لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكامل في التاريخ - المجلد السادس - ابن الأثير PDF

 كتاب كتاب الكامل في التاريخ - المجلد السادس - ابن الأثير PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكامل في التاريخ.


المجلد : السادس.


المؤلف : الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة 630 هـ..


تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي.


عدد الصفحات : 526.


حجم الكتاب : 10.46 ميجا بايت.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ذكر ارسال ابي عبدالله الشيعي الى المغرب


كان أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي من أهل صنعاء. وقد سار الى ابن حوشب النجار وصَحبِهِ بِعَدَن، وصار من كبار أصحابه، وكان له علم وفهم ودهاء ومكر. فلما أتى خبر وفاة الحلواني وأبي صفيان إلى ابن حوشب قال لأبي عبدالله الشيعي : ( إن ارضَ كُتامة من المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان، وقد ماتا وليس لها غيرك، فبادر فإنها موطأة ممهدة لك »، فخرج أبو عبد الله إلى مكة وأعطاه ابن حوشب مالاً، وسير معه عبد الله بن أبي ملاحف. فلما قَدِمَ ابو عبدالله مكة سأل عن حجاج كتامة فأرشد إليهم، فاجتمع بهم، ولم يُعرفهم قصده، وجلس قريباً منهم. فسمعهم يتحدثون بفضائل أهل البيت، فأظهر استحسان ذلك، وحدثهم بما لم يعلموه. فلما اراد القيام سألوه أن يأذن لهم في زيارته والانبساط معه، فأذِنَ لهم في ذلك، فسألوه : أين مقصدك ؟ فقال : أريد مصر ففرحوا بصحبته. وكان من رؤساء الكتاميين بمكة رجل اسمه حريث الجميلي، وآخر اسمه موسى بن مكاد، فرحلوا وهو لا يخبرهم بغرضه، وأظهر لهم العبادة والزهد، فازدادوا فيه رغبة وخدموه، وكان يسألهم عن بلادهم وقبائلهم وعن طاعتهم لسلطان افريقية فقالوا : ماله علينا طاعة وبيننا وبينه عشرة أيام. قال : أفتحملون السلاح ؟ قالوا : هو شغلنا. ولم يزل يتعرفُ أحوالهم حتى وصلوا إلى مصر، فلما أراد وداعهم قالوا له : أي شيء تطلب بمصر ؟ قال : اطلب التعليم بها. قالوا : اذا كنت تقصد هذا، فبلادنا أنفع لك، ونحن أعرف بحقك، ولم يزالوا به حتى أجابهم إلى المسير معهم بعد الخضوع والسؤال فسار معهم. فلما قاربوا بلادهم لقيهُم رجال من الشيعة فأخبروهم بخبره فرغبوا في نزوله عندهم، واقترعوا فيمن يضيفه منهم، ثم رحلوا حتى وصلوا الى أرض كتامة منتصف شهر ربيع الأول سنة ثمانين ومائتين، فسأله قوم منهم أن ينزل عندهم حتى يقاتلوا دونه. فقال لهم : أين يكون فج الأخيار ؟ فتعجبوا من ذلك ولم يكونوا ذكروه له. فقالوا : عند بني سليان فقال : إليه نقصد ثم نأتي كل قوم منكم في ديارهم ونزورهم في بيوتهم، فأرضى بذلك الجميع. وسار الى جبل يقال له : انكجان وفيه فج الأخيار فقال : هذا فج الأخيار وما سمي إلا بكم، ولقد جاء في الآثار. أن للمهدي هجرة تنبو عن الأوطان ينصره فيها الأخيار من أهل ذلك الزمان قوم مشتق اسمهم من الكتمان، فإنهم كتامة وبخروجكم من هذا الفج يسمى فج الأخيار. فتسامعت القبائل وصنع من الحيل والمكيدات والنارنجيات ما أذهل عقولهم. وأتاه البربر من كل مكان وعظم أمره الى أن تقاتلت كتامة عليه مع قبائل البربر، وسَلمَ من القتل مراراً وهو في كل ذلك لا يذكر اسم المهدي، فاجتمع أهل العلم على مناظرته، وقتله فلم يتركه الكتاميون يناظرهم. وكان اسمه عندهم أبا عبدالله المشرقي. وبلغ خبره إلى ابراهيم بن أحمد بن الأغلب أمير افريقية فأرسل إلى عامله على مدينة ميلة يسأله عن أمره فصغره وذكر له أنه يلبس الخشن، ويأمر بالخير والعبادة فسكت عنه. ثم انه قال للكتاميين : أنا صاحب البدر الذي ذكر لكم أبو سفيان، والحلواني فازدادت محبتهم له وتعظيمهم لأمره. وتفرقت كلمة البربر، وكتامة بسببه فاراد بعضهم قتله فاختفى ووقع بينهم شديد، واتصل الخبر بإنسان اسمه الحسن بن هارون - وهو من أكابر كتامة ـ فأخذ أبا عبد الله إليه ودافع عنه. ومضيا إلى مدينة ناصرون فأتته القبائل من كل مكان وعظم شأنه، وصارت الرياسة للحسن بن هارون وسلم إليه أبو عبد الله أعنة الخيل، وظهر من الاستتار وشهر الحروب فكان الظفر له فيها وغنم الأموال. وانتقل الى مدينة ناصرون وخندق عليها فزحفت قبائل البربر، إليها فاقتتلوا، ثم اصطلحوا، ثم اعادوا القتال. وكان بينهم وقائع كثيرة ظفر بهم وصارت إليه أموالهم، فاستقام له أمر البربر وعامة كتامة.


ذکر ملکه مدينة ميلة وانهزامه


فلما تم لأبي عبد الله ذلك زحف إلى مدينة ميلة فجاءه منها رجل اسمه الحسن بن أحمد، فأطلعه على غرة البلد فقاتل أهله قتالاً شديداً، وأخذ الأرباض، فطلبوا منه الأمان، ودخل مدينة ميلة، وبلغ الخبر أمير أفريقية - وهو حينئذ إبراهيم بن أحمد ـ فنفّذ ولده الأحول في اثني عشر الفاً، وتبعه مثلهم، فالتقيا فاقتتل العسكران، فانهزم أبو عبد الله، وكثر القتل في أصحابه وتبعه الأحول، وسقط ثلج عظيم حال بينهم.


وسار أبو عبد الله إلى جبل إنكجان، فوصل الأحول الى مدينة ناصرون، فأحرقها وأحرق مدينة ميلة ولم يجد بها أحداً. وبنى أبو عبدالله بانكجان دار هجرة، فقصده أصحابه. وعاد الأحول إلى أفريقية، فسار أبو عبد الله بعد رحيلهم فغَنِمَ ما رأى مما تخلف عنهم، وأتاه خبر وفاة ابراهيم فسر به. ثم أتاه خبر قتل أبي العباس وولده وولاية زيادة الله، واشتغاله باللهو واللعب، فاشتدَّ سروره. وكان الأحول قد جمع جيشاً كثيراً أيام أخيه أبي العباس ولقي أبا عبد الله، فانهزم الأحول، وبقي الأحول قريباً منه يقاتله ويمنعه من التقدم.


فلما ولي أبو مضر زيادة الله أفريقية، أحضر الأحول وقتله كما ذكرناه، ولم يكن أحولاً وإنما كان يكسر عينه، إذا أدام النظر فلقب به، فلما قتل انتشرت حينئذ جيوش أبي عبدالله في البلاد، وصار أبو عبد الله يقول : المهدي يخرج في هذه الأيام ويملك الأرض. فيا طوبى لمن هاجر إليّ وأطاعني. ويغري الناس بأبي مضر ويعيبه. وكان كل من عند زيادة الله من الوزراء فلا يسوء هم أن يظفر أبو عبد الله لا سيما مع ما كان يذكر لهم من الكرامات التي للمهدي من احياء الموتى، وردّ الشمس من مغربها، وملكه الأرض، بأسرها. وأبو عبد الله يرسل اليهم ويسحرهم، ويعدهم.


ذكر سبب اتصال المهدي عبيد الله بأبي عبدالله الشيعي، ومسيره الى سجلماسة


لما توفى عبدالله بن ميمون القداح، ادعى ولده انهم من ولد عقيل بن أبي طالب، وهم مع هذا يسترون ويسرون أمرهم ويخفون اشخاصهم. وكان ولده أحمد هو المشار إليه منهم، فتوفّي وخلف ولده محمداً. وكان هو الذي يكاتبه الدعاة في البلاد. وتوفي محمد وخلَّفَ احمد والحسين. فسار الحسين إلى سلمية من ارض حمص وله بها ودائع وأموال من ودائع جده عبدالله القداح، ووكلاء وغلمان، وبقي ببغداد من أولاد القداح أبو الشلغلغ.


وكان الحسين يدعي أنه الوصي، وصاحب الأمر والدعاة باليمن والمغرب، يكاتبونه ويراسلونه، واتفق أنه جرى بحضرته حديث النساء بسلمية، فوصفوا له امرأة رجل يهودي حداد مات عنها زوجها - وهي في غاية الحسن - فتزوجها ولها ولد من الحداد، يماثلها في الجمال، فأحبها وحسن موقعها معه، وأحب ولدها وأدبه وعلمه، فتعلم العلم وصارت له نفس عظيمة، وهمة كبيرة. فمن العلماء من اهل هذه الدعوة من يقول : إن الامام الذي كان بسلمية ـ وهو الحسين - مات ولم يكن له ولد فعهِدَ إلى ابن اليهودي الحداد ـ وهو عبيد الله - وعرَّفَهُ اسرار الدعوة من قول وفعل، وأين الدعاة، وأعطاه الأموال والعلامات. وتقدَّم إلى أصحابه بطاعته، وخدمته،، وأنه الإمام والوصي.. وزوجه ابنة عمه أبي الشلغلغ، وهذا قول أبي القاسم الأبيض العلوي وغيره. وجعل لنفسه نسباً وهو عبيد الله بن الحسين بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وبعض الناس يقولون - وهم قليل - أن عبيد الله هذا من ولد القدّاح. وهذه الأقوال فيها ما فيها. فياليت شعري ما الذي حمل أبا عبد الله الشيعي وغيره ممن قام في إظهار هذه الدعوة، حتى يخرجوا هذا الأمر من أنفسهم، ويسلموه إلى ولد يهودي ؟ وهل يسامح نفسه بهذا الأمر من يعتقده ديناً يثاب عليه ؟ قال : فلما عَهد الحسين إلى عبيد الله قال له : إنك ستهاجر بعدي هجرة بعيدة، وتلقى محناً شديدة. فتوفّي الحُسين، وقام بعده عبيد الله، وانتشرت دعوته وبذل الأموال خلاف ما تقدم. وأرسل إليه أبو عبد الله رجالاً من كتامة من المغرب، ليخبروه بما فتح الله عليه، وأنهم ينتظرونه. وشاع خبره عند الناس أيام المكتفي. فطلب، فهرب هو وولده أبو القاسم نزار، الذي وُلّي بعده، وتلقب بالقائم ـ وهو يومئذ غلام ـ وخرج معه خاصته، ومواليه يريد المغرب، وذلك أيام زيادة الله. فلما انتهى إلى مصر، أقام مستتراً بزي التجارِ."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب