصحابه وقالوا : إن اصبت تلف العرب، فعدل إلى إعمال الحيلة فأرسل إلى أبي قرة مقدم الصفرية يبذل له ستين ألف درهم ليرجع. عنه فقال : بعد أن سلم علي بالخلافة أربعين سنة أبيع حربكم بعرض قليل من الدنيا ولم يُجبهم إلى ذلك، فأرسل إلى أخي أبي قرة فدفع إليه أربعة آلاف درهم وثياباً على أن يعمل في صرف أخيه الصفرية، فأجابهم وارتحل من ليلته، وتبعه العسكر منصرفين إلى بلادهم، فاضطر أبو قرة إلى اتباعهم.


فلما سارت الصفرية، سير عمر جيشاً إلى ابن رستم وهو في تهوذا ـ قبيلة من البربر - فقاتلوه فانهزم ابن رستم الى تاهرت، فضعف أمر الأباضية عن مقاومة عمر، فساروا عن طبنة إلى القيروان، فحصرها أبو حاتم وعمر بطبنة ليصلح أمورها ويحفظها ممن يجاوره من الخوراج، فلما علم ضيق الحال بالقيروان، سار إليها، ولما سار عمر بن حفص إلى القيروان استخلف على طبنة عسكراً، فلما سمع أبو قرة بمسير عمر بن حفص، سار هو إلى طبنة فحصرها، فخرج إليه مَنْ بها من العساكر وقاتلوه فانهزم منهم وقتِل من عسكره خلق كثير.


وأما أبو حاتم فانه لما حصر القيروان، كَثُرَ جمعُه ولازم حصارها، وليس في بيت مالها دينار ولا في اهرائها شيء من الطعام، فدام الحصار ثمانية أشهر، وكان الجند يخرجون فيقاتلون الخوارج طرفي النهار حتى جَهَدَهم الجوع وأكلوا دوابهم وكلابهم ولحق كثير من أهلها بالبربر ولم يبقَ غير دخول الخوارج اليها، فأتاهم الخبر بوصول عمر بن حفص من طبنة، فنزل الهريش وهو في سبعمائة فارس فزحف الخوارج إليه بأجمعهم وتركوا القيروان، فلما فارقوها سار عمر إلى تونس فتبعه البربر فعاد إلى القيروان مجداً وأدخل اليها ما يحتاج من طعام، ودواب، وحطب وغير ذلك، ووصل أبو حاتم والبربر إليه فحصروه فطال الحصار حتى أكلوا دوابهم وفي كل يوم يكون بينهم قتال وحرب ؛ فلما ضاق الأمر بعمر وبمن معه قال لهم : الرأي أن أخرج من الحصار وأغير على بلاد البربر وأحمل إليكم الميرة قالوا : إِنَّا نخافُ بعدك قال : فأرسل فلاناً وفلاناً يفعلان ذلك فاجابوه فلما قال للرجلين قالا : لا نتركك في الحصار ونسير عنك، فعزم على إلقاء نفسه إلى الموت.


فأتى الخبر أن المنصور قد سير إليه يزيد بن حاتم بن قتيبة بن المهلب في ستين ألف مقاتل، وأشار عليه من عنده بالتوقف عن القتال إلى أن يصل العسكر فلم يفعل، وخرج وقاتل فقتل منتصف ذي الحجة سنة أربع وخمسين ومائة، وقام بأمر الناس حميد بن صخر ـ وهو أخو عمر لأمه ـ فوادع أبا حاتم وصالحه على أنَّ حميداً ومن معه لا يخلعون المنصور ولا ينازعهم أبو حاتم في سوادهم، وسلاحهم، وأجابهم إلى ذلك وفتحت له القيروان وخرج أكثر الجند إلى طبنة، وأحرق أبو حاتم أبواب القيروان وثلم سورها، وبلغه وصول يزيد بن حاتم فسار إلى طرابلس وأمر صاحبه بالقيروان بأخذ سلاح الجند وأن يفرق بينهم، فخالف بعض أصحابه وقالوا : لا نغدر بهم، وكان المُقدَّمُ على المخالفين عمرُ بنُ عثمان الفهري، وقام في القيروان وقتل أصحاب أبي حاتم، فعاد أبو حاتم فهرب عمر بن عثمان من بين يديه إلى تونس، وعاد أبو حاتم إلى طرابلس لقتال يزيد بن حاتم فقيل : كان بين الخوارج والجنود من الذين قاتلوا عمر بن حفص إلى انقضاء أمرهم ثلاثمائة وخمس وسبعون وقعةً.


ذكر ولاية يزيد بن حاتم أفريقية وقتال الخوارج


لما بلغ المنصور ما حلَّ بعمر بن حفص من الخوارج، جهـز يزيد بن حاتم بن قبيصة بن أبي صفرة في ستين ألف فارس، وسيره إلى أفريقية، فوصلها سنة أربع وخمسين ومائة، فلما قاربها، سار إليه بعض جندها، واجتمعوا به، وساروا معه إلى طرابلس ؛ فسار أبو حاتم الخارجي إلى جبال نفوسة، وسير يزيد طائفة من العسكر إلى قابس، فلقيهم أبو حاتم، فهزمهم، فعادوا إلى يزيد، ونزل أبو حاتم في مكان وعرٍ، وخَنْدَقَ على عسكره، وعبى يزيد أصحابه، وسار إليه فالتقوا في ربيع الأول سنة خمس وخمسين، فاقتتلوا أشد قتال، فانهزمت البربر وقُتِلَ أبو حاتم وأهل نجدته، وطلبهم يزيد في كل سهل وجبل، فقتلهم قتلاً ذريعاً، وكان عدةُ مَنْ قُتِلَ في المعركة ثلاثين ألفاً، وجعل آل المهلب يقتلون الخوارج ويقولون : يا لثارات عمر بن حفص ؛ وأقام شهراً يقتل الخوارج. ثم رحل إلى القيروان.


فكان عبد الرحمن بن حبيب بن عبد الرحمن الفهري مع أبي حاتم فهرب إلى كتامة، فسير إليهم يزيد بن حاتم جيشاً، فحصروا البربر، وظفروا بهم، وقتلوا منهم خَلْقاً كثيراً، وهرب عبد الرحمن، وقتل جميع من كان معه.


وصفَتْ أفريقية وأحسن يزيد السيرة وأمن الناس إلى أن انتقضت ورفجومة سنة أربع وستين ومائة بأرض الزاب - وعليها أيوب الهواري ـ فسير إليهم عسكراً كثيراً واستعمل عليهم يزيد بن مجزا المهلبي، فالتقوا واقتتلوا فانهزم يزيدُ وقُتِلَ كثير من أصحابه، وقتل المخارق بن عقار صاحب الزاب، فولي مكانه المهلب بن يزيد المهلبي، وأمدهم يزيد بن حاتم بجمع كثير، واستعمل عليهم العلاء بن سعيد المهلبي، وانضم إليهم المنهزمون ولقوا ورفجومة، واقتتلوا واشتد القتال، فانهزمت البربر، وأيوب، وقُتلوا بكل مكان حتى أتى على آخرهم، ولم يقتل من الجند أحد.


ثم مات يزيد في رمضان سنة سبعين ومائة وكانت ولايته خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر واستخلف ابنه داود على افريقية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب